القدس - معا - احتفلت الرعية الارثوذكسية العربية في مدينة القدس صباح اليوم بعيد الميلاد المجيد وبهذه المناسبة ترأس سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس قداسا احتفاليا في كاتدرائية القديس يعقوب الرسول في القدس وقد شارك سيادته قدس الاب عيسى توما كاهن الرعية وقدس الاب فرح بدور كاهن الكاتدرائية.
وقد رتلت جوقة الكنيسة بقيادة المرنم جورج قمر مختار الطائفة.
حضر القداس عدد من ممثلي المؤسسات الارثوذكسية في القدس والشخصيات المقدسية وحشد من المصلين . وتحدث المطران في كلمته عن معاني الميلاد.
وقال المطران حنا: بأن المجوس قدموا للسيد في ميلاده ذهبا ولبانا ومرا ، أما نحن فما يجب ان نقدمه للسيد في ميلاده هو محبتنا لبعضنا البعض ومحبتنا لكنيستنا ولوطننا وتضامننا مع كل انسان محزون ومحروم من فرحة العيد.
وقال حنا بأن المسيحيين في القدس قد تضاءل عددهم بسبب الظروف الراهنة ولكن هذه القلة الباقية يجب ان تكون ملحا وخميرة للارض ، فلا يجوز ان ننظر الى انفسنا وكأننا اقلية او جماعة منعزلة عن المجتمع او المحيط الذي نعيش فيه . المسيح بميلاده لم يأتي لكي يؤسس طائفة وانما اتى لكي ينادي بالقيم ويبشر بالمحبة والاخوة بين الناس ، وهكذا نحن كمعلمنا الاول يجب ان نكون دعاة اخوة ومحبة وسلام وتعاضد بين بني البشر.
قال حنا بأن المسيحيين في ديارنا هم جزء اساسي من الشعب الفلسطيني الذي قضيته هي قضيتنا جميعا ومعاناته وآلامه وجراحه هي معاناتنا وجراحنا جميعا . فحيثما تكون المعاناة وحيثما يكون الظلم والالم نحن دائما منحازون الى المظلومين والى المتألمين . في الانجيل المقدس لم نسمع ان المسيح انحاز في يوم من الايام الى الظالمين على حساب المظلومين . أتى فقيرا متواضعا لكي يكون مع كل انسان فقير ومع كل انسان متألم ومحتاج وفي هذا العيد نصلي من اجل فلسطين الارض المقدسة ارض التجسد والفداء
وتابع: ونطلب من الله ان يمن علينا بعدله وسلامه وان يفتقد برحمته كافة المحرومين والحزانى والمتألمين . نلتفت الى سوريا الحزينة ونقول بأننا نتمنى في هذا العيد بأن يزول الحزن والالم والشدة عن هذا البلد وان يعود المطارنة المخطوفين وكافة المخطوفين اننا نصلي من اجل السلام في سوريا وفي العراق كما وفي كافة اقطارنا العربية . هيرودوس الملك خاف من الطفل المولود وذبح اطفال بيت لحم وما اكثر امثال هيرودوس اليوم الذين يذبحون ويقتلون دون اي وازع انساني او اخلاقي . صلاتنا اليوم هي من اجل قساة القلوب الذين يذبحون ويقتلون ويستبدون لكي يحنن الرب قلوبهم ولكي ينير عقولهم وضمائرهم فيكتشفوا ان الانسان لم يخلق لكي يكون اداة موت وذبح وامتهان للحياة الانسانية ، بل اعطي نسمة الحياة لكي يكون اداة حياة واحترام للكرامة الانسانية ومحبة وسلام واخاء بين الناس . وما اكثر الظالمين في عالمنا الذين يتفننون في ظلمهم فهؤلاء يستحقون منا ان نصلي من اجلهم لعلهم يعودوا الى رشدهم فيكتشفوا القيم الانسانية والاخلاقية التي لا يرونها بسبب الغشاوة التي استولت على بصرهم وبصائرهم.
وقال: واننا نقول وفي مدينة القدس بأننا لن نتخلى عن مدينتنا التي هي عاصمتنا الروحية والوطنية ولن نتخلى عن خطابانا السلمي وعن لغة المحبة التي ننادي بها في كل مكان . نحن منحازون لشعبنا الفلسطيني وانحيازنا لشعبنا هو انحياز للعدالة ولهذا الشعب المظلوم الذي يستحق ان يعيش مثل باقي شعوب العالم . بعد القداس تقبل سيادته التهاني من ابناء الرعية كما وزعت الهدايا الميلادية على الاطفال .