الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

هيئة الأعمال الإماراتية تنجح في بناء أكبر شبكة أمان اجتماعي للايتام

نشر بتاريخ: 06/01/2016 ( آخر تحديث: 06/01/2016 الساعة: 10:42 )
جنين- معا- مع مرور نحو 26 عاما على بدء نشاطها في فلسطين، نجحت هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في بناء أكبر شبكة أمان اجتماعي للأيتام الذين يحملون أمنيات بسيطة، وكل ما يرجونه في هذه الدنيا عيش كريم يخفف عنهم مرارة حرمان الأب ومكان يشعرون فيه بالدفء ومصدر يحول دون وقوفهم على أبواب الحاجة ويغنيهم عن سؤال الناس، بعد أن تركوا في مواجهة قسوة ظروف الحياة دون معيل.

ووصف رئيس الوزراء، الدكتور رامي الحمد الله، هيئة الأعمال بأنها من أهم مكونات العمل الإنساني في رعاية الأيتام وإغاثة الفقراء في فلسطين، ونجحت في أن تكون شريكا أساسيا وتاريخيا في مسيرة بناء دولة فلسطين، وكانت ولا تزال سباقة في إغاثة الشعب الفلسطيني ونجدته في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة.

من جهته، قال مفوض عام الهيئة في الضفة الغربية، إبراهيم راشد، إن الهيئة بدأت نشاطها في فلسطين عبر مكتبها قبل نحو 26عاما بموازنة لا تزيد عن 150ألف دولار، واليوم أصبحت على ضفاف الـ 22 مليون دولار، وذلك ضمن رؤيتها الهادفة إلى تنمية الإنسان الفلسطيني وتعزيز صموده على أرضه، وإيمانا منها بخصوصية الحالة الفلسطينية وذلك على قاعدة أن عون أهل فلسطين واجب على كل إنسان عربي ومسلم حر.

إنجازات مهمة

وأكد، أن هيئة الأعمال حققت إنجازات مهمة على طريق تأصيل مبادئ ريادة العمل الخيري والتي تنسجم مع رسالة الدولة الإنسانية وقيمها العربية والإسلامية، وذلك من خلال إسهامها في تحسين ظروف المحتاجين ضمن تنمية مستدامة شاملة وبيئة صحية.
وبين راشد، أن رسالة الهيئة تقوم على تقديم الخدمات المستدامة للمجتمعات الفقيرة والمحتاجة ضمن المعايير الدولية والقيم الإنسانية النبيلة بأحدث الوسائل البشرية والتقنية ضمن خمس قيم جوهرية تتضمن الأمانة والصدق والعدالة والشفافية والإخلاص.

وفي هذا الإطار، ركز راشد على برنامج "الرعاية الشاملة للأيتام" والذي تكفل الهيئة بموجبه نحو 22ألف يتيم، ويتم من خلاله تقديم مساعدة نقدية لليتيم تساعده على تجاوز نوائب الحياة وتوفر له جزء من الحياة الكريمة، إضافة إلى "صندوق اليتيم"، والذي يهدف إلى إيجاد دعم مادي قوي يؤمن إحتياجات اليتيم المختلفة سواء كانت صحية أو تعليمية أو اجتماعية أو إغاثية بجانب تأمين الصرف على الأيتام المتوقفة كفالتهم بسبب انقطاع الكافل عن الدفع.

وأضاف، أن دور الهيئة لا يقتصر على تقديم المساعدات النقدية والعينية للأيتام، بل يتعدى ذلك إلى رعايتهم وأمهاتهم في الجوانب كافة من ناحية الرعاية الصحية والثقافية والاجتماعية وتنمية موارد أسر الأيتام وتنمية مواهبهم، ويتصدر العشرات منهم لوائح التفوق، وتقيم الهيئة الاحتفالات على شرفهم للتأكيد أن للكفالة معنى اجتماعي وليس شكل مادي فقط.

وأردف، أن مساعدات هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية وغيرها من المؤسسات الاماراتية العاملة في فلسطين والتي ترعى الآلاف من الأسر وتقدم الدعم لمئات المشاريع دون كلل أو ملل، هي دون شك زرع بناه الشيخ زايد رحمه الله والذي لازال يرعاه رئيس الدولة، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان.
كم هائل من الأيتام

وأضاف راشد، أن هذا الكم من الأيتام المكفولين، يؤكد الحجم المهم الذي تحظى به القضية الفلسطينية التي ستبقى على رأس سلم أولويات الإمارات وهيئاتها العاملة، على اعتبار أن الحال واحد والدم العربي واحد والجسد العربي يجب أن يبقى حيا.

وتابع: "أن فلسفتنا الهادفة إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، تحمل شعارا نحرص على تطبيقه على أرض الواقع ونجحنا في ذلك، وهو تعزيز صمود إخواننا الفلسطينيين ليس من باب المنة والعطية وإنما من باب الانتماء والواجب".

وشدد، على أن تركيز هيئة الأعمال على شريحة الأيتام بدأ منذ البدايات الأولى من عملها في فلسطين، مضيفا: "إن هيئة الأعمال حرصت على الاهتمام ببرنامج الرعاية الشاملة للأيتام، لتكون لنا بصمة مهمة ونوعية في فلسطين التي يستحق أهلها الكثير".

وأشار راشد، إلى أن عدد الأيتام المكفولين لدى الهيئة يتزايد بشكل دائم، بفضل فاعلي الخير في دولة الإمارات العربية المتحدة ممن قال: "إنهم يمدوننا على الدوام بأسباب قوة ونجاح هذا البرنامج النوعي".

اسم لامع في فعل الخير

ووصف وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، هيئة الأعمال بأنها اسم لامع في فعل الخير في فلسطين، ولها بصمات لن يمحوها الزمن في تعزيز صمود هذا الشعب، وإغاثة الفقراء والأيتام والمحتاجين، وإحداث التنمية في المجالات الاجتماعية والتعليمية والصحية والإنسانية.

وأشار ادعيس، إلى رسالة وزارة الأوقاف على صعيد الاهتمام بشريحة الفقراء والمساكين والأيتام في كل المحافظات لما لذلك من أبعاد إنسانية مهمة.
وقال: "هناك تعاون طيب ووثيق بين وزارة الأوقاف وهيئة الأعمال الخيرية التي تقدم مساعداتها الطيبة للفقراء والأيتام والمساكين في فلسطين، وتضع لها بصمات خير أينما حلت في كل مكان بهذا الوطن، وسعت إلى سد جزء مهم من احتياجات الأيتام وإخراجهم من بوتقة العازة والحرمان من خلال كفالتها لأكثر مم 20ألف يتيم".

بدوره، أشاد رئيس لجنة أموال زكاة نابلس المركزية الحاج سامح طبيلة، بالدعم الامحدود الذي تقدمه هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية للجنة بما يمكنها من ممارسة دورها كحاضنة للعمل الخيري، وبوابة لنجدة الفقراء والضعفاء.

وذكر طبيلة، أن هيئة الأعمال تكفل أكثر من 1600 يتيم لدى لجنة الزكاة، وتتواصل مع اللجنة في تنفيذ وتمويل العشرات من البرامج، مؤكدا أن دعم الإمارات العربية المتحدة يعتبر عاملا محوريا من عوامل نجاح وتمكين لجنة الزكاة من القيام بدورها تجاه الفقراء والمعوزين.

وشكر، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وحكومة وشعب دولة الإمارات والأمين العام لهيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، الشيخ سالم أحمد النعيمي، ومكتب الهيئة في فلسطين على هذا الدعم اللامحدود.

أيادي بيضاء

وأشار إلى أن لجنة زكاة نابلس نجحت في تأسيس عدد من المؤسسات الخيرية من مستوصفات ومستشفيات ومشروع منتجات الألبان التأهيلي، وبناء مدرستين متميزتين هما أكاديمية القرآن الكريم وجيل المستقبل للأيتام، إضافة إلى مشروع تحفيظ القرآن الكريم للذكور والإناث.

ولفت، إلى الدور البارز لهيئة الأعمال الإماراتية في مشاريع لجنة زكاة نابلس من خلال كفالات الأيتام وكفالة 17أسرة وتقديم المساعدة ل47حالة من ذوي الإعاقة وكفالة مجموعة من طالبات الجامعة، وبلغت قيمة المساعدات التي قدمتها منذ بداية العام 2014 ما يزيد عن 630ألف دينار أردني، ولها أيادي بيضاء في كل أرجاء فلسطين.

وقالت إحدى الأمهات المنتفعات من برنامج الأمان الاجتماعي للأيتام، إنها تحصل على كفالات مالية من هيئة الأعمال لأبنائها الأيتام منذ نحو خمس سنوات، وتسهم تلك الكفالات في التخفيف من الضغوط المعيشية وتوفير الملبس لهم.

بدوره، شكر مدير قسم الأيتام التابع للجمعية الإسلامية في الخليل، غسان القواسمة، هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية بوصفها من أبرز رواد العمل الخيري في فلسطين، على اهتمامها الكبير بشريحة الأيتام.