"ديزنغوف"- عملية يكتنفها الغموض

بيت لحم- تقرير معا- يلف الغموض عملية "ديزنغوف" التي نفذها الشاب الفلسطني نشأت ملحم (31 عاما) من سكان بلدة عرعرة بالمثلث الشمالي والتي قتل خلالها اسرائيليين وأصاب سبعة اخرين وتمكن من الفرار.

وثارت حالة من الرعب في الشارع الاسرائيلي بعد تنفيذ ملحم العملية واختفائه عن الانظار، وسط استنفار في صفوف اجهزة الامن الاسرائيلي للبحث والتحري عنه دون القبض عليه في ظل حظر للنشر فرضته المحكمة الاسرائيلية على وسائل اعلامها.

وفي هذا السياق، قال الخبير الامني الفلسطيني اللواء محمد المصري لوكالة معا ان العملية جاءت في ظل حالة ارباك شامل تعيشها الاجهزة الامنية الاسرائيلية كونها غير قادرة على التعامل حتى اللحظة مع الحراك الشعبي الفلسطيني، ولم تعرف بعد دوافع تنفيذ العملية.

وأوضح ان هروب المنفذ من مكان العملية بشارع ديزنغوف بتل أبيب بطريقة احترافية رغم الدفع بالمئات من رجال الشرطة والامن لمكان العملية الذي من المفترض ان يكون الاكثر امانا لسكان اسرائيل كونه يقع في وسط العاصمة السياسية لاسرائيل "تل ابيب" احرج الاجهزة الامنية الاسرائيلية واضعفها امام مواطنيها.

وقال ان الداخل الاسرائيلي اصبح على قناعة بضرورة تغيير قواعد اللعبة، والذهاب لعملية سياسية، خاصة ان الامن الفردي في اسرائيل اصبح مهددا داخل دولة لا تستطيع توفير الحماية لسكانها.

وأوضح ان الامن الاسرائيلي أصبح غير قادرا على التعامل مع المخاطر في الضفة والداخل والقدس والجبهتين الشمالية والجنوبية، من كافة النواحي اصبحت اسرائيل مهددة.

واستبعد المصري ان يكون حزب الله وراء التنفيذ، انتقاماً لاغتيال قائده سمير القنطار، لان هذا الرد ليس بالمستوى الذي يطمح اليه الحزب، مشيرا الى ان حزب الله معروفا عنه اعلانه عن التنفيذ فور اي عملية.

وانتشرت اخبار لم تؤكد مصادرها عن ان العملية كان الهدف منها اغتيال مسؤول العلاقات الخارجية في الموساد الاسرائيلي.

كما واستبعد المصري ان يكون تنظيم داعش خلف العملية، فلو كان هو لاعلان مباشرة كونه بحاجة الى "شماعة" فلسطين لاعادة التأييد الدولي له في ظل التحالفين القويين من روسيا وامريكا واللذين افقداه الكثير من قوته في الفترة الاخيرة.

وكان زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي هدد اسرائيل في شريط مسجل دعما لفلسطين.

وكان زعيم المعارضة الإسرائيلية حاييم هيرتسوغ طالب حكومته بفحص العلاقة بين المنفذ وبين تنظيم داعش.