السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشعبية في غزة تكّرم كوكبة من جرحى الانتفاضة وذوي الشهيد ماضي

نشر بتاريخ: 07/01/2016 ( آخر تحديث: 07/01/2016 الساعة: 12:56 )
غزة- معا- نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حفل تكريم لكوكبة من جرحى الانتفاضة الذين أصيبوا في المواجهات مع الاحتلال على مواقع التماس، ولذوي الشهيد القائد سامي شوقي ماضي.

وحضر الحفل عدد كبير من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة الشعبية وذوي الشهداء والأسرى والمصابين، تقدمهم أعضاء المكتب السياسي د.مريم أبو دقة، د.رباح مهنا، جميل مزهر، كايد الغول.
وألقت مريم أبو دقة كلمة الجبهة الشعبية توجهت خلالها بالتحية إلى شهداء ثورتنا الفلسطينية المستمرة حتى هذه اللحظة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وفي مقدمتهم شهداء الجبهة الشعبية، ولشهداء انتفاضتنا الباسلة في الضفة والقدس والـ48 وغزة.

كما استذكرت الحكيم المؤسس الدكتور جورج حبش التي تقترب ذكرى استشهاده وتتقاطع مع هذه المناسبة، وأيضاً توجهت بالتحية إلى روح الشهيد القائد ضمير الثورة أبو ماهر اليماني التي صادفت ذكرى استشهاده أمس.

وأكدت د.أبو دقة في كلمتها أن انخراط الجبهة في هذه الانتفاضة وتقديمها كوكبة من الشهداء تأكيد للقاصي والداني أن طريق جبهتنا مرسوم ومعروف ومكتوب بالدم، وأن مدرسة النضال في الجبهة الوفية للشهداء لم ولن تتوقف طالما أن هناك محتل يغتصب الأرض ويصادر الحقوق

كما توجهت بالتحية لجرحانا البواسل، متمنية لهم الشفاء العاجل، وتوجهت بالتحية لأسيراتنا وأسرانا البواسل وفي مقدمتهم القائد الأمين العام أحمد سعدات والمناضلة خالدة جرار ولجميع الأسرى.

وأوضحت أبو دقة بأن هذا الحفل التكريمي هو شيء متواضع أمام عظمة تضحيات الشهداء والجرحى والأسرى، مشيرةً أن التكريم الأكبر الذي يليق بهم هو زوال الاحتلال والانقسام وتحرير الأرض وبناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.

وقالت أبو دقة: " يأتي هذا اللقاء في ظروف عصيبة يخوض فيها شعبنا غمار انتفاضة القدس، ويتقدم المسيرة شباب فلسطين من كل ألوان الطيف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، مجسداً لوحة من الصمود والتحدي".

وأشارت أبو دقة بأن الانتفاضة أكدت بأنه لا يمكن التعايش مع هذا الاحتلال الاسرائيلي طالما أنه يحتل أرضنا، وأن هذا الجيل الشباب الذي راهن الاحتلال على انتزاع قضيته من وجدانه مستمراً في مقاومته ثائراً مضحياً بخيار شعبنا.

وأضافت أبو دقة بأن الانتفاضة وجهت أيضاً رسالة مهمة لطرفي الانقسام بأن هذا الاحتلال الاسرائيلي  يستهدف الكل الفلسطيني. وقالت: " من العار أن يبقى هذا الانقسام، ولابد أن تكون الانتفاضة هي الرد الطبيعي والفرصة التاريخية لإنهاء الانقسام المدمر، حتى نتفرغ لمواجهة الاحتلال ضمن استراتيجية موحدة، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة وطنياً وفي مقدمتها قرارات المجلس المركزي الأخيرة".

كما وجهت أبو دقة رسالة للعالم بأن يتوقف عن الكيل بمكيالين، لافتة أن شعبنا الفلسطيني له حق في تحرير أرضه وبناء دولته المستقلة ذات السيادة وأن ينتهي هذا الاحتلال الغاصب، مشددة على أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام واستقرار في العالم دون أن تحل مشكلة شعبنا بالوصول للحرية والاستقلال والعودة.

وطالبت أبو دقة بضرورة حماية الانتفاضة وتطويرها وتصعيدها عن طريق تشكيل قيادة وطنية موحدة وأن يسبقها الشروع بتشكيل قيادات ميدانية موحدة، وتأمين برنامج سياسي للانتفاضة متفق عليه وطنياً.

كما دعت منظمة التحرير والسلطة ومنظمات المجتمع المدني لتأمين حماية الانتفاضة اجتماعياً، عن طريق رعاية أسر الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت المدمرة وتعزيز صمودهم في مواجهة سياسة الاحتلال الغاشمة بحقهم.

وطالبت بضرورة الحفاظ على م.ت.ف كأهم إنجاز للثورة الفلسطينية، وذلك عن طريق الدعوة لعقد مجلس وطني توحيدي بحضور جميع القوى الوطنية والإسلامية والمجتمعية على قاعدة ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، وانتخاب مجلس وطني جديد بالانتخاب على أساس التمثيل النسبي، وبهذا يكون المجلس الممثل الحقيقي لكل الفلسطينيين.

وجددت الجبهة في ختام كلمتها العهد بمواصلة الطريق الذي خطته دماء الشهداء وآلام الجرحى ومعاناة الأسرى.

وفي كلمة معبرة، نالت تصفيق جميع الحضور والوقوف ألقى الفتى شوقي نجل الشهيد القائد سامي ماضي كلمة ذوي الشهداء والجرحى، أكد في مستهلها سعادته الغامرة بأن يلقي كلمة بهذا الحفل التكريمي لشهداء وجرحى الانتفاضة باسم أهالي الشهداء، معرباً عن افتخاره واعتزازه بهذه الثقة التي منحته إياها قيادة الجبهة لإلقاء الكلمة.

وأكد شوقي بأن هذا التكريم لشهدائنا وجرحانا وفي مقدمتهم والده الشهيد القائد سامي ماضي هو تجديد العهد والوفاء لكل قطرة دم سالت على هذا الوطن الحبيب.

وقال: " من الفخر أن يتقدم والدي الشهيد القائد سامي الصفوف في يوم انطلاقة الجبهة، وأن يلبي دعوتها في الحادي عشر من ديسمبر للمشاركة في يوم الغضب الجبهاوي على الاحتلال وقطعان المستوطنين، فلطالما احتفل والدي بهذه الذكرى مع رفاقه، ليكون هو نفس اليوم الذي ارتقى فيه شهيداً على في المواجهات على مواقع التماس".

وأضاف: " رحل والدي برصاصة صهيونية غادرة استهدفت رفيقاً مميزاً بقلبه النابض المحب لفلسطين بعطاءه وطيبة قلبه وطهارته والتزامه وروحه التضحوية، ليرتقي شهيداً مجسداً بالقول والفعل معاني الوفاء لوطننا فلسطين".

وعاهد شوقي جميع الشهداء وفي مقدمتهم والده بالاستمرار بالنضال على خطى الأجداد.. على خطى الحكيم وأبوعلي والقائد الملهم أحمد سعدات، والاستمرار في حمل الوصية من أجل تحرير كل فلسطين من نهرها إلى بحرها.

وفي ختام كلمته جدد الشكر للجبهة الشعبية على هذه اللفتة، معرباً عن افتخاره بانتمائه لهذه المدرسة الثورية العظيمة والتي كان جسد فيها والده الشهيد أحد مداميكها في المحافظة الوسطى.

وتخلل الحفل عدة فقرات فنية وفلكلورية من أداء فرقة العصرية للفنون الشعبية، وفرقة الوسن التابعة لاتحاد الشباب التقدمي الفلسطيني. وفقرة شعرية لأنس شعبان حول الشهداء.

كما عُرض فيلماً وثائقياً من إنتاج المكتب الإعلامي للجبهة في قطاع غزة وإخراج حسن عامر العايدي ، بعنوان "أبناء العم، رفاق الدم" والذي تناول عملية دير ياسين التي نفذها كل من غسان وعدي أبو جمل، والرسالة التي وجهتها هذه العملية.

وفي ختام الحفل، كرمت لجنة مكونة من ( جميل مزهر، أبو نضال طومان،سميرة موسى " أم الأمير"، اكتمال حمد، إبراهيم السلطان، أسامة الحاج أحمد ) ذوي أسرة الشهيد سامي ماضي، وكوكبة من جرحى الانتفاضة، بالإضافة إلى لجان المحافظات وأطر الجبهة النقابية والنسوية والشبابية ولجنة الأسرى على جهودها في تنظيم فعاليات الجبهة والمشاركة بفعالياتها، فضلاً عن مجموعة من المؤسسات القريبة من الجبهة الزراعية، والصحية، والتنموية.