الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"القدس المفتوحة" تنظم مؤتمر "الحراك الشعبي: الدوافع والتحديّات"

نشر بتاريخ: 10/01/2016 ( آخر تحديث: 10/01/2016 الساعة: 22:09 )
"القدس المفتوحة" تنظم مؤتمر "الحراك الشعبي: الدوافع والتحديّات"
رام الله- معا- أوصى المشاركون في مؤتمر "الحراك الشعبي: الدوافع والتحديات"، الذي عقده مركز الدراسات المستقبلية وقياس الرأي بجامعة القدس المفتوحة، بالتعاون مع عمادة البحث العلمي والدراسات العليا، بتبني الحراك الشعبي الحالي بشكل رسمي واحتضانه وتوجيهه، لأنه يمثل انتفاضة القدس الثالثة.
وطالب المشاركون في هذا المؤتمر، الذي انعقد الأحد برام الله، الفصائل الفلسطينية كافة بالانخراط في الانتفاضة والمحافظة على سلميّتها، داعين الجهات الرسمية إلى دعم الشباب الفلسطيني ومقاومته السلميّة ضد الاحتلال، وإلى إشراكه في تقرير مصيره.
وشدّد المشاركون على ضرورة تضافر الجهود، والعمل بكل السبل لإنجاز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وإرجاع الوحدة والديمقراطية إلى الشارع الفلسطيني، والعمل مع المجتمع الدولي لتكون هناك مرجعية دولية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كبقية الملفات.

سمارة: الحراك الشعبي أعاد الحياة للقضية الفلسطينية
نقل رئيس مجلس أمناء الجامعة م. عدنان سمارة تحيات الرئيس محمود عباس، وقال إن "القدس المفتوحة" كانت دومًا قريبة من الشعب الفلسطيني، لذا لم تكتف بأداء واجبها الأكاديمي، بل أخذت على عاتقها دعم العمل الوطني من خلال إقامة العشرات من المؤتمرات السياسية والاجتماعية، وأنشأت مركز الدراسات المستقبلية وقياس الرأي لتسليط الضوء على كثير من القضايا التي ترسم حاضر الشعب الفلسطيني وقيادته ومستقبلهما.
وتابع سمارة: "نحن مقبلون على المجهول، فهناك محاولات لإعادة تقسيم المنطقة العربية على أسس إثنية، وهذا ما تنبأ به الرئيس الراحل أبو عمار بعد اتفاقية سايكس بيكو، عبر إحداث حرب أهلية داخلية تضعف الكيان العربي، وهذا الوضع أثر سلبًا في القضية الفلسطينية، التي باتت تخسر اهتمام الرأي العالمي بسبب الأحداث الدائرة في الدول العربية، لكن نزول شبابنا إلى الشارع وإعلانه رفضه للاحتلال الإسرائيلي أحيا القضية الفلسطينية واستطاع أن يجعلها محط أنظار العالم مرة أخرى، وهذا أمر في غاية الأهمية.
ودعا سمارة القيادة الفلسطينية إلى قيادة هذا الحراك الشعبي وتوجيهه، وأكد أن التوصيات الخارجة عن المؤتمر ستصل إلى أصحاب القرار ليتم الاستفادة منها وتطبيقها على الأرض.

عمرو: الثورة السلمية يجب أن تستمر
من جانبه، قال رئيس "القدس المفتوحة" أ. د. يونس عمرو إن هذا المؤتمر يستمد أهميته من تزامنه والثورة الشعبية السلمية التي فجرها أبناء الوطن الفلسطيني بشبابه وشيبه، عندما استفحلت سياسات الاحتلال القمعية والاستعمارية.
وتابع: "للقوة مفصلان، أولهما محسوب، وهو سياسية الكرّ والفرّ والهجوم والانسحاب، وثانيهما غير محسوب، وهو منزلق الغطرسة التي تقود إلى هلاك صاحبها لأنه يفقد عقله وشعوره ويسير كالأعمى نحو السيطرة، وهذا ما نراه اليوم في السياسة التي تتبناها الحكومة الاحتلالية.
وبيّن عمرو أن الهدف من المؤتمر مرتبط بغاية الحراك الشعبي بشكل وثيق، فالهدف الرئيس من هذه الثورة يكمن في التركيز على أن شعبنا حيّ وقوي وقادر على المقاومة بشكل سلمي. وعلى الاحتلال أن يفهم أن هذا الشعب موجود ومستمر رغم ما مر به من حروب وشلالات دماء وظلم، ولا بد من أن يحصل على حقوقه، مؤكدًا أن الشباب الذي ينطلق اليوم ينطلق تلبية لأوامر الوطن. ثم شدّد على ضرورة استمرار الثورة التي يقودها أبناؤنا بشكل سلميّ.

المصري: الجيل الفلسطيني الجديد يتجه نحو إقرار مصيره ومستقبله
قال مدير مركز الدراسات المستقبلية وقياس الرأي د. محمد المصري إننا نمر في طور آخر من أطوار الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو واحد يتسم بالعنف الشديد، حيث كشف الاحتلال عن قبح أهدافه، مبينًا أن إسرائيل لا تعترف بكيان الفلسطينيين ولا بالدولة الفلسطينية، بل تهدف إلى شرعنة الاحتلال والاستيلاء على أكبر قدر ممكن من أراضينا.
وأضاف: "تحول اتفاق أوسلو بفعل عقلية الاحتلال إلى أداة لتكريس الاحتلال وتأبيده، وما ساعد في ذلك هو ضعفنا الداخلي وتفكك الدول العربية عمومًا"، مبينًا أن الحراك الشعبي الحالي يدلل على أن الجيل الفلسطيني الجديد غاضب وسيصنع قيادته وكلمته بذاته، فهو يشعر بأن مستقبله مصادر، لذا سيختار بيده أقصر الطرق لتقرير مصيره ومستقبله.

الجلسات العلمية:
إن هذا المؤتمر، الذي تولى عرافته أمين سر مجلس أمناء الجامعة، مساعد رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية د. عودة مشارقة، تضمن جلستين علميتين، ترأس الأولى عميد كلية البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة أ. د. حسن السلوادي، وقدّم فيها د. نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورقة بعنوان: "السلطة أمام الحراك الشعبي: الرعاية والقيادة". ودعا إلى تبني الحراك الشعبي وأسماه بالانتفاضة الشعبية (انتفاضة القدس) وطالب السلطة بتبنيها.
وتحدث أيضًا د. مصطفى البرغوثي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن "معوقات ظهور قيادات جديدة"، وعن "الحراك الشعبي-فرص النجاح وفرص الفشل".
كما تناول الناشط الشبابي سيف فواز عقل "مطالب الحراك الشعبي من السلطة والجمهور"، و"إمكانات الاستمرار".
وفي الجلسة الثانية تحدث المفكر العربي والكاتب السياسي مدير تحرير مجلة "أحوال مصرية" وخبير في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية د. عمر الشوبكي، عن أسباب تخلي العرب عن القضية الفلسطينية كأولوية لهم، وعن كيفية استعادتها إلى رأس الأولويات.
ثم تحدث رئيس مركز دراسات دار العروبة في عمان أ. سلطان حطاب عن احتماليات التوصل إلى تسوية مع إسرائيل في ظل الأحداث القائمة، وعن تحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى صراع داخلي، وأهمية الحراك الشعبي في هذا التحول وأكد على ضرورة دعم الحراك الشعبي وإنهاء الانقسام.
واختتم الجلسات الباحث والمحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم، بورقة بعنوان: "هل تحتمل إسرائيل انتفاضة ثالثة؟ وهل يمكنها البحث عن شركاء آخرين فلسطينيين للتسوية"، مؤكدًا أن إسرائيل لا تقبل أي شريك وأنه في حال توفر بدائل للسلطة ستقدم على إنهائها، وحذر من مشروع حماس كبديل يرغب به الاحتلال وإن كان هذا الموضوع صعبًا حاليًا حسب قوله.