رام الله - معا - منذ أكثر من 20 ساعة، لا يزال أكثر من 5 آلاف معتمر فلسطيني، عالقون عند الحدود السعودية الأردنية، وتمنعهم قوى الأمن السعودية من دخول أراضيها، وتخضعهم لتفتيش دقيق، مستخدمة الكلاب البوليسية.
ولا تزال السلطات السعودية تعيق وصول معتمري فلسطين إلى الأماكن المقدسة في المدينة المنورة، وتحتجزهم في حالة عمار التي تفصل بين الحدود الأردنية والسعودية بحجة الإجراءات الأمنية.
وصفت المعتمرة فادية القاق من بلدة كفر مالك شمال رام الله تعامل السلطات السعودية بالمجحفة، منوهة إلى معاناة الأطفال والنساء المسنات خاصة، في الصحراء الباردة والرياح التي تشهدها المنطقة في ظل أجواء الشتاء.
وقالت القاق أن السلطات السعودية توقفت في الساعة الرابعة من عصر اليوم عن استلام الجوازات، معبرة عن خشيتها من استمرار إعاقة وصولهم للأراضي السعودية ليوم غد.
وأكد مدير شركة الفرقان للحج والعمرة، أشرف عزيز أن أكثر من خمسة آلاف معتمر فلسطيني ما زالوا محتجزين في حالة عمار على الحدود السعودية الأردنية في البرد القارس، نتيجة إجراءات امنية جديدة اتبعتها السلطات السعودية.
وقال عزيز "منذ الساعة الخامسة فجرا ونحن في انتظار الدخول للأراضي السعودية، حيث حصل الباص الذي يضم معتمري الشركة على رقم 135 وما زال امامنا حتى السابعة مساء، 28 باصا"، موضحا أن السلطات السعودية تطبق نظاماً أمنياً جديداً لم يشهده منذ 15 عاماً.
وأكد عزيز أن السلطات السعودية تأخذ بصمات المعتمرين وبصمة العين، كما تقوم بتصويرهم صوراً شخصية لكل معتمر، وهو ما أخر دخول المعتمرين للأراضي السعودية، مشيراً إلى أن معتمرين وصلوا حالة عمار منذ الثلاثاء الماضي، وانطلقت باصاتهم صباح اليوم للمدينة المنورة نتيجة الإجراءات الأمنية المتبعة.
وأكد عزيز أن الإجراءات الأمنية المتبعة "مجحفة" بحق كل المعتمرين، في ظل البرد القارس والعواصف الرملية التي تشهدها المنطقة خاصة الأطفال وكبار السن منهم، وأشار إلى أن الإجراءات المتبعة أدت لتأخر وصول المعتمرين لثلاثة أيام أو أكثر، بعد أن كان المعتمرون يحتاجون لـ24 ساعة فقط للوصول للمدينة المنورة.
بدوره، قال وزير الأقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس إن الوزارة تواصلت مع القنصلية الفلسطينية في جدة، والتي بدورها تواصلت مع وزارتي الخارجية والحج السعوديتين واللتان أوضحتا أن الإجراءات المتبعة "إجراءات أمنية لحماية المملكة".
وأوضح ادعيس أن هذه الإجراءات ليست على الفلسطينيين لوحدهم، بل تشمل الأردنيين، وطالب السلطات السعودية بالإسراع في إجراءاتها الأمنية وتسهيل مرور المعتمرين للأماكن المقدسة، مؤكداً أن الوزارة على تواصل دائم مع القنصلية الفلسطينية في جدة حول الموضوع.