إيل في العام الجديد

الكاتب: د. نايف جراد 
في آخر يوم من عامي الطريد
أريد أن أطوي الصفحات
فتنثال علي الذكريات
كهطول المطر
قطرات قطرات
في يوم منه صافحت الندى
أردت الذهاب الى أبعد مدى
صدتني الجدران والتابوات
فناجيت عناة
غنيت الدلعونات:
على دلعونة وعلى دلعونة راحوا الحبايب ما ودعونا!!!
في يوم آخر جاء الصدى
صوت القدس يهدر في الجبال
الله أكبر على "العدا"
فدخلت في تراتيل الآهات
قلبت وجهي في السموات
وطيرت :الندا"
وفي يوم ثالث أرهقني الفؤاد
تهت في البلاد
حملت قلبي للآتي و الغاد
فعافتني العباد
في يوم رابع غادرت ظلي
تركته نائما في سرير الأحباب
ورافقت النجوم
تسقط قطرات دمي شهبا على الظلام
وقلبي يطير نيزكا كأبيض الحمام
أما باقي الأيام فلم أكن على ما يرام:
يبدو أنني دخلت المتاهة
يبدو أنه قد نالني شيء من بلاهة
فرددت ذات الأحلام والكلمات
ناجيت مرة أخرى عناة
فاغتاظت بقية الآلهات
شكوت همي لبعل
جئت بحريا من الخليج
فطردني الغزاة من باشان
عدت شاميا ناصعا من العراق
فقالوا انت أحمر يا كنعان
استدعيت آلهة السماء والأرض كلها
فارسلت جذوري الى الأعماق
فصرت يما رافقني صيدون وداجون
وأنبتتني آدم من صلب الأرض
رفيقتي أدمة حواء
وابنتي ماريام
وعند السحر تزوجت شاليم الجميلة
وبنيت أورشاليم
رشوا في عرسي الأرز كي لا يذبل حبي
لكنها الحرب أدمتني
وكاد أن يصرعني تيفون
فأنقذني ملقارت
ورحت أبحث عن عشتار
أنا إيل
في البدء كنت
وسأكون
سأستوي على الأرض والأجواء
أمحي الماضي الحزين من السجلات
أستقبل عامي الجديد دون آهات
وأبني لمحبوبتي قصرا في إيلات
فأنا إيل
في عامي الجديد لن أهبط بعد عن التلال
دمي شلال في شلال
وأنا المستحيل
قلعتي على الجبل
بيدي شبرية
وحجارتي من سجيل