الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
إيران تقصف إسرائيل
4 قتلى وعدد كبير من الجرحى بعملية إطلاق النار في "تل أبيب

تحليل- حزب الله نفذ عملية انتقام بطريقة حذرة

نشر بتاريخ: 05/01/2016 ( آخر تحديث: 07/01/2016 الساعة: 14:07 )
تحليل- حزب الله نفذ عملية انتقام بطريقة حذرة

بيت لحم - معا - يبدو ان تفجير حقل العبوات الناسفة الذي وقع يوم امس واستهدف دورية عسكرية اسرائيلية في منحدرات مزارع شبعا كان عملية انتقامية نفذها حزب الله انتقاما لاغتيال سمير القنطار .

وتعهد نصر الله منذ اغتيال القنطار وعبر ثلاث خطابات مختلفة بالانتقام ويبدو ان عملية امس كانت الانتقام الموعود وحتى لا يترك مجالا للشك وبهدف اظهار نصر الله في الشرق الاوسط بصفة الرجل الذي يقول ويفعل اعلن حزب الله مسؤوليته الرسمية عن العملية وأكد ان مجموعة الشهيد سمير القنطار هي من زرع وفجر العبوات الناسفة .

وقال"روني بن يشاي" المحلل العسكري لصحيفة " يديعوت احرونوت" صاحب هذا التحليل المنشور اليوم " الثلاثاء" انه من السابق لأوانه القول ان حزب الله قد اغلق الحساب وان الانتقام لعملية الاغتيال قد تم وانتهى الامر خاصة وان الجيش الاسرائيلي لم يتكبد اية خسائر لذلك قد يقرر نصر الله ان حساب القنطار لا يزال مفتوحا لهذا لا زالت الفرصة قائمة لتنفيذ عمليات اخرى في منطقة الحدود الشمالية عموما ومزارع شبعا خصوصا".

وفي ضوء هذا السيناريو يتوجب اتخاذ اجراءات الحيطة والحذر التي اتبعت في الفترة الاخيرة قرب الحدود مع لبنان وفي منحدرات جبل الشيخ اضافة لذلك " يمكن الافتراض ان حزب الله استغل الاحوال الجوية السائد وزرع حقول عبوات ناسفه وكمائن صواريخ مضادة للدروع غير تلك التي جرى تفجيرها وهذا بالضبط سبب اقدام "فرقة الجليل " المسؤولة عن المنطقة التي انفجرت فيها العبوات على اغلاق عدد من محاور الطرق اذ من الممكن ان قصة الانتقام لم تنته بعد حتى من ناحية اسرائيل ايضا لذلك يتوجب على الجنود والمزارعين الذين يعملون قرب جدار الحدود اظهار اقصى درجات الحيطة والحذر ".

حين ادركت اسرائيل ان حزب الله سيرد هذه المرة وكانت تقديرات " امان" الخاصة بهذا الشأن دقيقة تقاطر رئيس الوزراء ووزير الجيش ورئيس الاركان ومصادر امنية مختلفة على وسائل الاعلام لتوضيح رسالة مفادها ان اسرائيل سترد بشكل عنيف ومدمر على كل عملية انتقام ينفذها حزب الله .

ونفذ حزب الله قبل عام تقريبا عملية انتقام لمقتل اربعة من قادة حزب الله والجيش السوري والإيراني في غارة اسرائيلية استهدفت سيارتهم قرب القنيطرة وفقا لوسائل الاعلام الاجنبية وقتل في العملية الاسرائيلية جهاد مغنية وجنرال ايراني وبعد 11 يوما من وقوعها نفذ حزب الله عملية الانتقام حيث اطلقت مجموعة تابعه له صواريخ مضادة للدروع باتجاه قافلة سيارات عسكرية تابعة للواء غفعاتي كانت في طريقها من مزارع شبعا الى اصبع الجليل فقتل جنديين اسرائيليين .

ولم تقم حينها اسرائيل بعمل انتقامي وقررت ضبط النفس ويبدو ان جهة ما في المؤسسة الامنية الاسرائيلية تعتقد ان هذا الموقف كان خطأ لذلك سارع هذه المرة وبعد اغتيال سمير القنطار كبار قادة " الدولة " والجيش الى الاعلان مسبقا وبشكل واضح ان رد الفعل الاسرائيلي سيكون قويا ومدمرا .

ويبدو ان هذه الرسالة فعلت فعلها وتم فهمها بشكل كامل ليس فقط من قبل قادة حزب الله بل كما يبدو في طهران وفي اوساط قادة الطوائف اللبنانية ايضا ولهذا تعرض حزب الله الى ضغوط ايرانية وروسية " عبر النظام السوري" ومن داخل لبنان بهدف ثنيه عن القيام باي عمل او الاكتفاء بعملية انتقامية رمزية ويبدو ان نصر الله استجاب لهذه الضغوط بسهوله نسبيا اذ يبدو انه هو ايضا لم يكن يريد التورط في حرب مع اسرائيل بسبب سمير القنطار فأصدر اوامره لعناصر حزبه بتنفيذ عملية اقل خطورة من العمليات التي يجيد حزب الله تنفيذها وكانت عبارة عن زرع " حقل عبوات ناسفه " في منحدرات مزارع شبعا.

وأضاف المحلل العسكري " من الضروري القول ان حزب الله والجيش الاسرائيلي تواجهان منذ فترة طويلة جدا ويعملان ضمن مجموعة قواعد مفهومة تبلورت في معظمها بعد حرب لبنان الثانية وهذا ما يوضح ضمنا اشياء كثير لماذا يفضل حزب الله خلال السنوات الاخيرة العمل ضمن منطقة هار دوف " جبل روس" على القمة الغربية لجبل الشيخ تلك المنطقة المعروفة لبنانيا باسم مزارع شبعا وهي بالنسبة لهم منطقة لبنانية تحتلها اسرائيل رغم ان المنطقة كانت تحت السيطرة السورية حتى تم احتلالها في حرب الايام الستة 1967 لكن اللبنانيون يستندون الى خرائط الانتداب الفرنسي في القول ان هذه المنطقة لبنانية لهذا فان عملية في هذه المنطقة من وجهة حزب الله لا تعتبر خرقا للسيادة الاسرائيلية بل عملية شرعية تقع ضمن " ساحة اللعب" لهذا يؤكد حزب الله عدم امتلاك اسرائيل شرعية الادعاء ان عملية عسكرية في تلك المنطقة تشكل مسا بسيادتها تبرر رد فعل حربي قاس وشديد ".

حزب الله لم يرغب في ايقاع اصابات قاتلة قوية :
لم تكن نوع العملية ومكان تنفيذها صدفة ومن المنطقي الاعتقاد ان حزب الله اختارها لقناعته ان عملية من هذا النوع وفي هذا المكان لن توقع اصابات قاسية في صفوف الجنود الاسرائيليين الامر الذي سيمنع التصعيد الخطير .

ان حزب الله يعلم تمام العلم ان الجيش الاسرائيلي تعلم عبر السنين الطويلة كيفية مواجهة هذا النوع من العبوات دون ان تقع اصابات قاتلة في صفوفه وهم يعرفون ان الجيش الاسرائيلي يستخدم معدات واليات ثقيلة تتحرك في المناطق المشبوهة يمكنها تحمل انفجار عبوة ناسفة كبيرة وقوية دون ان تلحق بها اضرار جوهرية وذات قيمة وهذا بالضبط ما حدث يوم امس حيث لم يتكبد الجيش الاسرائيلي اية خسائر ولكن يمكن لحزب الله الادعاء بانه قد انتقم لسمير القنطار وهذا ما حدث فعلا حيث سارع الحزب الى اصدار بيان بهذا المعنى فيما وجه الجيش الاسرائيلي ضربات مدفعية الحقت اضرارا وأوقعت اصابات في بعض القرى اللبنانية وبهذا باتت كافة الاطراف راضية مرضية ولم يحدث تصعيد خطير ولم تلحق اضرارا في قوة الردع لطرفي النزاع .

واختتم بن يشاي تحليله لعملية الانتقام بالقول " قد يبدو هذا الامر تافها و غير منطقي لكن هذا هو الواقع المتفجر والهش الذي يملي قواعد غريبة للعبة مثل تحييد " ملاعب" معينة على حدودنا ومع ذلك من المهم الحفاظ على حالة الاستعداد اذ قد يكون حزب الله قد اعد لنا عدد من المفاجآت الميدانية لذلك من المحظور علينا ان يضبطها هذا الحزب غير مستعدين .