نشر بتاريخ: 23/10/2007 ( آخر تحديث: 23/10/2007 الساعة: 17:32 )
بيت لحم - معا - شكراً لعميد الأندية ، شباب الخليل ، والشكر موصول لجمعية الشبان المسلمين ، وهما ينظمان بطولة المرحوم الشيخ - بإذن الله - طلال ، بمشاركة جمع رياضيي من بسطاء الحركة الرياضية الفلسطينية ، ممن أحبهم المرحوم ، وأفنى عمره كداً كرمال عيونهم !
ويقتضي نبل الهدف هنا من الرحماء برياضة فلسطين ، المسارعة للالتحاق بالجمع المكرِم لرجل المواقف الصعبة ، ولا تتسع المناسبة الواجبة لخروج عن النصّ ، جراء اختلاف على بعض الفواصل والنقط ، أو بسبب تحفظات على بعض المحتشدين ، الذين من حقهم - أيضا - المشاركة في تكريم الشيخ الجليل ، حتى لو كان في الجمع من أساء يوما فهم رسائل المرحوم أبو محمد الحضارية ، التي كان يرسلها في كل اتجاه !
شكراً لشباب الخليل ، ولجمعية الشبان ، لأنهما أعادا إلى الذاكرة شريطا من شارع الآلام ، الذي كان المرحوم أحد فرسانه ، متقدما الصفوف ، متوجها في تطلعاته نحو المجد ، غير آبه بكلمات الإحباط ، التي تتكاثر على شكل جدل غير مفهوم حول الناجحين !
عندما عدت إلى الوطن المفدى سنة 1994 ، لم أكن أعرف الشيخ طلال ، وكان لقائي الأول به في ملعب الحسين ، على هامش مباراة للأشبال ، ولما طلبت من الصغار مصافحة الضيف الكبير ، التزم الصغار طابورا ، في رسالة فهمت منها أن الرجل الوقور ، ليس كغيره من الرجال !!
نعم ، لم يكن أبو محمد رجلاً عادياً ، ولم يكن رقماً عادياً في كلام الرياضة العابر ، وإنما كان من القادة الذين تركوا بصماتهم التي لا تمحوها السنين ، ولو اجتهد في محاولة محوها بعضُ المغرضين !!
وعندما تشرفت في العمل بتلفزيون المستقبل الشهيد ، الذين نسفه المحتلون من القواعد ، استضفت الشيخ طلال في حجرة متواضعة ، كانت هي الاستوديو وغرفة البث والومنتاج وكل شيء ، ويومها اقتنعت بموقف الشيخ الرياضي في قضايا السياسة ، وتأكدت أنه كان عظيما في صفوف الحركة الإسلامية ، وزاده التحاقه بالسلطة الوطنية الفلسطينية مبكرا عظمة ! لان الراحل أكد لي في لقاء متلفز انه وجد في السلطة الوطنية الفلسطينية رجالا ، لا يقلون إخلاصا للوطن من رجال الحركة الإسلامية !1
محطات كثيرة ، لا بد من التوقف عندها ، وأنت تقلب سجلات الشيخ طلال ، فهو الشجاع ، الذي تقدم الصفوف أكثر من مرة ، لمحاورة المطاردين ، وهو المقدام الذي اقتحم كبرى المقاطعات ، للتفاهم مع المعتصمين في سرايا الخليل ، قبل تدمير المحتلين لها !!
أكثر من مرة حاورت الشيخ طلال تلفزيا ، وكان رحمه الله يصر على فتح الخط المباشر لجميع ، متقبلا بصدر رحب بعض الملاحظات والانتقادات ، حتى تلك التي تخرج عن النص واللياقة أحيانا ... وعندما انتقد احدهم انحيازه للراحل ياسر عرفات ، ضرب الطاولة ، وصاح : لقد نجحت في الحصول على معونات من ياسر عرفات ، لجميع المؤسسات الرياضية ، التي زرتها ، بما في ذلك المؤسسات المحسوبة على الحركة الإسلامية !!
وعندما حاول أحد المنتمين لحزب "الكلمنجية" الغمز من قناة علاقة الشيخ المتشعبة ، مع جميع الفلسطينيين ، تحدى أبو محمد رحمه الله "الكلمنجي" وقادة حزبه بان يقبلوا بمناظرة تلفزيونية مفتوحة ، ولكن الردّ على تحدى الشيخ طلال لم يصل بعد !!
نعم .. كان الشيخ طلال رجلا ليس كغيره من الرجال ، فكان رحمه الله بسيطا ، يمشي في الأسواق ، ويأكل ساندويش الفلافل بين الناس ، وقد شاهدته يوما يتمشى في احد شوارع غزة مع الوزير الإفرنجي قبل منتصف الليل ، قبل أسابيع على انطلاق انتفاضة الأقصى ، وكان الوزيران بدون حرس ، لأنهما لم يعملا شيئا يخافان من تبعاته !!
وكان المرحوم شهما في حبه للوطن ، مخلصا في أدائه للواجب ، وفيا لأصدقائه وخصومه ، ولكنه كان يملك لسانا لا تنقصه السلاطة في المواقف الصعبة ، ولم يكن يتأخر عن خلع "الجاكيت" استعدادا للمواجهة بالكلمات ، أو باللكمات إذا اقتضى الأمر ، لان الشيخ الكريم بدأ حياته الرياضية مصارعا في بيت لحم ، بين القدس والخليل !!
وكان الشيخ طلال محبوبا من الجميع ، وخاصة من الراحل الكبير أبو عمار ، وقد روى لي أبو محمد كيف أقنع أبا عمار بنقل لاعبين من المنتخب الكروي ، على متن المروحية الرئاسية من أريحا إلى غزة ، بعد رفض المحتلين عودتم ، اثر مشاركتهم في افتتاح ستاد أريحا بين الأردن وفلسطين !!
هذه بعض المحطات الرياضية في حياة شيخ الرياضة الوزير السابق طلال سدر ، الذي كان يلبي النداء كلما طرق الرياضيون بيته ... فتحية لروح الشيخ الطاهرة ، وتحية لشباب الخليل وجمعية الشبان ، وللأندية المشاركة في التكريم ، كشيء من رد الدين للمحسن الكبير !!
والحديث ذو شجون
[email protected]