نشر بتاريخ: 11/01/2016 ( آخر تحديث: 11/01/2016 الساعة: 18:14 )
رام الله- معا- انطلقت مجموعة سيدات كفر مالك منذ ساعات الصباح الأولى إلى الحقول الممتدة بين تلال منطقة رام الله صيفا وربوع سهول اريحا شتاءً، وذلك لتفقد خلايا النحل وصناديق العسل ومتابعة شؤون مشروعهن لإنتاج العسل الذي ينتظرنّ جَنيه مع بداية فصل الربيع ونهاية فصل الصيف، الذي يضفي مذاقا وشكلا مميزا لنوع العسل المنتج من رياحين وأزهار الطبيعة النقية، مما جعل منه فرصة جيدة تحسين مستوى دخل أسرهم.
وفيما كانت المزارعة منتهى منهمكة في تفقد إحدى الصناديق، تحدثت لنا عن فكرة مشروعها لتربية النحل وإنتاج العسل وتحدثت "أن العسل أصبح يشكل مصدر دخل لعائلتي خاصة في بداية مواسم التعليم المدرسي والجامعي لأبنائها"، وقد بدا من خلال القناع قطرات العرق الساقطة من جبهتها وتضيف قائلة "برغم التعب الشديد نشعر بسرور لتسويق المنتج من خلال نقطة البيع التابعة للاغاثة الزراعية، وذلك في خطوة اولى للوصول الى الاسواق المحلية في ظل معايير التجارة العادلة والطلب على العسل".
وقد قررت سيدات كفر مالك وعددهن 6 على تشكيل فريق لخلق نوع من التعزيز الاقتصادي لعائلاتهم، وبذلن جهودا كثيرة في أي فرصة متاحة تحاول النهوض من واقع المليئ بتحديات مثل التهميش والاستغلال.
وكما تقول منتهى"تقوم المزارعات بالاستفادة من خيرات أرضنا وبيعها في الأسواق المحلية ضمن أسس ومفاهيم التجارة العادلة التي تكسبهن الحق في دخول الاسواق والتكافؤ في المعاملة مع الاخرين".
وجاءت فكرة تربية النحل وإنتاج العسل خلال تلقيهن مجموعة من التدريبات على كيفية إدارة هذا المشروع، بالإضافة إلى بناء قدراتهم في آليات ما بعد الحصاد والتجارة العادلة بمشاركة مجموعات أخرى من سلفيت، الخليل ، رام الله ، الأغوار و قطاع غزة.
وتندرج تلك التدريبات ضمن حرص الإغاثة الزراعية على العمل في الريف الفلسطيني منذ تأسيسها بنفس الحيوية، ومازالت تقدم للريف الفلسطيني ما يمكنها وما يحتاجه على طريق تطوير القطاع الزراعي وتحسين ظروف حياة المزارعين والمزارعات.
وإذ تمنح الإغاثة الزراعية لقطاع النساء الريفيات اهتماما بالغا، فقد عملت على تنفيذ مشاريع عديدة لدعم دورهن الاقتصادي والاجتماعي، ومن ضمنها مشروع " تعزيز الدور الاقتصادي للنساء الريفيات في دول حوض البحر الأبيض المتوسط /فلسطين"، الذي تنفذه الإغاثة الزراعية بالشراكة مع جمعية التعاون من أجل السلام الإسبانية ACPP، ومجموعة الأبحاث والتدريب للعمل التنموي اللبنانيةوبتمويل من الشراكة الأوروبية للتعاون عبر الحدود في البحر المتوسط ENPI CBC MED.
وتكمن أهمية المشروع في أطار تعزيز قدرات نساء الأرياف، بما يحسن من مستوى المعيشة للأسر الفلسطينية وتعزيز الصمود الفلسطيني.
وعلى مدار نحو ثلاث سنوات واصلت الاغاثة الزراعية في تنفيذ انشطة المشروع في سلفيت ورام الله والخليل والاغوار وقطاع غزة، حيث استهدف المشروع 150 امرأة من النساء الريفيات المهمشات، تلقين تدريبات متنوعة في ادارة مشاريع جماعية للنساء وحظين في منح تمويلة لتلك المشاريع.
وعبرت المزارعة منتهى، عن رضاها لغاية الان من بلوغ حجم المبيعات لديها ولدى زميلاتها نسبة وأضافت "طموحنا أن تصل المنتجات إلى رفوف مراكز التسوق في كافة المدن بالإضافة للأسواق الاوروبية، فقد شاركنا في معارض كثيرة وحظيت منتجاتنا باستحسان وقبول من تذوقها، هذا التقبل من المجتمع الأوسع يدفعنا كي نحلم بأن تكون لدينا علامة تجارية تميزنا، ونتأمل بان يصبح عامل الجودة هو من يتحكم فقط في الأسعار!".