كلمة رثاء : للإداري الرياضي إبراهيم ابو الهيجاء
نشر بتاريخ: 12/01/2016 ( آخر تحديث: 12/01/2016 الساعة: 15:38 )
بقلم : عصري فياض
هذا الموت الحق،يوجعنا بمن أخذ منا، ويؤلمنا حتى في عز صبرنا واحتسابنا،ندخل منذ نبأه الاول في الالتفاف حول ما بقي من وعاء الروح، فنكرمه ونعود الى حيث كانت الروح تعمل وتعطي وتقدم ، فنستقبل التعازي والمواساة، هكذا كان فقدان الرياضي الإداري والمربي الفاضل صاحب البصمة الكبيره في إدارة مركز شباب مخيم جنين المربي الفاضل إبراهيم محمود ابو الهيجاء "ابو علاء" والذي قاد مركز الشباب لعدة سنوات اغلبها في الموقع الاول أو الموقع الثاني، ناهيك انه من المبادرين الأوائل في إنشاء وتكوين اتحاد مراكز الشباب في الثمانينات، وقبوله كشخصية علمية واعية متفهمة ولها قدرة كبيرة على التطوير والإبداع، فحاك بشخصيته الفريدة الجانب المكاني في مركز جنين والجانب الوطني على مستوى ضفة الوطن،...
لقد كتب فقدانه شواهد كبرى كانت خير شاهد على مكانته وسيرته الطيبة بين جمهور الرياضيين والناس، فمنذ مرضه ومصابه ، كان بيته محجا لزياراة العائدين الذين صدمهم نبأ العياء وقلوبهم تلهج له بالشفاء، وعندما رحلت الروح، ملئت مسالك السماء فور نعييه مع فجر الجمعة المباركة بذاتها وبالروح العطرة الطاهرة التي فاضت بدعوات الترحم والأسى ، وتحت المطر كانت مسيرة تشييعه، وبعدها قوافل الوافدين من كل أرجاء الوطن لبته الثاني مركز شباب مخيم جنين لتقديم واجب العزاء، فضاقت قاعة المركز التي تتسع لأكثر من اربعماية كرسي بمن حضروا معظم الأوقات والساعات وأيام العزاء الثلاث...
أما الشاهد الخامس فكان وما زال، معلقا في زوايا مركز شباب مخيم جنين من ملفات موثقة بدقة، ومن سجلات لا زالت تحمل خيط يده، ومن متابعات وكتب وملفات وسجلات هن بنات يده، وكؤوس وجوائز هن بصمات عمله، ونجاحه وحنكته، واهم من ذلك عيون كانت ولا زالت تعرفه وتعرف انه أمثوله في تاريخ المركز..
لقد قضى رحمة الله،بعد ان حافظ على بطولة معركة مخيم جنين سنوات،فصنع لها النسخ بأبهى الصور، وقضى أسابيع في المعمل المضني حوله المخلصون، فأعطى أجمل ما يكون من الوفاء للشهداء...
لله درك أيها الموت،أيها الحق، تقطع رغبتنا في بقاء عطايا المخلصين منا، ولم نكتفي بعد من صدق عطائهم، ولم نكتفي بعد من نهيل ما منحهم ربك من رفيع خصالهم وسمو سجاياهم، وعمق وعيهم و وسداد رأيهم و عظم مزاياهم..... لكنك الحق من الحق ونحن عبيد الحق لا يسعنا إلا ان نقول لا حول ولا قوة إلا بالله، وانا لله وانا إليه راجعون.
لابو علاء الرياضي، الإداري، الإنسان ،الوجدان، الرحمة والغفران والجنة والرضوان ولذويه من بعده الاحتساب السلوان، ولنا في مركزه الذي أحب العوض فيمن مثله على طول المواسم والأزمان، حتى نعود الى الديار ارض الإباء والجدود.