الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحمد الله: سيتم رصد مليون دولار لصالح بلدية جنين

نشر بتاريخ: 09/01/2016 ( آخر تحديث: 09/01/2016 الساعة: 18:29 )
الحمد الله: سيتم رصد مليون دولار لصالح بلدية جنين
جنين- معا- قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: "إننا نقدر عاليا الجهود الوطنية والإنسانية النبيلة التي تبذلها اللجان الشعبية مع أهالي المخيمات، ليس فقط في حفظ المكانة السياسية والقانونية لها، بل ودعم مسيرتنا في التنمية والمأسسة وبسط الأمن والقانون والنظام العام واجتثاث الفوضى والفساد. وسنواصل مد اللجان الشعبية والمؤسسات الناشطة في المخيمات، بكل أشكال المساندة والدعم لتمكينها من القيام بمهامها، دون المساس بمكانة المخيمات، أو بمسؤولية الأونروا في الاستمرار بتقديم الخدمات للاجئين ورعايتهم داخل المخيمات وخارجها."

جاء ذلك في كلمته خلال لقائه اللجنة الشعبية لمخيم جنين بعد وضع حجر الاساس لمشروع انشاء صالة في المخيم، ودوار مجمع المدارس، اليوم السبت، بحضور محافظ محافظة جنين اللواء ابراهيم رمضان، ووزير الحكم المحلي د. حسين الاعرج، وقادة المؤسسة الامنية، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الصناديق العربية والاسلامية د. جواد ناجي.

واضاف رئيس الوزراء: "أشعر بعظيم الفخر والإعتزاز، وأنا أتواجد بين أهلنا الصامدين المرابطين في مخيم جنين، حماة الهوية والذاكرة، المدافعين عن حقوقنا الوطنية العادلة، وفي القلب منها، الحرية والعودة وتقرير المصير. هذا المخيم الذي سطر أهله أسمى صور النضال والتضحية والبقاء بل والوحدة الوطنية في وجه أعتى الصعاب والتحديات."

وتابع الحمد الله: "لزيارتي لكم اليوم، مغزى وأهمية خاصة، إذ تأتي في وقت يخوض فيه أبناء شعبنا، معركة الوجود والثبات على كل شبر من أرض وطننا، موحدين ومتحدين للتصدي لأبشع مخططات التهجير والإقتلاع والمصادرة. فمخيم جنين هو مخيم الشهداء، و"قلعة البطولة والصمود والتحدي"، كما كان يسميه زعيمنا الخالد ياسر عرفات الذي اقترن صموده في المقاطعة في وجه الموت والحصار، بثبات أهلنا في مخيم جنين، وتحول صمودهما إلى ملحمة وطنية وأسطورة تاريخية في الثبات والشجاعة، فظلت جِنين ومخيمها، عصية عن الإستسلام والإبادة والتدمير."

واستطرد رئيس الوزراء: "بإسم سيادة الرئيس محمود عباس وباسمي وباسم الحكومة، أحيي أبناء مخيم جِنين، ولجنته الشعبية، وإصرارهم على التمسك بحقوقهم العادلة، ونحيي من خلالهم، اللاجئين الفلسطينيين في الوطن ومنافي الشتات، الذين ظلوا على مدار العقود، عنوانا للتمسك بالثوابت الوطنية الأصيلة، وبالحلم المشروع بالعودة والخلاص التام من الاحتلال الإسرائيلي."

وقال رئيس الوزراء: "لا يمكن فصل حكاية المخيمات أو تاريخ صمودها عن دور اللجان الشعبية فيها، حيث حملت على عاتقها، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين، دورا وطنيا ورياديا هاما في الدفاع عن حقوق اللاجئين وتلبية احتياجاتهم وتطوير الخدمات المقدمة لهم. فاللجان الشعبية، هي العنصر المساند والمكمل والداعم لعمل مؤسساتنا ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين، في الإضطلاع بواجباتنا اتجاه المخيمات الفلسطينية ودعم صمود أبناء شعبنا فيها."

واضاف الحمد الله: "في الوقت الذي تتركز فيه جهود القيادة الوطنية، وعلى رأسها سيادة الرئيس، على حمل قضيتنا العادلة إلى المحافل الدولية كافة، لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي عن أرضنا والإنتصار لمعاناة وعذابات شعبنا، وفي القلب منهم أهلنا اللاجئين في الوطن والشتات، فإن الحكومة تعمل على مسار مرتبط، لتعزيز الصمود الشعبي والمؤسسي، ويبقى المربع الأول لهذا الجهد، هو مواصلة تقديم الخدمات لأبناء شعبنا، خاصة في المناطق المهمشة والمهددة من الجدار والإستيطان وإعتداءات المستوطنين. وفي هذا الإطار، نجتمع اليوم، لوضع حجر الأساس لمدخل المخيم ولدوار مجمع المدارس، اللذان يعتبران جزءا من منظومة عمل متكاملة لتطوير مرافق المخيمات وتأهيل بنيتها التحتية وتطوير الخدمات المقدمة لأهلها."

واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلا: "أشكر اللجان الشعبية وأبناء شعبنا في المخيمات، وأحيي باسم الرئيس محمود عباس مجددا ثباتهم وصمودهم وعطائهم، وحرصهم على حماية وصون ونقل الذاكرة الوطنية التي راكمها اللاجئون عبر سبعة عقود بالعلم والمقاومة والشعر والأدب والفن والموسيقى الذي نفتخر به ويلهم كافة أحرار العالم. أؤكد لكم أننا ماضون في جهود تحسين واقع المخيمات وضمان جودة ونوعية الخدمات المقدمة فيها خاصة لشبابه وأطفاله، فلا يوجد أي تعارض بين ضرورة توفير مقومات الحياة الكريمة لأبناء شعبنا في هذه المخيمات وبين عملنا الجاد للوصول بمشروعنا الوطني إلى نهايته في الخلاص من الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة، والتي يشكل اللاجئون جزءا أساسيا منها، حيث إننا على ثقة بأننا، وبالقدر الذي نتمكن فيه من تعزيز صمود أبناء شعبنا في مواجهة التحديات، سنكون أكثر قدرة على استنهاض الطاقات في معركة البناء والتحرر. وسنواصل أيضا حشد الدعم من قبل الجهات والدول المانحة لضمان استمرار التمويل اللازم لتمكين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين من مواصلة تقديم خدماتها لأبناء شعبنا اللاجئين في مخيمات اللجوء في الوطن والشتات، ومن خارج هذه المخيمات أيضا، لحين إيجاد حل عادل ودائم لقضية اللاجئين، ووفقا للقرار الأممي 194 ومبادرة السلام العربية."

هذا وقد استهل رئيس الوزراء جولته في جنين بزيارة الى مقر المحافظة حيث اجتمع بالمحافظ وبقادة المؤسسة الامنية، والتقى بالمجلس البلدي مؤكدا على ان جنين هي ضمن اولويات القيادة والحكومة، وتقع ضمن مساعيها لتعزيز صمود المواطنين وتلبية احتياجاتهم.

واعلن رئيس الوزراء انه سيتم رصد مليون دولار لصالح بلدية جنين من صندوق اقراض البلديات، بالاضافة الى تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية والتطويرية عبر الحكومة والصناديق العربية والاسلامية.

واختتم رئيس الوزراء زيارته الى المحافظة بافتتاح المدخل الرئيسي لبلدة كفر دان، ومجلس خدمات الجمهور فيها، والتقى باعضاء المجلس البلدي هناك.