الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لجان العمل الصحي تختتم سلسلة فعاليات بالاغوار الشمالية

نشر بتاريخ: 06/01/2016 ( آخر تحديث: 06/01/2016 الساعة: 11:25 )
لجان العمل الصحي تختتم سلسلة فعاليات بالاغوار الشمالية
نابلس- معا- إختتمت مؤسسة لجان العمل الصحي مجموعة نشاطات في قرى الأغوار الشمالية ضمن المناطق المصنفة "ج"، حيث جرى تنفيذ عدد من الورشات وورش العمل والتدريبات في قرى عين شبلي والعقربانية والنصارية ركزت على مفهوم العنف المبني على النوع الاجتماعي.

وكانت النشاطات نفذت بشراكة ودعم من مؤسسة مفتاح وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وذلك نتيجة لقلة المشاريع والبرامج التي تنفذ في هذه المناطق، وأيضاً لقناعة المؤسسة بحاجة السكان هناك لعمل مبادرات عمل حيث تم تنفيذ مجموعة من النشاطات خلال الشهر الأخير من العام الماضي، وإستهدفت النساء والرجال والطلاب والطالبات في مناطق عين شبلي والعقربانية والنصارية.

وسبق التنفيذ على الأرض التعرف على احتياجات المجتمعات المحلية في تلك المناطق ورصد الاحتياجات، وذلك عبر عقد مجموعتي نقاش مع الرجال والنساء، وعلى نتائج المسح تم تصميم النشاطات التي نفذت في تلك المنطقة.

مجموعتا النقاش أبرزتا الحاجة والضرورة للعمل في تلك المناطق كونها تفتقر لتوجه المؤسسات للعمل فيها كما تنقصها البرامج والمشاريع، وقد عبر المشاركون والمشاركات في المجموعتين عن أهمية إستهداف مناطقهم في البرامج لوجود حاجة للتدخل.

بعد رصد الاحتياجات عقدت جلسات توعية ورفع وعي المجتمعات المحلية بقضايا لها علاقة بالتعرف على الحقوق والقوانين وموضوع العنف وسبل الحد منه وأهمية العمل مع الطلاب والطاليات في سن الشباب من أجل رفع وعيهم تجاه قضايا الحد من وقوع العنف. بالإضافة إلى تركيز المشاركين والمشاركات على أهمية عمل وتنفيذ المشاريع الاقتصادية التي تساهم في تحسين الوضع الاقتصادي لسكان تلك المناطق وخاصةً للنساء، لأن تمكين النساء إقتصاديا يزيد من قدرتهن على أخذ القرار في أسرهن وفي مجتمعاتهن المحلية. ومن النشاطات التي تم تنفيذها في المنطقة، عقد إجتماع مع ممثلي المجالس القرورية ومدراء مدارس والمعلمين وشخصيات مؤثرة وذلك للتعرف والإتفاق معهم على كيفية تدخلهم مع حالات العنف التي من الممكن أن تحصل في المنطقة وبهدف التعرف على توجهاتهم في هذا الموضوع، وقد أبدى المشاركون والمشاركات في اللقاء الإستعداد العالي للعمل والتعاون من أجل رفع الوعي في هذا الموضوع و التدخل للحد منه.

ومن ضمن النشاطات عقد دورة تدريبية، هدفت لتعريف المشاركين والمشاركات بالأشكال المختلفة للعنف المبني على النوع الاجتماعي ومبررات حدوثه، والعمل على الحد من وقوعه، ودور المجتمعات المحلية في الحد منه، وكذلك زودت الدورة المشاركات والمشاركين بمعلومات حول القوانين المتعلقة بالنساء وتحديداً البنود والمواد التي لها علاقة بموضوع التمييز وعدم المساواة بين الرجال والنساء، وقد تم نقاش قانون الأحوال الشخصية والمواد المتعلقة بسن الزواج، والوصاية والحضانة والطلاق وتعدد الزوجات. وجرى نقاش قانون العقوبات، وتحديداً المواد التي لها علاقة بالقتل وعقوبته ، وقد تم التطرق أيضاً إلى مسودات القوانين وخاصةً قانون الأحوال الشخصية وقانون العقوبات وقانون حماية الأسرة من العنف، التي تعمل عليها مجموعة من المؤسسات الحقوقية والنسوية من أجل إقرار قوانين توفر العدالة والانصاف للنساء.

وإمتدت الدورة على ستة لقاءات تدريبية، وشارك فيها عشرون مشارك ومشاركة، وهم أعضاء وروؤساء مجالس قروية سابقين وحاليين وشباب ونساء ناشطات في جمعيات تعاونية ومؤسسات قاعدية في تلك المناطق، وكان التقييم للدورة بأنه ممتاز من ناحية المعلومات والمهارات التي إكتسبوها خلال الدورة وخاصةً المتعلقة بالقوانين المعمول بها في فلسطين وكذلك بإطلاعهم على مسودات القوانين التي تحتوي مواد تضمن المساوة والعدالة للنساء، وطالب المشاركون والمشاركات بأهمية الاستمرار في عقد هذه الدورات وإستهداف فئات أخرى في هذه المواضيع في مجتمعاتهم.

ومن الفعاليات التي نفذت في المنطقة، عقد مجموعة جلسات نقاش وتوعية مع النساء والطالبات والطلاب، حيث تم تنفيذ عشرين جلسة نقاش، في المدارس بتجمعات عين شبلي والعقربانية، وكذلك عقدت جلسات توعية ونقاش للنساء في تلك المناطق، وبلغ عدد المشاركات من النساء 182 إمرأة، وعدد الطلاب والطالبات 26، وقد تم التوجه إلى مدرسة عين شبلي. وتفاعل الطلاب والطالبات في جلسات التوعية وطرحوا العديد من الأسئلة والمداخلات التي تتعلق بالعنف وخاصة المتعلقة بالزواج المبكر وعدم سماح الأهل للطالبات بإستكمال تعلميهن، وتم إستخدام مجموعة من الأساليب الشيقة خلال التدريب ومن أهمها العصف الذهني ونقاش المجموعات، والمناظرة حول موضوع معين، وكذلك المشاركة بالرسم. وشارك الطلاب والطالبات بمجموعة من الإقتراحات التي تحد من وقوع العنف.

أما النساء المشاركات في جلسات التوعية فأبدين الحماس والتفاعل العالي، وقد عقدت لقاءات التوعية في بيوتهن، وتحدثن عن أهم المشاكل التي تتعلق بأشكال العنف التي تمارس في مجتمعاتهن، ونوهن إلى أن وقوع العنف في تلك المناطق محدود، فالنساء والرجال يعملون سوياً في الزراعة وبالتالي فإن مشاركة المرأة إقتصاديا يمكنها ويقويها وكذلك يعزز علاقتها إيجابياً مع زوجها. ولكن وكما المجتمعات الأخرى ، مع الإشارة إلى بعض ممارسات وأشكال وقوع العنف مثل حرمان النساء من حقهن في الميرات، أو عدم الموافقة على تزويج النساء بسبب أنهن يعملن في الزراعة وتربية الماشية.

وتتويجاً للفعاليات التي نفذت، فقد تم تنظيم حفل ختامي، شارك فيه كل من ساهموا بالنشاطات التي نفذت، أعضاء وروؤساء المجالس القروية السابقين والحاليين، ومعلموا ومعلمات ومدراء المدارس، ونساء ناشطات في جمعيات تعاونية ومؤسسات قاعدية وطلاب وطالبات، وتضمن الحفل مجموعة من الفعاليات التي جسدت مدى إستفادتهم من النشاطات التي عقدت، حيث كان الترتيب للحفل هو من تخطيط وتنفيذ المجموعات التي شاركت بدورات أو جلسات التوعية، وقد شمل الحفل الختامي، كلمة لإحدى المشاركات في الدورة التدريبية وركزت على أهمية الاستمرار في عقد مثل هذه النشاطات المتعلقة برفع الوعي وعمل مشاريع إقتصادية مدرة للدخل وخاصةً للنساء ذلك لكون العامل الاقتصاي يؤثر على التمتع بباقي الحقوق وخاصةً عدم التزويج المبكر وإستمرار التعليم والإلتحاق بالجامعات، والتمكين الاقتصادي يساعد النساء ويمكنهن في أخذ دورهن الفاعل وفي المساهمة بالقرار على مستوى الأسرة وكذلك على مستوى المجتع بأكمله.

وبدوره، تناول رئيس المجلس القروي في عين شبلي في كلمته أهمية العمل في تلك المناطق التي تكاد تفتقر للحد الأدنى من الخدمات وضرورة التوجه بشكل دائم ومستمر لتلك المناطق، وركز على أهمية إعادة فتح المركز الصحي لمؤسسة لجان العمل الصحي في تلك المنطقة، لأنه لا يوجد عيادات ومؤسسات صحية في تلك المناطق. وشارك الطلاب والطالبات بفعاليات فنية، ووصلات مسرحية وأغاني ورسومات تعبر عن أشكال العنف وتأثيره وطرق الحد منه.

من جهتها مديرة مؤسسة لجان العمل الصحي شذى عودة نوهت في كلمتها إلى أن موضوع العنف المبني على النوع الاجتماعي وتحديداً العنف ضد النساء موضوع لا يقع ضمن الفضاء الخاص ، وإنما هو موضوع عام، وله تبعات سلبية على الرجال والنساء والأطفال وعلى المجتمع بأكمله. وبينت علاقة القطاع الصحي ودور مؤسسة لجان العمل الصحي في التدخل والحد من العنف، وهو ما يفسر توجه المؤسسة للعمل في المنطقة .

وقالت إننا على قناعة كمؤسسة صحية وحقوقية أنه يقع علينا دور كبير في رفع الوعي والتدخل في الحد من موضوع العنف. وكذلك ركزت على أهمية تدخل المجتمعات المحلية في الحد من العنف وتوفير سبل الحل للقضاء عليه، وخاصةً أن مجتمعاتنا المحلية لها ثقافة وسياق خاص ولا تميل العائلات لإخراج هذا الموضوع والتوجه إلى الشرطة والمؤسسات العامة، لذا يجب أن يوقف العنف ويحد من ممارسته ضمن الإمكانات المحلية، وبالطبع يجب اللجوء إلى المؤسسات المختصة المعنية المختصة لطلب الدعم في حال الحاجة.

وشاركت سمر صلاحات من مؤسسة لجان العمل الصحي وهي إحدى النشطات التي ساهمت في تنفيذ الفعاليات وجلسات التوعية والترتيب والتنسيق مع زميلتها تهاني القيسي، حيث ركزت في كلمتها على أهمية الشراكة المجتمعية وتنفيذ النشاطات بناء على الحاجة الحقيقية وليس بفرض برامج جاهزة، وأثنت في مداخلتها على مدى تعاون المسؤولين في المجالس القروية والمدارس والمؤسسات مع مؤسسة لجان العمل الصحي، وهو ما كان أحد الأسباب الرئيسية لتنفيذ مجموعة كبيرة من النشاطات في زمن محدود جداً وكان العمل يتمتع بنوعية وجودة عالية.

وفي نهاية الحفل تم توزيع الدروع التقديرية لكل من ساهم في إنجاز وإنجاح النشاطات وكذلك وزعت الشهادات على المشاركين والمشاركات في الدورة التدريبية التي نفذت، وقام بتسليمها شذى عودة مديرة المؤسسة والدكتور بسام شعبان مديرمستوصف الشفاء التخصصي في طوباس، ومحمود أبو حطب رئيس المجلس القروي في عين شبلي.

وتقدمت مؤسسة لجان العمل الصحي تقدمت بالشكر لكل من ساهم في إنجاح الفعاليات، وخاصةً العاملون في مستوصف الشفاء التخصصي في طوباس والمجالس القروية التي أبدت التعاون العالي والمدارس في تلك التجمعات التي فتحت مدارسها وتفاعلت مع الموضوع بقناعة وبإلتزام عال، والنساء والرجال الذين أبدوا الإلتزام والحماس العالي في المشاركة بكافة النشاطات، وهو أمر يزيد من إصرار المؤسسة على العمل في المناطق المهمشة والمحرومة وحاجة تلك التجمعات للبرامج والتوجه لها بمشاريع وعمل مبادرات وتأسيس شراكات حقيقية معها.