رام الله- معا- جاءت شبكة معا الإخبارية في المركز الأول لأكثر الوسائل الإعلامية التي تحظى بالمتابعة في فلسطين، حيث حصلت وكالة معا على نسبة مشاهدة بلغت 28.3%، كما حصلت الفضائية على المركز الثاني من نسبة المشاهدة، بنسبة مشاهدة بلغت 22.85% من مجمل المشاهدين.
وحظي برنامج جولة في الصحافة العبرية، الذي يبث عبر فضائية معا، ويقدمه رئيس تحرير وكالة معا، الدكتور ناصر اللحام بأعلى نسبة متابعة من قبل المشاهدين.
وأشارت نتائج المسح إلى قيام بعض وسائل إلاعلام بالبدء الفعلي في إطار إستراتيجيتها بالعمل على شراكات مع مؤسسات نسوية لإنتاج برامج نسوية مشتركه كما في وكالة معا، إلى ذلك البدء بتخصيص زاوية للمرأة والرجل على الصفحة الرئيسة كما في وكالة وفا.
جاءت هذه النتائج في المسح الاعلامي في الضفة الغربية الذي نفذه طاقم شؤون المرأة ومؤسسة كير الدولية، وعرض نتائج اليوم، في رام الله، ضمن مشروع "حقي في مستقبلي - مشاركة النساء في بناء السلام وحل النزاعات.
وأوصت الدراسة بضرورة أن تكون المضامين المتعلقة بقضايا المرأة واضحة ومفهومة، بالإضافة إلى معرفة أكثر وسائل الإعلام تناولا لقضايا النوع الاجتماعي والتركيز عليها لتصل إلى أكبر عدد من الجمهور.
كما أوصت الدراسة التي أعدها الباحثان ناهد أبو طعيمة ود. نهاد الأخرس، بضرورة تنظيم ورشات عمل مشتركة مع صناع القرار وتعميق مفاهيم الجندرية الاعلامية، ودعت إلى ضرورة الاتفاق على خطاب نسوي متفق عليه من مختلف الأطراف ذات العلاقة والاستفادة من وسائل الإعلام، وتدريب كادر نسوي قادر على التعامل والتشبيك معها والتعبير عن قضايا المرأة.
وأكدت على أهمية جذب وسائل الإعلام للقضايا المجتمعية، وخلق مصلحة بين الطرفين، واستهداف الرجال في المؤسسات النسوية "نظرا للتأثير القوي الذي يمكن أن يقومون به"، بالإضافة إلى اعتماد أدوات جديدة في التعاطي مع الاعلام بطرق ابداعية وحث الاعلام على طرح قضايا النساء من زوايا مختلفة لمعالجتها.
وتحدثت منسق وحدة النوع الاجتماعي في جامعة بيرزيت ناهد أبو طعيمة، عن مراحل الدراسة، مشيرة إلى أنه تم الاستناد فيها إلى منهجيات بحثية كمية ونوعية من خلال مراجعة المصادر الثانوية والأولية، حيث شملت الاستمارة مئتي مواطن ومواطنة، 140 منهم في الضفة الغربية و60 في قطاع غزة، عدا عن تنظيم لقاءات بين الجهات المعنية من وسائل إعلام وصناع قرار ومؤسسات نسوية.
وأوضحت أبو طعيمة أن هدف البحث هو التعرف على سياسات وسائل الإعلام بشتى مجالاتها الأكثر متابعة من قبل الجمهور، ومعرفة العلاقة التي تربط بين المؤسسات النسوية والاعلامية وما يواجهها من اشكاليات، إضافة إلى الوصول لمقترحات تعزز دور المؤسسات النسوية في الاعلام.
وبينت أن الدراسة أظهرت أن الملف السياسي يحظى بالأولوية في وسائل الإعلام، تليها المواضيع الثقافية ومن ثم الاجتماعية والدينية، فيما تأتي قضايا المرأة في النهاية.
وأوضحت أن هناك سطحية في تناول قضايا المرأة في وسائل الإعلام الفلسطيني، كما لا يوجد مساحة ثابتة في الإعلام لتناول قضايا المرأة، عدا عن تناول الإعلام لصورة المرأة والرجل بنمطية وتبعا للأدوار التقليدية.
من ناحيتها، استعرضت منسقة الاعلام المرئي والمسموع في طاقم شؤون المرأة أمل جمعة، استراتيجية الطاقم في التعامل مع وسائل الإعلام، منذ مراحل تأسيسه ولغاية اليوم، وما تخلله من إعداد برامج وتدريبات ولقاءات وتشبيك مع المؤسسات الإعلامية للنهوض بواقع المرأة وطرح قضايا النساء.
وتحدثت جمعة عن تأثير الأحداث السياسية على قضايا النساء، خاصة الإنقسام السياسي.
من جانبها، قالت مديرة طاقم شؤون المرأة سريدا عبد حسين، إن الدراسة هدفت إلى تسليط الضوء على آليات تعاون جديدة بين وسائل الإعلام مع قضايا المرأة، وضرورة إعداد برامج تخوض في مضامين تلك القضايا.
وتحدثت حول دور طاقم شؤون المرأة في إعداد هذه الدراسة بالتعاون مع منظمة كير الدولية "الداعمة للمؤسسات النسوية".
وأظهرت النتائج أن البرامج الاجتماعية والحوارية المتعلقة بقضايا المرأة في الإذاعة والتلفزيون تثير الاهتمام لكنها تحظي بمتابعة متدنية.
وبينت تواضع حجم البرامج التي تتعلق بقضايا المرأة في التلفزيون وبنسبة أفضل في الإذاعات ، ومع ذلك تعكس بحدود ما هموم ومشاكل المرأة الفلسطينية، وتسهم في طرح حلول للتحديات التي تواجه المرأة.
وأشارت إلى أن الأكثرية يتابعون المواقع الالكترونية النسوية كونها تعبر عن قضايا المرأة وتسهم في تقديم معالجات جديه ، وتتعاطي في طرح القضايا بشكل منتظم ـ في إطار وحدة الهدف تجاه قضايا المرأة والتحديات التي تواجهها.
وبينت الدراسة غياب برامج إعلامية تعنى بالرجل والمرأة وتنشر ثقافة ومفاهيم وادوار النوع الاجتماعي، كما الإعلام المتخصص مثل الصحافة النسوية أو الإعلام المتحسس لقضايا النوع الاجتماعي وضعف الصحفيين والصحفيات في هذا الجانب، والجدل المتعلق في نقاش ومفهوم النوع إضافة إلى طريقة طرحه في وسائل الإعلام ساهم في ضبابية وعدم وضوح المفهوم وإبعاده ليس فقط لدى الجمهور وإنما في أوساط النخب الثقافية والسياسية، على الرغم من أن هناك أكثرية تعتبره يسهم في تعزيز المساواة بين الرجل والمرأة، وأنه يعني الأدوار والعلاقات والحاجات للرجل والمرأة وبتناقض ترى أيضا أنه يعني المرأة وقضاياها.
وأكدت الدراسة: تناول قضايا المرأة في وسائل الإعلام الفلسطيني يتصف بالسطحية وبالموسمية وردات الفعل دون متابعة حثيثة ومعالجات جدية ، ولا وجود لمساحه ثابتة في الإعلام لتتناول قضايا المرأة، حيث التغطية الإعلامية في وسائل الإعلام إخبارية وغالبا ما تأتي انسجاماً مع المشاريع النسوية، إلى ذلك فان الاهتمام بالسبق الصحفي للإعلاميين يطغي على مضامين ومحتوى الموضوعات ذات البعد الاجتماعي، إضافة إلى أن بعض وسائل الإعلام الخاصة يغلب عليها الطابع الاستثماري التجاري على حساب الرسالة الاجتماعية.
وأوضحت أن الإعلام يسهم بنسبة متواضعة في توعية الجمهور الفلسطيني اتجاه قضاياه المرأة، وبالتالي اثر تغطية وسائل الإعلام ما زال غير مرئيا وغير كافيا ويتصف بالضعيف والبطيء والمحدود ، انطلاقا من كون أثره وقتي وليس بالقدر الذي يغير في مواقف الجمهور واتجاهاته، وفي بعض الأحيان يكون هناك اثر سلبي بسبب التغطية الإعلامية غير الواعية بقضايا المرأة.
وشددت الدراسة على محدودية قدرات وتدني الوعي لدى عدد ليس بالقليل من الإعلاميين والإعلاميات في تناول قضايا المرأة بعمق، بما في ذلك من بوابة النوع الاجتماعي التي ما زالت هامشيه في الإعلام الفلسطيني، تعكس ذاتها على قدرة الإعلام في طرح قضايا المرأة بطرق واليات تمكن من معالجات حقيقية لمشكلات المرأة.
وأكدت الدراسة وجود فوضى إعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي، ومن يمتلك صفحة بإمكانه أن ينشر الأخبار- لتنتشر كما النار في الهشيم - ويعبر براية دون رقابة في إطار قانوني واضح المعالم . لذلك سعت وسائل الإعلام للاستفادة من الإعلام الجديد بإنشاء صفحات خاصة بها وكذلك الصحفيين لاستقطاب الجمهور، وهناك صحفيون يستقون معلوماتهم وأخبارهم من مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي يلجأ فيه متصفحي وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة صفحات صحفيين بأسمائهم وفق ماهو معروف عنهم، وهذا يعني ارتباط نوعية وكمية المعلومات بالصحفي نفسه.
وأكدت الدراسة: اللوحات الإعلانية بإشكالها المختلفة إذا ما استثمرت بشكل علمي بالضرورة تسهم في إيصال الرسائل الهادفة المرتبطة بقضايا المرأة، وان عدد قليل من المؤسسات النسوية أدركت البعد والأثر الايجابي للوحات الإعلانية وإمكانية الاستفادة منها في إطار توعوي وتعريف الجمهور بحقوق المرأة وقضاياها سيما وان المواطنين يتابعون مثل هذه اللوحات بنسبة حيدة، بينما يلفت انتباههم اسم الجهات القائمة على الإعلان بنسبة اقل.