السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المبادرة: نريد مقاومة "ذكية" وسنشارك في الحكومة بشرط

نشر بتاريخ: 16/01/2016 ( آخر تحديث: 16/01/2016 الساعة: 16:08 )
المبادرة: نريد مقاومة "ذكية" وسنشارك في الحكومة بشرط
بيت لحم- خاص معا- تتخذ حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مواقفاً ووجهات نظر خاصة تجاه العديد من القضايا الاساسية في حياة الشعب الفلسطيني وقضيته، فترى أن الهبة الجماهرية الحالية هي انتفاضة حقيقية، وأن عمليات المقاومة رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال، وتنظر إلى الانتخابات كضرورة ومطلب شعبي حاسم.

غرفة تحرير معا اجرت مقابلة مع
الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية وسلطت الضوء على أبرز مواقف الحركة من الاحداث والقضايا الفلسطينية.

س- ما هو موقف حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية من الهبة الجماهرية الحالية؟ وهل تدعمها أو تشارك فيها؟

ج. نحن نعتبرها انتفاضة حقيقية وضرورية، وليست هبة جماهرية عابرة، ونشارك فيها بكل طاقتنا، ونعتبر أنها جاءت كتطوير للمقاومة الشعبية التي انخرطنا فيها منذ أكثر من اثني عشر عاما، وهي الرد الشعبي الطبيعي على فشل اتفاق اوسلو وعلى فشل خيار المفاوضات بعد 23 عاماً، والتي اسفرت عن زيادة عدد المستوطنات والمستوطنين من 111 الف إلى 650 الف، واستغلتها اسرائيل كغطاء للتوسع الاستيطاني، وتكريس نظام تمييز عنصري ضد الشعب الفلسطيني.

ونعتقد أن الشعب الفلسطيني وقواه ومجتمعه المدني يجب أن يتبنى هذه الانتفاضة التي ستستمر بغض النظر عن ارتفاع أو هبوط وتيرتها من اسبوع لأخر.

ونحن نؤمن أن الاستراتيجية الوطنية البديلة لما فشل يجب أن تستند إلى خمسة عناصر وهي: المقاومة الشعبية وذروتها الانتفاضة الشعبية، وثانياً حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل ومنتوجاتها، وثالثاً ضرورة توحيد الصف الوطني وتشكيل اطار قيادة وطنية موحدة في اطار منظمة التحرير، ورابعاً دعم صمود المواطنين وخاصة الاسرى والجرحى وعائلات الشهداء واصحاب البيوت المهدمة، والمناطق المهددة بالجدار والاستيطان، وخامساً توحيد الطاقات الفلسطينية وتفعيلها حول رؤية وبرنامج موحد في كل مكان في الداخل والاراضي المحتلة والمهاجر.
ونحن نؤمن أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تغير ميزان القوى لصالحنا.

س- ما هو موقف حركة المبادرة من عمليات الدهس والطعن واطلاق النار على الاحتلال؟

ج. نرى أن هذه العمليات رد فعل فردي على جرائم الاحتلال وقمعه وهي تجري بدوافع وطنية وإن كانت بشكل غير منظم، وفي ظل الظروف الحالية يجب أن تكون المقاومة ذكية بحيث تكبد الاحتلال خسائر أكبر من الخسائر التي تقع بصفوفنا.

ونعتقد أن تطوير وتوسيع المقاومة الشعبية يعد الشكل الامثل الذي يمكنه أن يحدث تأثيراً، وبنفس الوقت يجب أن يقدر الجميع كل من يناضل ويضحي من أجل فلسطين.

س- كيف تنظرون إلى اداء وموقف السلطة الفلسطينية من احداث الهبة الجماهرية؟

ج. يجب تنفيذ قرارات المجلس المركزي، التي اتخذت منذ عشرة اشهر في آذار من العام الماضي، والتي نصت على اعادة النظر جذرياً بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وتضمنت وقف التنسيق الامني، واحتضان المقاومة الشعبية، ومقاطعة إسرائيل.

ونعتقد أن هناك العديد من الاشخاص والجهات الفلسطينية لم تحسم موقفها بعد من الانتفاضة الحالية، وبرأيي يجب حسم الموقف على قاعدة أننا في مرحلة كفاح ونضال ولسنا في مرحلة حل، وكل من يقول إنه يدعم المقاومة الشعبية يجب أن يطبق ذلك على ارض الواقع.

ونعتقد أن على الحكومة استحداث موازنة خاصة لدعم الصمود الوطني وخاصة المتضررين من الانتفاضة، ويجب أن تقوم الحكومة بواجبها تجاه جميع الاسرى والشهداء وعائلاتهم، وتجاه العائلات التي هدمت بيوتها من قبل الاحتلال.

وأن تشمل الموازنة دعم مناطق القدس والبلدة القديمة في الخليل والمتضررين من الجدار وكل من يتعرض لاذى من ممارسات الاحتلال.

س- هل تتطلعون للمشاركة بالانتخابات الرئاسية المقبلة؟

ج. أنا شخصيا ليس لدي أي اهتمام بأي منصب، وكل ما اريده أن اخدم قضيتنا الوطنية بأي شكل من الاشكال، واعتقد أن الاهم هو كيف نُخرج الحالة الفلسطينىة من الازمة التي تعيشها، والمشكلة الأكبر أن السلطة الان جردت من كل صلاحياتها بسبب إسرائيل، لذلك قبل التنافس على سلطة قائمة تقع تحت سيطرة الاحتلال، الاهم أن نتوحد ونتفق على اخراجها من الهيمنة الاسرائيلية.

نريد بأسرع وقت ممكن تحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، بعد انقضاء أكثر من 10 سنوات على هذه الانتخابات، وهذا يعني أن كل من انتُخبوا حصلوا على مدة زمنية تعادل مرتين ونصف الزمن الذي انتخبوا من اجله، أي أكثر من المدة المقررة لهم.

وأرى أن عدم اجراء الانتخابات هو سبب من اسباب الازمات الداخلية التي نعيشها، وعائق كبير أمام تجديد المؤسسات القيادية وضخ دماء الشباب فيها، واضيف لذلك أن تغييب المجلس التشريعي بحجة الانقسام وبسببه ألحق دمارا بالنظام السياسي وحصر كل السلطات بيد السلطات التنفيذية في الضفة والقطاع وألغى مبادئ الرقابة والمسائلة وحرم الشعب من حق التأثير في السياسات عبر ممثليه المنتخبين، ولذلك ندعوا إلى الاسراع في انهاء الانقسام وتحديد موعد الانتخابات باسرع وقت.

ونأمل أن لا يحدث تأجيل أو إلغاء لانتخابات البلدية التي يستحق موعدها في شهر تشرين أول، وعدم السماح بالغاءها في أي حال من الاحوال.

وإن السبيل للاسراع في تحديد موعد للانتخابات هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتفعيل المصالحة، وتطبيق قرارات لجنة الحريات والتي تمثل شرطا لاجراء انتخابات حرة حقيقية بما في ذلك تأمين حرية التنظيم والتعبير والعمل السياسي وتحريم الاعتقال والملاحقة لاسباب سياسية.

س- أين حركة المبادرة الفلسطينية من التشكيلات الحكومية المتعاقبة؟

ج. لم نشارك بأي حكومة سوى حكومة واحدة وهي حكومة وحدة وطنية عام 2007، وقمنا خلالها بدور هام في انجاز اتفاق المصالحة، وهي المرة الوحيدة التي دخلت المبادرة فيها بتشكيلة حكومية استمرت 86 يوما وبعدها انهارت بسبب الانقسام.

واليوم نحن مستعدون للمشاركة فقط في حكومة وحدة وطنية، وغير ذلك سنبقى في صف المعارضة.

س- كيف تنظر حركة المبادرة إلى انخراط بعض الفصائل الفلسطينية في التحالفات الدولية الجديدة بالمنطقة؟

ج. المبادرة حركة مستقلة تماماً، واستقلاليتها تعطيها قوتها ومصداقيتها، ونحن لا نعتقد أن انخراط الفصائل بتحالفات دولية يدعم قضيتنا.

ونحن بحاجة لوحدة وطنية وجمع كل الاطراف لتأييد قضيتنا وحشد جميع الطاقات نحو إزالة الاحتلال.

س- ما هو موقف المبادرة من الاحداث الاقليمية الدامية في البلدان العربية؟

ج. نحن نشعر بأسف عميق بسبب الصراعات الدامية في البلدان العربية، ونعتقد أن على الفلسطينيين أن يتجنبوا الانخراط في هذه الاحداث أو التدخل في شؤون الدول الشقيقة الاخرى، وأن يركزوا على دعمهم لقضيتهم الاسياسية.

ونحن نشعر بخطر هذه الاحداث، لأنها تضر بمصالح الشعوب والدول العربية وتحرف بوصلة الاهتمام والتركيز على القضية الفلسطينية وتستفيد منها اسرائيل التي تريد اضعاف الجميع لكي تهيمن على المنطقة، وبالمناسبة لا بد من الاشارة الى أن إسرائيل تتآمر بشكل مستمر ضد الدول العربية فهي تمارس نشاطا وواسعا في جنوب السودان وتحاول التسلل للعراق وتتآمر ضد مصر في قضية مياه النيل ولها طموحات خطيرة ضد اراضي الاردن ومصالحه.

أجرى المقابلة: أحمد تنوح