الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لجان العمل الصحي تصدر تقريراً عن دورها الصحي في إنتفاضة القدس

نشر بتاريخ: 03/01/2016 ( آخر تحديث: 03/01/2016 الساعة: 14:05 )
القدس- معا - أصدرت مؤسسة لجان العمل الصحي تقريراً رصدت فيه الخدمات الصحية التي قدمتها خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية منذ مطلع تشرين الأول الماضي تناولت فيه دور مراكزها وعياداتها وأطقمها الصحية في تقديم الخدمات المختلفة للجرحى والعوائل التي تعرضت للإعتداءات الإسرائيلية من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين وما تعرضت له عياداتها ومراكزها وأطقمها من إعتداءات.
وقال الدكتور إبراهيم أبو عياش مدير دائرة الرعاية الصحية في المؤسسة أن أطقم المؤسسة عملت بكل جد وجهد وخاصةً في نقاط التماس لتقديم خدماتها للجرحى وإستقبلت العشرات من الجرحى وقدمت لهم الخدمات اللازمة في مراكزها وعياداتها وحولت بعضهم إلى المشافي القريبة من أجل إستكمال العلاجات اللازمة.
وأضاف: أن المركز الصحي في البلدة القديمة من الخليل ومركز حلحول الصحي ومستوصف الشفاء في طوباس كان لها الدور الأكبر في تقديم هذه الخدمات فبعد إقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدينة طوباس وإقتحام جامعة القدس المفتوحة فيها جرت مواجهات بين الطلبة والجيش، ما أدى لوقوع حالات من الإختناق بسبب ما أطلقه الجيش من غازات على الطلبة والمدرسين، فاستقبل مستوصف الشفاء التخصصي التابع لمؤسسة لجان العمل الصحي 4 إصابات بالإختناق من بينهم طفل، وتم تقديم الإسعافات اللازمة لهم داخل المستوصف. كما وشاركت طواقم وسيارة لجان العمل الصحي في نقل الإصابات من أمام جامعة القدس المفتوحة.
وفي الخليل كان مركز طوارىء الخليل ملاذاً للجرحى والمصابين وسكان المنطقة المصنفة H2 خلال الأحداث عاشتها المنطقة وكان المركز بدأ العمل في المنطقة في عام (2001) ويقع في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل وبالقرب من البلدة القديمة، حيث يبلغ عدد سكان المنطقة قرابة (40000) نسمة، وتفتقر المنطقة إلى الخدمات الصحية، وهي منطقة محاصرة بالمستوطنات والمناطق الامنية وهي تعاني من الإكتظاظ السكاني الكبير.
ويعمل مركز طوارىء الخليل بشكل يومي من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، وتشمل الخدمات التي يقدمها: الخدمات الصحية وتشمل: خدمات الطب العام والطوارئ، وخدمات المختبر (كافة الفحوصات والتحاليل الطبية)، وخدمة الأخصائيين والتي تشمل الاختصاصات التالية: (أطفال، مسالك بولية، أنف وأذن وحنجرة، عظام، نسائية، جلدية، وتغذية).
وكذلك البرامج الصحية: وتشمل برنامج صحة المرأة، وهو برنامج يختص بمتابعة المرأة الحامل ومتابعة سير الحمل على مدار فترة الحمل، وايضاً يركز على إجراء الفحوصات الخاصة بالأمراض النسائية وخاصة الكشف المبكر عن الأمراض الخبيثة.
وفي بداية شهر إكتوبر والمنطقة الجنوبية من مدينة الخليل تتعرض لحملة عسكرية إسرائلية مشددة من قبل سلطات الاحتلال حيث تمثلت هذه الحملة بسلسة إجراءات قاسية بدأت بإغلاق المنطقة بشكل كامل، وإغلاق المنافذ المؤدية إلى البلدة القديمة بالمكعبات الإسمنتية، وتم وضع المكعبات الإسمنتية أمام مركز طوارىء الخليل التابع لمؤسسة لجان العمل الصح، مما أعاق العمل داخل المركز وأعاق وصول المراجعين والمرضى للمركز، وقد إستمر وضع المكعبات الإسمنتية أمام المركز لفترة طويلة.
وعندما إندلعت المواجهات بين المواطنين من جهة والمستوطنين وقوات الاحتلال من جهة أخرى، تم منع الحالات المرضية والمراجعين والجرحى من الوصول للمركز من أجل تلقي الخدمات الصحية، وجرى إطلاق الاعيرة النارية والغاز على المراجعين أكثر من مرة، وكذلك رش المياه العادمه ذات الرائحة الكريهة على المركز والمرضى عدا عن إستهداف المركز بشكل مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي.
وقال أبو عياش أن المركز والعاملين فيه تعرضوا للعديد من المضايقات من قبل الجيش الإسرائيلي وكان من أبرزها إقتحامه وإحتجاز الطاقم الطبي داخله وإغلاق الباب الرئيسي ومنع أي أحد من الدخول أو الخروج من المركز، وتم تحويل سطحه إلى ثكنة عسكرية مع إحتجاز من بداخله من مرضى وأطباء. كما وتعرض الممرضة سلام الزرو أثناء توجهها إلى العمل في المركز للرش بالمياة العادمة بشكل مباشر.
وأضاف أن الإعتداءات طالت المراجعين والمرضى حيث تعرضت إحدى مركبات المراجعين من لقنبلة غاز بشكل مباشر ما أدى لإصابة من كان بداخل المركبة بالإختناق، وبعد ذلك تم إغلاق المركز وقد منعت قوات الاحتلال الدخول أو الخروج منه ومنعت مركبة تابعة لمؤسسة لجان العمل الصحي من الوصل إلى المركز من أجل تزويده ابمواد ومستلزمات طبية رغم حملها للشارة الصحية الدولية. وبتاريخ 06/12/2015 تم إقتحام المركز وإعتقال أحد المراجعين وهو المريض الطفل محمد مرار مع العلم أن قوات الاحتلال رفضت إستكمال العلاج للطفل وتم إعتقاله من داخل المركز. وفي 23/12/2015 حدثت مواجهات في منطقة مركز طوارىء الخليل وقام جنود الاحتلال الإسرائيلي بالتمركز أمام المركز وقاموا بإطلاق الأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع، مما أعاق العمل داخل المركز وأربك طاقم العمل فيه.
وفي حلحول إستقبل مركز حلحول الصحي عشرات الجرحى الذين أصيبوا في المواجهات التي شهدتها محافظة الخليل وبلغ عدد المصابين بالرصاص الحي من بين الجرحى بحسب التقرير 25 أصابة وصلت المركز وقدمت لها الإسعافات الأولية لوقف النزيف قبل أن يتم تحويل بعضها لمشافي مدينة الخليل التي خضعت لحصار مشدد من قبل جيش الاحتلال وهو الأمر الذي كان عائقاً أمام وصول الجرحى لتلك المشافي وكبد سيارات الإسعاف مزيداً من الوقت لإيصال الجرحى للمشافي بعد تقديم المركز وطواقمه الإسعافات الأولية خشية إختطاف الجنود لهم.
وكان عدد أخر من الجرحى وصلوا المركز الذي أعلن حالة الطواريء وقطع إجازات بعض موظفيه كانوا مصابين بالرصاص المغلف بالمطاط والإختناقات جراء إستنشاقهم للغاز السام.
وكانت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر قد أوصلت جرحى المواجهات للمركز بالإضافة لحمل السيارات الخاصة لجرحى آخرين في حين أعلن مركز حلحول الصحي حالة الطواريء وحول جميع غرفه ومرافقه لأماكن تطبيب وإسعاف وسط حالة عمل جاد ودؤوب لوقف نزيف الجرحى.
وفي تقريرها طالبت لجان العمل الصحي بضرورة العمل على توفير الحماية العاجلة لمركز طوارىء الخليل ولطاقم العمل داخل المركز من إعتداءات قوات الجيش الاسرائيلي المتكرره وحماية كافة الطواقم والمراكز الصحية في فلسطين ووقف إقتحام المشافي والإعتداء على المرضى والأطقم الطبية وإعدام الجرحة وإختطافهم.
وطالب منظمة الصحة الدولية وكافة الجهات ذات الصلة والإختصاص التحرك الجاد والفعال والسريع للضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الإقتحامات والإعتداءات لما لهذه المراكز والمشافي والعيادات من حصانة إنسانية كونها تقدم الخدمات الصحية للجميع . وإعتبرت هذه الإعتداءات مخالفات واضحة لإتفاقيات جنيف وخاصة إتفاقية جنيف الرابعة.