الطاهر: إسرائيل ستسيطر على النيل إذا انفصل جنوب السودان... نائب الرئيس السوداني يتهم الجنوب بحشد قواتهم
نشر بتاريخ: 22/10/2007 ( آخر تحديث: 22/10/2007 الساعة: 22:19 )
القاهـرة- معا- أكد رئيس المجلس الوطني السوداني( البرلمان)، أحمد الطاهر، إنه إذا أنفصل جنوب السودان عن شماله، فإن هذا يعني سيطرة إسرائيل على ما يقرب من ألف كيلومتر من النيل.
وقال، في مقابلة مع صحيفة "المصري اليوم" اليومية المستقلة، خلال زيارة خاصة له للقاهرة، "إن المسؤولين المصريين، يدركون تماما ارتباط الامن القومي المصري، بالوضع في السودان".
وأضاف، "ان مصر تعلم جيدا، أن هناك قوى تريد أن تطوقها من الجنوب، كما تعمل هذه القوى، على إضعاف السودان، حتى لا يشكل سندا لمصر".
وأكد الطاهر، "إن الجميع يعرف بأن لإسرائيل دورا في تصعيد الازمة في دارفور"، موضحاً ان الازمة الاخيرة مع الجبهة الشعبية لتحرير السودان "تم إحتواؤها بعد الجهود المصرية".
لكنه أوضح، "أن هذه الازمة مفتعلة، تحاول بها الحركة التغطية على مشاكلها الداخلية، التي برزت أكثر بعد وفاة زعيم الحركة جون قرنق، وتولي سلفا كير، الذي لم يتمكن من ملء الفراغ" على حد تعبيره.
وهاجم الطاهر، "الولايات المتحدة التي تبدو في الظاهر كوسيط للسلام، ولكنها في الحقيقة، تتبنى حركات التمرد الداخلية في السودان وتدعمها".
وكشف، "عن وجود حالة من عدم الثقة بين الجنوبيين والشماليين، التي يتم في ظلها تنفيذ بنود اتفاق السلام، ملقياً باللوم على أجهزة الاعلام التي تتعمد المبالغة في تصوير حقيقة الازمة الحالية، التي تفجرت بعد إعلان الجنوبيين تعليق مشاركتهم في الحكومة المركزية".
وأكد، "أن الحرب الاهلية في الجنوب لن تعود، ولكن هناك حالة من عدم الاستقرار في هذه المنطقة".
من جانبه، اتهم نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه، "متمردي الجنوب السابقين أمس، بحشد قواتهم وتصعيد التوتر بعد عشرة ايام من اثارة ازمة سياسية بسحب وزرائهم من حكومة البلاد".
ودعا طه، "الحركة الشعبية لتحرير السودان، الى العودة الى الخرطوم، وبدء العمل في تنفيذ اتفاق السلام، بين الشمال والجنوب".
كما ودعا، "الى سحب الحركة وزراءها من حكومة الوحدة الوطنية في 11 تشرين الأول (اكتوبر) الحالي، والتي بدورها قالت: "ان شريكها الرئيسي يؤخر تنفيذ اتفاق السلام الشامل، وهو اتفاق أبرم في العام 2005، اينهي اطول حرب أهلية في افريقيا".
ورد طه، بمؤتمر صحافي، "ان اتفاق السلام يتحرك في مساره، وان الحركة هي التي تؤخره الآن بالانسحاب من الحكومة الائتلافية".
وأفاد "ان الحركة الشعبية لتحرير السودان تقول انها لن تعود الى الحرب. ولكن الحقيقة على الارض تشير الى ان الحركة الشعبية لتحرير السودان تعيد نشر قواتها وتحشدها بين النيل الابيض والنيل الازرق في بحر الغزال وهي منطقة بالقرب من حدود الشمال والجنوب".
ودعا الحركة الشعبية لتحرير السودان الى "ممارسة ضبط النفس والتوقف عن تصعيد الموقف" مناشداً اياها "ان تراجع قرارها الذي وصفه بأنه ليس في مصلحة الشعب السوداني وليس في مصلحة مواطني جنوب السودان".
وانتقد طه ايضا سجل الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب، واتهمها بـ"اهمال المواطنين وتحويل الاموال الى اعضاء الحركة".
وأثارت العلاقات المتدهورة خلال الاشهر الاخيرة بين الحركة وشريكها في السلطة حزب المؤتمر الوطني مخاوف بشأن مستقبل اتفاق السلام.
وحذر معلقون من ان انهيار الاتفاق ستكون له تداعيات مدمرة على الامن في كل انحاء السودان بما فيها منطقة دارفور التي يمزقها الصراع.
واتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان حزب المؤتمر الوطني الاسبوع الماضي بـ"تأخير قائمة من بروتوكولات اتفاق السلام، بما فيها رسم الحدود المشتركة بينهما وادارة حقول النفط، وتمويل احصاء ومصير السجناء السياسيين".
وأثناء المؤتمر الصحافي لطه، وزع مسؤولون نسخ من تقرير حول التقدم في تنفيذ اتفاق السلام الشامل، وأوضح طه انه "يظهر ان الحكومة تمضي على مسارها في الوفاء بالتزاماتها".
وانتهت المحادثات بين رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفا كير، والرئيس عمر حسن البشير التي كانت ترمي الى حل الازمة يوم الخميس الماضي، بدون التوصل الى حل.
من جهة أخرى، أكد مسؤولون سودانيون سقوط 50 قتيلا وعشرات الجرحى في مواجهات بين قبيلتين في كردفان بوسط البلاد، حسبما ذكرت الصحف أمس.
وأفادت صحيفة أخبار اليوم "ان حكومة شمال كردفان اعلنت ان 50 شخصا قتلوا في مواجهات جرت خلال الايام الثلاثة الاخيرة بين فصيل من قبيلتي المجانين وهو فرع اولاد عبد الرحمن، وفصيل العريفية من قبيلة دار حامد على خلفية عملية ثأر".
واعلن حاكم شمال كردفان فيصل ابراهيم، للمركز الاعلامي السوداني، "ان شجارا حول ملكية اراض، اسفر عن سقوط قتيل وتسبب في اندلاع المواجهات".