الهئية الفلسطينية المستقلة : مرض السكري والضغط الاكثر انتشاراً في فلسطين والاورام السرطانية السبب الثالث لحالات الوفاة
نشر بتاريخ: 23/10/2007 ( آخر تحديث: 23/10/2007 الساعة: 18:14 )
الخليل - معا- أكدت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن ، في تقرير لها صدر مؤخراً ، عن معاناة مرضى الامراض المزمنة في ظل الاوضاع الصحية المتدهورة في الاراضي الفلسطينية ، ان هناك تزايداً في عدد مرضى الامراض المزمنة في اراضي السلطة خلال السنوات الماضية ، فالاحصائيات المتوفره لدى وزارة الصحة تظهر أن اعداد المرضى بامراض كالسرطان والدم والسكري والكلى والضغط تتزايد .
واعتبرت الهيئة في تقريرها " ان الحصار وتبعاته يشكلان جرائم حرب تضاف الى سلسلة جرائم الاحتلال الاسرائيلي التي اقترفها ضد المدنيين الفلسطينيين ، وهي جرائم خطيرة وجرائم حرب بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في وقت الحرب لعام 1949 والبروتوكولين الاضافيين الى اتفاقيات جنيف الصادرين في العام 1977 .
مرض السكري والضغط الاكثر انتشاراً في فلسطين
واضافت الهيئة في تقريرها " تشير الاحصائيات التي اعلنت عنها وزارة الصحة والتي تعتمد على دراسة انجزت عام 2000 الى أن معدل انتشار مرض السكري في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية بلغ 9% من مجموع السكان وهو من اكثر الامراض المزمنة انتشارا ، وكان معدل الوفيات الناتجة عنه 3.1% من اجمالي الوفيات خلال العام 2005 . اما معدل الوفاة بسبب امراض القلب المزمنة فهو 57 مواطنا لكل مائة الف مواطن ،وتعتبر امراض القلب السبب الاول للوفيات بمعدل 21% من اجمالي الوفيات ، كما وتعتبر الوفيات الناجمة عن امراض الاوعية الدموية والدماغية التي تبلغ 11% السبب الثاني للوفيات ، والاورام السرطانية تعتبر السبب الثالث للوفاة بمعدل 10,3% من اجمالي الوفيات ويبلغ معدل انتشاره 24.6 لكل مائة الف نسمة ، ويعتبر سرطان القصبة الهوائية والرئتين من اهم السرطانات بين الرجال بنسبة 14.7% من اجمالي السرطانات في الرجال ، اما في النساء فيعتبر سرطان الثدي اكثر السرطانات في النساء ، اما السبب الرباع للوفيات فهو وفيات الرضع وحديثي الولادة بنسبة 8.6% و6.9% وفيات ناتجة عن التهاب الشعب الهوائية وامراض الجهاز التنفسي وهو السبب الخامس للوفيات , ومرض ضغط الدم يعتبر السبب السادس للوفيات بمعدل 4.9% من اجمالي الوفيات ،
وحسب التقرير السنوي للامراض المزمنة الصادر عن وزارة الصحة عن العام 2006 فان وزارة الصحة تتابع وتعالج 262.883 مواطنا في كافة المناطق الفلسطينية يعانون من امراض الصدر والسكري والضغط والقلب والكلى وامراض مزمنه اخرى . "
عدد المرضى لا يعكس الرقم الحقيقي
وحسب ما يشير التقرير السنوي عن الوضع الصحي في فلسطين الصادر عن وزارة الصحة عن العام 2005 فان هذه الاحصائيات لا تعتبر دقيقة ولا تعبر عن حجم الانتشار ومعدل حدوث هذه الامراض ويتم رصد ذلك فقط من خلال الاعتماد على بيانات الوفيات الناجمة عن هذه الامراض لقياسها وتقدير العبء الواقع على الوضع الصحي في فلسطين نتيجة لانتشارها كما لاحظنا سابقا .
وكذلك يعتمد نظام التسجيل الحالي للامراض المزمنة على تسجيل عدد زيارات المرضى لعيادات الامراض المزمنة في مراكز الرعاية الاولية ، وهذا لا يعكس مطلقا الوضع الحقيقي للمرض كما أن البيانات الاساسية وحجم الاعاقات بسبب هذه الامراض غير متوفرة بالاضافة الى الاختلاف بين غزة والضفة الغربية في نظام التسجيل وتطبيق بروتوكولات العلاج والوقاية الخاصة بالامراض المزمنة بصفة عامة ومرض السكري بصفة خاصة .
ولكن في المقابل تتوفر معلومات دقيقة حول الامراض والاورام السرطانية في كافة المناطق الفلسطينية وذلك عبر مركزي تسجيل الاورام في بيت جالا وغزة ويوفر مركز المعلومات الصحية الفلسطيني بيانات دقيقة عن الوفيات الناجمة عن الاورام .
والمثبت أن هناك فجوة هامة بين معدل الانتشار للامراض المزمنة وعدد الحالات الحقيقية التي يتم تسجيلها سنويا مما يبين مدى الضعف في نظام رصد وتسجيل هذه الامراض حسب ما يشير التقرير .
ويظهر هذا التقرير اهمية تعزيز نظام الكشف المبكر عن حالات الامراض المزمنة لتجنب التكلفة العالية لعلاج المشاكل والاعاقات الناجمة عنها . والشيء الذي يؤدي ايضا الى توفير بيانات اكثر دقه تمكن وزارة الصحة من تقدير حجم المشكلة وبالتالي وضع الاستراتيجيات اللازمة لمواجهتها .
وحسب ما أكد للهيئة الدكتور اياد عرفه مدير عام الطب الوقائي في وزارة الصحة ، هذا الامر ويقول " ان الرصد والاحصاء والتسجيل للامراض المزمنة غير فعال لدى وزارة الصحة كونه يعتمد على معلومات يتم استقسائها من المراجعين في مراكز الرعاية الاولية وعيادات وزارة الصحة وهم عادة لا يعطون معلومات دقيقة ، ونحن في طور احداث دائرة خاصة بالاحصاءات والرصد والتسجيل لكافة الامراض ومنها المزمنة لتشكل هذه الدائرة رافدا لصناع القرار لاتخاذ القرارات المناسبة بما يتعلق بالوضع الصحي في فلسطين عموما ولاستخدام هذه المعلومات في عمل وحدة الطب الوقائي . "
يضاف الى ذلك قيام وزارة الصحة بالسعي لتوفير التمويل اللازم باحداث وحدة للامراض المزمنة ايضا حيث لا يوجد وحدة لمتابعة الامراض المزمنة في وزارة الصحة والتي ستبدا عملها برصد ومتابعة للمرضين الاكثر انتشارا في فلسطين وهما السكري والضغط .
وكذلك وحسب ما افاد الهيئة ، الدكتور اكرم سمحان مدير عام دائرة العلاج بالخارج في وزارة الصحة بان احد اهداف تشكيل المجلس الاعلى للسياسات الصحية في فلسطين سيكون توفير معلومات دقيقة واحصائيات عن الامراض على المستوى الوطني وذلك لعدم توفرها بشكل دقيق حاليا كون مقدمي الخدمات الصحية مختلفون ولا يقتصرون على القطاع الحكومي والمعلومات الموجودة لدى هذه الجهات لا تدخل حتى الآن الى قاعدة معلومات الوزارة .
بروتوكولات تسجيل وعلاج ومتابعة حالات المرضى وذوي الامراض المزمنة
هناك بروتوكولات واليات محددة لتسجيل وعلاج ومتابعة حالات الامراض المزمنة في وزارة الصحة الفلسطينية , وعند اكتشاف اي مرض من الامراض التي تعتبر مزمنة حسب قرارات وزارة الصحة يتم تسجيل المريض وفتح ملف خاص له في مراكز الرعاية الصحية الاولية ومديريات الصحة المنتشرة في مختلف المحافظات ( ضفة غربية وغزة ) وتبدأ عملية متابعة ومراقبة وعلاج هؤلاء المرضى من خلال مراكز الرعاية والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة وصرف الادوية لهم حيث ان هناك عيادات متخصصة لمرضى السكري في كل مديرية صحة وكذلك هناك وحدات غسيل للكلى "الفشل الكلوي" في كل محافظة .
ويتم توفير كافة الادوية اللازم لمعالجة هذه الحالات او وقاية اصحابها من تفاقم امراضهم وتعرضهم لنكسات بسببها . وبما يتعلق بامراض الاورام ، عادة ما يتم تحويل المرضى لمراكز علاج حكومية متخصصة وتقع هذه المراكز في بيت جالا حيث المركز الرئيسي لعلاج الاورام في الضفة الغربية وهناك وحدة اخرى في المستشفى الوطني بمدينة نابلس ومركز رئيسي اخر في قطاع غزة في مستشفى الشفاء .
وفي حال لم يتوفر العلاج لهؤلاء المرضى في المراكز الصحية الحكومية ، فانه يتم تحويلهم عبر دائرة العلاج التخصصي في الوزارة للعلاج في مراكز صحية خاصة داخل البلاد او تحويلهم للعلاج في مراكز ومستشفيات خارج البلاد .
واضافت الهيئة في تقريرها " ان العام الحالي منذ بدايته شهد زيادة في اعداد التحويلات لعلاج المرضى خارج مراكز وزارة الصحة وذلك بسبب زيادة عدد المؤمنين في التامين الصحي الحكومي وبسبب ازدياد اكتشاف الامراض داخل المجتمع الفلسطيني ، ويشمل التحويل الى خارج المؤسسات الطبية الحكومية حسب الدكتور سمحان كافة الامراض التي يجوز علاجها بموجب التامين الصحي الحكومي ومن بينها الاورام السرطانية , جراحة القلب والقسطرة , الامراض الوراثية , جراحة الاعصاب , وكذلك يمكن تحويل المرضى لخارج مراكز وزارة الصحة لاجراء المسح الذري والطب النووي والتصوير بالرنين المغناطيسي وغيرها . وكل ذلك يتم ضمن بروتوكولات معروفه ومحددة ومعلن عنها مسبقا في وزارة الصحة ويعرفها كافة المرضى ."
اما عن التغطية العلاجية الخارجية ، فقد أوردت الهيئة ان وزارة الصحة تغطي بالاستناد الى المادة 6/4 من قرار وزير الصحة رقم 14 لسنة 2004 بشان العلاج التخصصي الصادر بتاريخ 15/3/2004 كامل تكلفة العلاج في حالات امراض : السرطان ( الحالات المشخصة فقط ) عمليات زرع الكلى بشرط وجود متبرع , حالات الغسيل الكلوي , حالات الامراض المعدية وامراض الدم .
ووفقا للمعلومات التي توفرت للهيئة لا تزال وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة حتى تاريخ اعداد هذا التقرير , تقوم بتحويل المرضى الذين يحتاجون للعلاج في الخارج وفقا للاجراءات الاعتيادية المعمول بها في الوزارة ونظرا لاغلاق معبر رفح , منذ احداث غزة الاخيرة امام كافة المواطنين وعدم مراعاة الحالات الانسانية ازدادت معاناة المرضى الذين لديهم تحويلات للعلاج او المراجعة في المستشفيات المصرية والاردنية وتقوم الوزارة من اجل مساعدتهم بتحويل وجهة العلاج لمن يرغب من المرضى الى مستشفيات اخرى في القدس الشرقية او الضفة الغربية او اسرائيل .
وفيما أذا كان طرأ تغيير في سياسة تحويل مرضى القطاع للعلاج في الخارج بعد سيطرة حماس على غزة ، أورد التقرير ،انه لم يحدث اي تغيير على سياسة التحويل للعلاج في الخارج و التوقيع المعتمد لكافة التحويلات هو توقيع الدكتور اكرم سمحان مدير عام التامين الصحي والعلاج خارج الوزارة في المحافظات الشمالية .
وحسب إفادة الدكتور سمحان للهئية " فان التحويلات للعلاج بالخارج في قطاع غزة تسير بشكل جيد جدا ويحصل عليها المحتاجون للعلاج بشكل سريع دون تعقيدات واسرع من التحويلات في الضفة الغربية بسبب صعوبة الظروف هناك . "
الاشكاليات التي يعاني منها المرضى بالامراض الزمنة
في اطار متابعة الهيئة للواقع العملي وللاشكاليات التي يعاني منها مرضى الامراض المزمنة في فلسطين وخصوصا مرضى القلب فبعض الادوية التي يحتاجها المرضى مثل دواء " بلافيكس " والذي يكون المريض بحاجة لتناوله بعد اجراء عملية في القلب لا توجد على قائمة الادوية التي تصرفها وزارة الصحة ويضطر المرضى لشرائها من الصيدليات الخاصة وتكون كلفتها عالية ، وكذلك عدم توفر الادوية اللازمة لمرضى الضغط ، والتي ياخذها المريض يوميا فبعضها كدواء ( انابرل 5 ) غير موجود منذ 5 شهور في صيدليات الوزارة ودواء ( نورماتين 50 ) لا يتوفر بشكل دائم في هذه الصيدليات ودواء ( منوكورد ) و ( بيبي اسبرين ) ايضا وتكلفة هذه الادوية ما يزيد على 100 شيكل اذا اضطر لشرائها من خارج الصيدليات الحكومية .
نقص الادوية الخاصة بالامراض المزمنة في قطاع غزة
يؤكد التقرير الصادر عن الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن حول الاوضاع الصحية في قطاع غزة في شهر آب 2007 على ان هناك نقص كبير بالادوية التي يحتاجها اصحاب الامراض المزمنة وبان هذا النقص في الادوية اللازمة للمرضى يشكل خطرا يهدد حياة الالاف من المرضى من الاطفال والنساء وكبار السن خاصة اولئك الذين قاموا بعمليات زرع الكلى ومرضى الاورام السرطانية والامراض المزمنة والتهاب الكبد الوبائي نظرا لعدم تلقيهم العلاج من الادوية المناسبة في الوقت المناسب او لعدم الحصول عليها نهائيا لعدن توفرها , ويطرح التقرير على سبيل المثال انه وخلال شهر يوليو / تموز هدد نفاذ مخزون الوزارة من ادوية مرضى زراعة الكلى حياة نحو 220 مريضا اجروا عمليات زرع كلى داخل اجسامهم وعرضهم ذلك الى خطر جسيم .
ويشير القرير كذلك الى انه وعلى الرغم من وصول ادوية مرضى زراعة الكلى ضمن الشحنة الاخيرة التي استلمتها الوزارة خلال شهر آب المذكور، الا ان العديد من الادوية الضرورية الاخرى لا تزال غير متوفرة مثل دواء ( النيبوجين ) اللازم للمحافظة على حياة مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي وكذلك دواء ( دينوبروستون ) اللازم لحالات الولادة ودواء ( اميونوجلوبين ) ومحاليل الاطفال , وبالتالي تظل المشكلة الدوائية قائمة وتكمن بشكل اساسي في عدم توفر مخزون استراتيجي في مخازن الوزارة يتم اللجوء اليه لتلبية اي عجز طارىء واصبح الوضع طارئا في كل الاحيان .
وزارة الصحة من جانبها تقول على لسان الدكتور اكرم سمحان ان وزارة الصحة لديها ما يسمى بسلة ادوية اساسية واحيانا يكون هناك نقص في بعض الانواع لكن اغلب شكاوي المواطنين تتعلق بالادوية غير الاساسية ومنها ادوية الاورام والفشل الكلوي وكلفة هذه الادوية عالية جدا وهي خارج امكانيات وزارة الصحة في ظل الوضع الاقتصادي الحالي وتحاول وزارة الصحة توفيرها للمرضى من خلال لجنة المساعدات او عبر الدول التي تقدم مساعدات صحية وادوية للسلطة الوطنية الفلسطينية .
اما بالنسبة للوضع الدوائي في قطاع غزة فيقول الدكتور سمحان انه لا يختلف مطلقا عن الوضع في الضفة الغربية كون الوزارة ترسل كافة الادوية المخصصة لقطاع غزة عبر الصليب الاحمر سواء من المساعدات الخارجية او حصة القطاع من الادوية التي تشتريها الوزارة .