نشر بتاريخ: 02/01/2016 ( آخر تحديث: 02/01/2016 الساعة: 11:28 )
رام الله - تقرير معا- عام واحد كان الفارق بين ولادة شادي (31 عاماً) وفادي (30 عاماً) محمد محمود الخصيب، وأقل من أسبوع كان الفارق في ارتقائهما شهيدين، بعد أن قتلا برصاص
الاحتلال الإسرائيلي في ذات المكان تقريباً، واحتجز جثمانيهما لأكثر من 40 يوماً.
وزف الشهيدان سوية الجمعة إلى مثواهما الأخير، ودفنا سوية، وفي ذات اليوم، ليتركا زوجتيهما، وابنائهما خلفهما.
شادي استشهد بعد أن أطلق مستوطن النار عليه في طريق عودته من أريحا، بعد أن اصطدمت به مركبة مستوطن، فحين ترجل لمعاينة الأضرار، أطلق عليه مستوطن آخر الرصاص، وتركوه ينزف حتى فارق الحياة.
وبعده بستة أيام، نفذ شقيقه الداعية فادي عملية دهس فيها أربعة جنود، وأصابهم بجراح، قبل أن تطلق عليهما النار، ويترك ينزف حتى فارق الحياة شهيداً.
احتجزت جثامين الشهيدين الشقيقين، في ثلاجات الاحتلال لقرابة الأربعين يوماً، قبل أن يتم تسليم جثمانيهما يوم الخميس.
في أقل من أسبوع، أعدم الاحتلال الإسرائيلي الشقيقين بزعم محاولتهما دهس جنود ومستوطنين، بينما تؤكد عائلتهما أنهما لم ينشطا في العمل السياسي قط.
صباح الجمعة (26/11) استفاقت عائلة الخصيب في مدينة رام الله، على اسم فادي يتردد في وسائل الإعلام، بعد أن أعلن الاحتلال الإسرائيلي قتله إثر تنفيذه عملية دهس استهدفت جنديين إسرائيليين في طريق الخان الأحمر شمال القدس المحتلة، وقال إنه نفذها "انتقاماً لشقيقه".
وبحسب الصور التي نشرتها شرطة الاحتلال، فإن فادي الخصيب (30 عاما) نفذ عملية الدهس بسيارة مستأجرة في مكان إعدام شقيقه الأكبر شادي (31 عاما) الذي كان يعمل سائق سيارة أجرة وقُتل الأحد بزعم محاولته دهس مستوطنين، بينما قالت عائلته يومها إنه كان عائدا من مهمة عمل في مدينة أريحا.
الشهيد فادي شارك في مظاهرة لأهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم، وسط رام الله، مطالباً باسترداد جثمان شقيقه الذي رفض الاحتلال تسليمه، وبعد يومين، التحق بشقيقه شادي شهيداً.
شادي منزوج وأب لثلاثة أطفال، وكان إعدامه صدمة للعائلة التي كانت على قناعة تامة بأنه تعرض للإعدام دون سبب، لكن ذهاب فادي لتنفيذ عملية دهس كان مفاجأة غير متوقعة أبداً، خاصة أنه كان منشغلا في مجال الدعوة إلى الله دون أي نشاط سياسي.
ظهر الشهيد فادي في أحد مقاطع الفيديو التي تم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث عن أخيه الشهيد شادي، وظهر في مقطع الفيديو الشهيد وهو يتكلم عن أخيه، فأجهش بالبكاء في ختام حديثه على فراق أخيه.
ويبدو أن الدمعات التي سالت من فادي كانت تحمل في طياتها الكثير، فبعد خمسة أيام فقط من استشهاد أخيه، قرر أن ينتقم ممن كان سبباً في قتل أخيه.
واستقل فادي سيارته، بعد أن أدى صلاة الفجر في المسجد، وتوجه إلى مستوطنة كفار أدوميم بالقدس المحتلة، فوجد تجمعاً للجنود الإسرائيليين الذين رأى فيهم السبب الذي حرمه أخيه، فقام بدهسهم بسيارته ليصيب اثنين منهم بجراح خطيرة، قبل أن يتمكن أحد الجنود من إطلاق النار عليه فيرتقي شهيداً على الفور، وحقق حلمه في الإنتقام.
لقد لحق فادي بأخيه ولم يتأخر عنه، فذهبت الأجساد وارتحلت عن الدنيا، ولكنها اجتمعت في دار المستقر.
ويقول جهاد شقيق الشهيدين :" منذ فجر يوم الجمعة انطلق شادي لأداء صلاة الفجر كما العادة ولكنه لم يعد لمنزله، وفي تمام الساعة الثامنة صباحا طالعنا خبر تنفيذ عملية دهس في مكان استشهاد شقيقي الأكبر فادي، عندها تيقنت أن شادي هو من نفذها حتى قبل أن ترد أي معلومة عن هوية المنفذ ".
وأكد جهاد أن شقيقه فادي كان يقضي جل وقته في عمله بأحد المحلات التجارية في بلدته ونشاطه في المجال الدعوي، والاهتمام ببيته وطفليه مراد وإيلاف فيما كان ينتظر قدوم طفله الثالث.
فادي الذي عاش يتيما هو أشقاؤه الأربعة بعد وفاة أمه وأبيه وعمره سنوات، وكبر وتعلم في مدرسة للأيتام في العيزرية، ترك ابنه مراد وإيلاف، وثالثاً لا تزال زوجته حاملاً به في الشهر الثاني أيتاماً.