القدس - معا - استنكرت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية اقتحام الاحتلال لمقر الصليب الاحمر الدولي في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة صباح اليوم واعتقال المعتصمين من خيمة الاعتصام التي اقيمت لحماية الناشطيين المقدسسين سامر او عيشة وحجازي ابو صبيح اللذين اعتصما فيها منذ اصدار الاحتلال قرارا بتاريخ 24 /12 الماضي يقضي بابعادهما عن المدينة ، حيث تم اعتقالها بالاضافة لعدد من المتضامنين من الخيمة.
واعربت الشبكة في بيان صادر عنها قبل ظهر اليوم الاربعاء انها تنظر بمنتهى الخطورة لهذا التطور الذي يعكس استهتار اسرائيل كدولة احتلال بكل المنظمات الدولية والقوانين والمواثيق الانسانية ، وضربها بعرض الحائط كل هذه الاعراف التي تكفل عدم المساس بالمؤسسات الانسانية بما فيها منظمة الصليب الاحمر الدولي التي جرى اقتحام مقرها صباح اليوم واعتقال المتواجدين فيه.
وحذرت الشبكة من ان عدم معاقبة اسرائيل على جرائمها يعطيها الضوء الاخضر لاستمرار وتوسيع هذه الجرائم وهو ما يستدعي موقفا واضحا لمعاقبتها ، ووقف استهتارها بالقانون الدولي ، وما عملية الاقتحام اليوم في الشيخ جراح الا واحدة من سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس بشكل خاص ضمن معركة شاملة تحاول من خلالها اخراجها خارج السياق الوطني والاجتماعي والجغرافي للارتباط والتواصل بباقي اجزاء الضفة الغربية ، وفرض الامر الواقع عبر سياسات الاستيطان والتهويد ، وعمليات الابعاد وسحب الهويات المقدسية وهي ايضا واحدة من الحلقات التي تستهدف تفريغ المدينة من سكانها.
واشارت الشبكة الى مخطط الابعاد للناشطين ابوعيشة وابو صبيح في ذروة الهبة الشعبية واغلاق القدس وفرض الحبس المنزلي لعدد كبير من الشبان والاطفال وتضييق حرية الحركة على المقدسين وتحويلها الى ثكنة عسكرية ، يأتي في اطار السعي المحموم لوقف الهبة الشعبية في القدس والاراضي الفلسطينية وهو ما يتطلب تكامل العمل رسميا وشعبيا لاسناد القدس وتثبيت الوجود المقدسي والمؤسساتي في القدس وحماية المؤسسات فيها.
واكدت الشبكة في بيانها ان هذه ليست المرة الاولى التي تقتحم فيها مؤسسة الصليب الاحمر في المدينة وهو ما يعيد الى الاذهان قيام سلطات الاحتلال باعتقال النواب ووزير القدس السابق ومرافقيهم في شهر كانون ثاني من العام 2012 بنفس الطريقة وبمشاركة عشرات الجنود المدججين بالاسلحة والاعتداء على المواطنين ، الامر الذي يستدعي موقفا من الصليب الاحمر امام استباحة مقراته في الاراضي الفلسطينية.
ودعت الشبكة في بيانها لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وخصوصا في مدينة القدس المحتلة في ظل تسارع وتيرة الانتهاكات الاسرائيلية فيها بما فيها الاعدامات على الحواجز وفي الشوارع ، ومواصلة احتجاز جثامين عدد من الشهداء ، كما دعت الى تكاتف الجهود لمحاسبة اسرائيل على جرائمها والتوجه الى المحكمة الجنائية الدولية ورفع شكاوى رسمية وفردية امامها.