نشر بتاريخ: 10/01/2016 ( آخر تحديث: 12/01/2016 الساعة: 09:53 )
القدس- معا- افاد مركز اسرى فلسطين للدراسات بأن سلطات الاحتلال صعدت خلال العام الماضي من استخدام سياسة الحبس المنزلي بحق اطفال القدس، وخاصة من هم اقل من 14 عاماً، حيث رصد المركز (65) قرارا بالحبس المنزلي استهدفت اطفالاً من مدينة القدس المحتلة.
واوضح رياض الاشقر الناطق الإعلامي للمركز بان الاحتلال اعتقل ما يزيد عن 1900 مواطن مقدسى خلال العام الماضي، ما يقارب من ثلثهم من الاطفال القاصرين، عدد منهم تم تحويلهم الى الإداري واخرين نقلوا الى السجون، وبعضهم تم اطلاق سراحه وتحويله الى الحبس المنزلي وفرضت غرامات مالية عليهم.
واشار الاشقر الى أن الاحتلال يستهدف الاطفال المقدسيين بالحبس المنزلي بشكل موسع، وخاصة من هم اقل من 14 عاما، حيث لا يجيز القانون الإسرائيلي الحالي حبسهم، لذلك فهو يلجأ الى سياستي الابعاد والحبس المنزلي بحقهم، لعلمه بمدى تأثير هذه العقوب على نفسيه الاطفال وذويهم، بحيث يحول الاحتلال قسرا منزل العائلة الى سجن وافرادها يصبحوا سجانين " رغم ارادتهم"، مما يخل بتوازن واستقرار العائلة، ويدفع الى النفور منها.
وبين الاشقر بان الحبس المنزلي له اثار نفسية لا تقف عند حد تقييد حرية الطفل وحرمانه من ممارسة حياته بحرية، واللعب مع اقرانه خارج المنزل، والذهاب الى المدرسة بشكل اعتيادي، ولكن هذا النوع من الاعتقال له انعكاسات على نفسية الطفل ما يجعله متذمرا ومتوتراً وعدائياً بشكل مستمر، حيث يرى الطفل اصدقائه وهم يلعبون في الخارج ويمرحون وهو لا يستطيع ان يشاركهم، فيصبح الطفل عصبياً ويصرخ على اهله دون داعي، ويبادلهم العناد والجدال، لأنه يعتبرهم هم من يسجنونه ويقيدون حريته، وقد يضطر الاهل خوفا على ابنهم من ضربه وتوبيخه، وهذا له اثار اجتماعية على طبيعة العلاقة داخل الاسرة الواحدة، ويخلق حاجزا وجدارا بين الطفل وذويه، كذلك فان خوف الاهل على الطفل من اعادة اعتقاله او تعرضه للأذى من قبل الاحتلال تدفع الاهل الى عدم السماح له بالذهاب إلى مدرسته، ما يؤدي الى تأخره عن دراسته، ويبعده عن اجواء الدراسة، وصولا إلى فصله من المدرسة في كثير من الاحيان.
وقال الاشقر بان هناك نوعين من الحبس المنزلي يفرضهم الاحتلال على اسرى القدس، حيث ان بعضهم يفرض عليه الحبس المنزلي في بيته لا يستطيع الخروج منه بشكل مطلق حتى لو كان للمدرسة، ونوع اخر يفرض عليهم الحبس في منازل اقارب لهم بعيدا عن منزله ومنطقة سكناه، وهذا النوع اصعب من الاول حيث يشتت العائلة ويفرض على الطفل الحياة مع اشخاص لم يألف العيش بينهم بشكل مباشر كذويه، وهذا يسبب له الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية وخاصة اذا طالت مدة هذا الحبس المنزلي.