العميد هواري: لغة السلاح هي السائدة في مجتمعنا.. ولدينا 4700 متهم بتعاطي او الاتجار بالمخدرات في الخليل
نشر بتاريخ: 23/10/2007 ( آخر تحديث: 23/10/2007 الساعة: 10:07 )
الخليل- معا- محمد العويوي- يرى العميد ماجد هواري مدير شرطة محافظة الخليل بان الحوار السائد في المجتمع الفلسطيني هو "السلاح" وهي لغة عامة اجتاحته خلال السنوات الست الماضية نتيجة التراجع في اداء الاجهزة الامنية الفلسطينية، وكثرة التوغلات والاجتياحات للاراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال الذي عمل على تدمير مقرات ومؤسسات السلطة الفلسطينية الامنية، مما ولد لدى الكثير من ضعاف النفوس والخارجين عن القانون الفرصة المناسبة للنهب والسلب والقتل، اضطر على اثرها المواطن لاقتناء السلاح واللجوء للعشيرة طلبا في الحماية، مما ادى لارتفاع معدل الجريمة.
تجييش للعائلات.. ونزوح قسري لاخرى
شهدت وتشهد محافظة الخليل عدة نزاعات بين عائلاتها، ذهب ضحيتها بعض الضحايا واصيب العشرات جراء المواجهة المسلحة بين هذه العائلات, وبحسب العادات والتقاليد يتم تهجير بعض العائلات عن اماكن سكناها نتيجة لصلتها المباشرة بالقاتل بناء على طلب اهل الضحية، ويرفض كثير من رجال الاصلاح هذه العادة لكن لا حيلة بين ايديهم لوقف هذه العادة.
وفي هذا السياق قال العميد ركن هواري "كثير ما يزعج رجل الامن هو سماعه بحدوث جريمة ولا يمكنة التدخل لايقافها, ولدي شعور بعقدة الذنب لهدر الدماء الفلسطينية مقابل لا شيئ". في اشارة منه للاحداث المؤسفة التي وقعت بين عائلتين في المنطقة الجنوبية من الخليل H2 والتي تخضع للسيطرة الامنية الاسرائيلية ذهب ضحيتها بعض الابرياء آخرين.
ومضى قائلا: "لقد تم استغلال منطقة H2 غير الخاضعة لنا من بعض الافراد لزيادة حدة التوتر والاقتتال بين العائلتين مما ادى وللاسف الى تهجير البعض في الوقت الذي يجب علينا جميعا العمل فيه على زيادة عدد السكان في المنطقة وتحويل الصراع فيما بيننا لصراع مع الاحتلال حول مدينتنا المقسمة والمجزأة، فسرطان الاستيطان يمتد فيها لابتلاعها".
واضاف هواري "ما يحدث من نزاعات عائلية في الخليل هو شيء طبيعي يحدث في كل العالم الاسلامي ولكننا يجب ان نقلل من حوادث الاخذ بالثار من خلال تربية ابنائنا على مبدأ التعايش السليم المشترك بين اخواننا لان غول لاحتلال وسرطان الاستيطان يتربص بنا من خلال مكائده ودسائسة".
وتساءل هواري عن المستفيد من وراء تسهيل عمليات تهريب وبيع السلاح للمواطنين من داخل اسرائيل ومن الذي يدفع ثمن السلاح الباهض والذي لا يظهر الا في النزاعات والافراح.
مضيفا "نحن نعلم بوجود السلاح بكثرة بين ايدي المواطنين وحينما نداهم مكانا ما للبحث عنه يختفي السلاح وعاجلا ام اجلا سيتم ضبط هذا السلاح غير الشرعي وتتم مصادرته بناء على تعليمات القيادة الفلسطينية".
وحذر هواري تجار السلاح والمواطنين من الاستمرار في طريقهم باقتناء السلاح بصورة غير شرعية مشيرا الا انهم سيقعون يوما في يد العدالة, مطالبا اياهم بتصويب اوضاعهم.
منطقة الخليل.. معبر لتهريب المخدرات
وفي معرض حديثه حول، ظاهرة الاتجار وتعاطي المخدرات في منطقة الخليل، ذكر العميد هواري، بأن منطقة الخليل تعتبر معبراً كبيراً للتجارة والترويج للمخدرات، بسبب تداخل حدودها مع اسرائيل، يضاف اليه عدم سيطرة الاجهزة الامنية الفلسطينية على كافة مداخلها، نظراً لوجود عشرات نقاط التفتيش الاحتلالية، والتي تمنعنا من أداء واجبنا في حماية ابنائنا.
وفي هذا السياق قال هواري" ضبطنا مؤخراً 1150 غم من مادة الحشيش المخدرة ، ضمن عملية ليلة القدر المعقدة ، ولدينا 4700 متهم مسجل في سجلاتنا ، متهمون بتعاطي اوالاتجار بالمخدرات في محافظة الخليل ، وهذا رقم كبير ، لمحافظة تعتبر محافظة في تقاليدها ، وتمسكها بعاداتها الدينية ، كما سجلنا 50 قضية لها علاقة بالمخدرات ، وتم ضبط 42 تاجر مخدرات ، بضمنهم 7 من المسجلين خطر لدينا ، وتم تحويل 18 متعاطي لمركز الشفاء للعلاج في الخليل."
وحذر هواري مواطني المحافظة من وجود جهة تخطيطية تعمل على اغراق السوق بالمخدرات ، ضمن عمليات معقدة ، بحيث يتم تسويق مادة مخدرة معينة لفترة زمنية محددة ، بعدها تسحب من السوق ويتم انزال مادة أقوى ، وهكذا دواليك ، حتى يصبح من يتعاطى المادة المخدرة مدمناً على بقية المواد من حيث لا يدري ، وهنا تكمن الخطورة.
وقال هواري "المجتمع الفلسطيني يجب ان يكون متجانساً ومتماسكاً ، لمحاربة ظاهرة المخدرات ، التي باتت تهدد أمننا أكثر من الاحتلال ، وبالتعاون ما بين كافة فئات المجتمع نقضي على هذه الظاهرة ونجابه تجارها ونوقفهم عن قتل المزيد من ابنائنا ".
تعاون مشترك = أمن وأمان
لم يتطرق كثيرا هواري للخطة الامنية التي وضعها محافظ الخليل د. حسين الاعرج بالتعاون مع قادة الاجهزة الامنية في المحافظة والتي سيسار الى تطبيقها في الفترة القادمة ، واكتفى بالقول " نحن بصدد دراسة انفاذ القانون من خلال مراجعتنا لكل الحوادث والجرائم التي وقعت سابقا ونعمل على تنفيذ واستكمال كافة التحقيقات في القضايا والقبض على مرتكبيها وتقديمهم للنائب العام " .
وناشد الهواري كافة المواطنين بالتعاون مع الشرطة والاتصال بها او تقديم شكوى رسمية لاية مخالفة يرونها او يتعرضون لها , في اشارة واضحة منه الى ان عدد المتقدمين بالشكاوى قليل مع حجم الحوادث المسجلة لدى الشرطة .
مضيفا " يجب على المواطن مساعدتنا في العمل على تأمين امنه وبناء دولتنا من خلال تطبيق القانون وانفاذه ، نحن قي قارب واحد وممنوع اللعب فيه وكلنا وحدة واحدة بكافة الشرائح الاجتماعية والسياسية ، ويجب ان نؤمن ان السلطة الوطنية الفلسطينية خير من يمثلنا ويحمينا ويجب دعمها والحفاظ عليها من خلال الاستجابة لكافة النداءات والتعليمات ، التي تحافظ على الامن والنظام لحفظ انفسنا واولادنا وارضنا واموالنا " .
وشكر هواري مؤسسات المجتمع المدني القانونية والانسانية التي تبادر وتساهم مع الشرطة في عمل الدورات التثقيفية لرجال الامن في محاولة منهم لتطوير ادائهم والزامهم بانفاذ القانون دون التعدي على حقوق المواطن ، وطالب المؤسسات بمزيد من التعاون من خلال التقييم المتبادل ومشاركتهم في عمليات اعتقال المشبوهين والتحقيق معهم لان رجال الامن مستمرين في عملهم للحفاظ على امن وسلامة المواطن .
وتمنى هواري على مواطني الخليل والفلسطينيين بوقف النزاعات ولغة السلاح بينهما لان الخسارة واحدة وللجميع " اتمنى على كافة اهلنا بالكف عن الاقتتال وايقاف النزيف الدموي لانه خسارة علينا جميعا واتمنى ان يحل علينا عيد الاضحى المبارك وتكون صفحة خسائرنا في الارواح قد طويت ونعيش في مجتمع متصالح متكاتف دون توترات وتآخينا من جديد لاكمال طريقنا في بناء دولتنا ".