الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مستشفى المقاصد يحقق إنجازات طبية وإدارية

نشر بتاريخ: 13/01/2016 ( آخر تحديث: 13/01/2016 الساعة: 19:05 )
مستشفى المقاصد يحقق إنجازات طبية وإدارية
القدس- معا - قال رئيس الهيئة الادارية لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية الدكتور عرفات الهدمي ، أن الجمعية مستمرة في عملها الحثيث من أجل تطوير وتحديث الأقسام المختلفة في مستشفى المقاصد، وتوفير الكوادر البشرية ذات الكفاءة العالية من أجل خدمة المرضى والمراجعين، حيث بات المشفى يحقق إنجازات هامة على مستوى الوطن والمنطقة في العمليات النادرة والمعقدة، كما شهدت المستشفى خلال العام 2015 استضافة عدد من الأطباء الزائرين من الخارج الذين يساهمون في إضفاء المزيد من الخبرات والكفاءات العلمية والمهنية، ويشاركون في إجراء عدد من العمليات النوعية.

ووجّه الهدمي شكر الجمعية والموظفين إلى الرئاسة والحكومة الفلسطينية وكافة الهيئات الحكومية والخاصة ذات العلاقة في فلسطين والخارج، والتي ساهمت في دعم المستشفى في السنوات الأخيرة، والتبرع بالأجهزة الطبية للمستشفى، وتمويل تجديد وافتتاح عدد من الأقسام، حيث ثمن دعم كل من الاتحاد الأوروبي، والحكومة النرويجية ومؤسسة نورواك، والبنك الإسلامي للتنمية، ومنظمة التعاون الإسلامي بالتعاون مع الحكومة الماليزية ، والمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية (بكدار) ، والهلال الأحمر القطري، وصندوق أوبك، إلى جانب دعم كل من مؤسسة التعاون، ومنتدى بيت المقدس في الأردن، ولجنة التضامن المغربية الفلسطينية وهيئة الأعمال الخيرية الاماراتية، وصندوق الاستثمار الفلسطيني، كما وجه شكره إلى إدارة بنك فلسطين، وعدد آخر من المانحين الفلسطينيين والعرب.

من جهة أخرى، ذكر مدير عام المستشفى الدكتور رفيق الحسيني أن المستشفى قد تمكن في العام الماضي من جمع ما يزيد عن ستة ملايين دولار خلال العام المنصرم، لصالح مشاريع تطويرية وانشائية جديدة، الا أن حاجة المستشفى تزيد عن 30 مليون دولار خلال الأعوام الثلاثة القادمة، لتغطية المشاريع التطويرية من جهة وتسديد الديون المتراكمة من السنوات العشر السابقة، وأضاف أن الإجراءات والإصلاحات المالية، وأهمها ادخال نظام طبي ومالي وإداري محوسب ومتكامل، قد أدت إلى زيادة الإيرادات وضبط المصاريف بشكل ملحوظ؛ فكانت النتيجة عدم وجود خسائر تشغيلية في المستشفى خلال العامين 2014 و2015.

ودعا الحسيني وزارة الصحة الفلسطينية إلى الاستمرار في تحويل المرضى من الضفة الغربية وقطاع غزة لمستشفى المقاصد وباقي مشافي القدس الشرقية، وقال: "التحويلات ستسهم في زيادة التوجه إلى القدس، الأمر الذي يحافظ على الوجود العربي الفلسطيني في المدينة المحتلة، ويرسخ العلاقة بين المواطن الفلسطيني وعاصمته السياسية ويحافظ على مؤسساتها الوطنية الصامدة بوجه التهويد"، مؤكداً أن ميزانية مستشفى المقاصد لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدعم من أجل تسديد الديون السابقة المتراكمة ودفع مستحقات نهاية الخدمة للموظفين المرضى أو الذين وصلوا إلى سن التقاعد .

وشدد الحسيني على أن الاستمرار في دعم مستشفيات القدس لا يخدم المواطن من الناحية الطبية فحسب، وإنما له أبعاد سياسية ووطنية واقتصادية لا يمكن لأحد أن يغفلها، داعياً الحكومة الفلسطينية إلى مواصلة الالتزام بدفع المستحقات المتراكمة لا سيما في ظل الأيام العصيبة التي تمر بها المدينة المقدسة والاعتداءات المستمرة على مقدساتها ومواطنيها، انطلاقاً من توجيهات الرئيس محمود عباس باعتبار دعم القدس ومؤسساتها أولوية لا يجب المساس بها تحت أي ظرف من الظروف.

وعن تفاصيل العجز المالي الذي لا يزال يشكل عبئاً على كاهل المستشفى، أوضح الحسيني أن الديون التي تراكمت على الحكومة الفلسطينية لصالح المستشفى، والتي فاقت 25 مليون دولار قد زادت من تراكم الديون لصالح موردي الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى تراكم فواتير المشفى لصالح صندوق التقاعد وضريبة الدخل وشركة كهرباء القدس، إضافة إلى فواتير المياه والغذاء، وغيرها من الاستحقاقات المالية، مما يضع المستشفى في دائرة الخطر نتيجة لتهديدات المؤسسات الإسرائيلية بالحجز على أمواله وممتلكاته لتحصيل الديون.

وذكر الحسيني أن الإدارة ستواصل سعيها لفتح قنوات جديدة مع الجهات المانحة العربية والدولية، وفتح قنوات جديدة مع الداعمين والممولين، مؤكداً أن طموحات المستشفى ومخططاتها المستقبلية تحمل برنامجاً جاداً من أجل تطوير الأقسام وتوسعة المبنى وترميمه، واستقطاب الأطباء الفلسطينيين من الخارج، لافتاً إلى محدودية القدرة على بناء أقسام جديدة نظراً لعدم توفر التراخيص اللازمة، والتضييق المستمر من قبل سلطات الاحتلال، التي تعمل يوميا وبدون كلل لتغيير التوازن الديمغرافي في القدس العربية.

بدوره، نوّه المدير الطبي الدكتور بسام أبو لبدة إلى ما قامت به المقاصد من إنجازات منذ بداية العام، فقد تم خلال العام المنصرم تدشين المرحلة الثانية من بناء مركز متخصص لجراحة الدماغ والأعصاب داخل المستشفى، وافتتاح المختبر المركزي المتطور، وإضافة غرف جديدة لقسم الولادة وأقسام أخرى. وأضاف أبو لبدة: "شهدنا في الفترة الأخيرة إجراء عمليات نادرة على مستوى الشرق الأوسط، أجريت على يديّ أكفأ الأطباء الفلسطينيين، ومنها على سبيل المثال عمليات القلب المفتوح، لا سيما للأطفال، وعمليات إزالة الأورام والألياف الرحمية بواسطة الأشعة التداخلية، إضافة إلى استخدام المنظار في عمليات عدة كجراحة الأوعية الدموية والنسائية والمسالك البولية والجراحة العامة، وقد حققت تلك العمليات نجاحات كبيرة لم يشهدها الوطن في السابق".

كما لفت أبو لبدة إلى أن هناك حاجة لبعض الأجهزة والمعدات الجراحية المتطورة، والتي يؤدي عدم وجودها إلى تحويل المرضى إلى مستشفيات خارج الوطن في بعض الأحيان، مبيناً أن قائمة المرضى الذين ينتظرون إجراء العمليات هي قائمة طويلة في بعض التخصصات، وقال: "في حين تستوعب غرف العمليات في المقاصد إجراء ما يقارب 7,000 عملية جراحية سنويا، وذلك بفضل وجود الأطباء الأكفاء والطواقم الطبية المتميزة، فإن الحاجة إلى الدعم وتطوير الأجهزة وتزويد صيدلية المستشفى بالأدوية والمستلزمات لا يزال ضرورياً وملحاً، من أجل إتمام رسالتنا الإنسانية والمهنية تجاه مرضانا".