الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

شبيبة حزب الشعب تنظم لقاء سياسيا في غزة

نشر بتاريخ: 17/01/2016 ( آخر تحديث: 17/01/2016 الساعة: 19:04 )
غزة- معا - نظمت شبيبة حزب الشعب الفلسطيني لقاء سياسيا " تحت المسائلة " لمناقشة دراسة بعنوان " الطريق نحو مصالحة حقيقية" اعدها الباحث في دراسات السلام والصراع في جامعة سيدني شامخ بدرة، بمشاركة كل من د. احمد يوسف القيادي في حركة حماس ، د. فيصل ابو شهلا ممثلا عن حركة فتح ، والنائب في المجلس التشريعي جميل المجدلاوي ، وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب ، والحقوقي صلاح عبد العاطي، محمد صالح منسق شبيبة الحزب وبحضور حشد جماهيري من الفعاليات والقوى الوطنية والاسلامية والمخاتير , والاطر الطلابية والشبابية ، والنخب السياسية والصحفية .

وقال د. احمد يوسف القيادي في حماس :"إنــه ليــس مــن الســهل الاعتــراف بالخطــأ المرتبط بالجرائم وســفك الدماء لأن كل فريق يحاول ان يلقي المسئولية على الاخر "، مضيفا" بان الاساس في عملية المصالحة الاعتراف بارتكاب الخطأ" .

وتابع :"أنه وبهذا الحجم من الانتهاكات والدماء التي ســالت فانه من المهم الاعتراف بارتكاب الخطايا بحق الشعب الفلسطيني , وقدم اعتذاره للشعب الفلسطيني "، مؤكدا كلا الطرفين قاما باخطاء جسيمة بحق الشعب والقضية.

ودعا رأس الهرم في حماس والرئيس ابو مازن للاعتذار، مؤكدا على ضرورة التعهد بعدم اللجوء للعنف بحل الخلافات السياسية و رد المظالم وجبر الضرر والتعويض عن ما سببه الانقسام من اذى للضحايا .

هذا وقد اشاد بالدراسة، معتبرا اياها بانها قد تشكل مدخلا يمكن البناء عليه في المصالحة الفلسطينية خاصة وانها اعتمدت علما جديدا " العدالة الانتقالية " والتي لا يزيد عمر هذا العلم عن 10 سنوات فقط .

وشكر شبيبة حزب الشعب على اللقاء الذي اعتبره لقاءا فريدا من نوعه، داعيا الشباب لاخذ زمام المبادرة والتحرك فورا للضغط على اصحاب القرار في شطري الوطن لانهاء حالة الانقسام .

بدوره، قال الدكتور فيصل ابو شهلا القيادي في حركة فتح على :"ان ما حدث من انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني من طرفي الانقسام فتح وحماس هو خطأ ولكن بنسب موزعة بين اطراف الانقسام ويجب الاعتذار عنها"، وقدم اعتذاره للشعب الفلسطيني وقضيته، مشيرا الى أنــه مــن المؤســف ان يستمر الانقســام لاكثر من 9 سنوات.

وقال :"انه وبعد تشكيل السلطة الوطنيــة على طريــق الدولة وبعد انتخابات 2006 واختيار الطريق الديمقراطي فإن حماس انقلبت على تلك العملية الديمقراطية ولجأت إلى الســلاح لحــل الخلافــات التي كانت يجب ان تحل تحت قبة البرلمان ، وهذا أساء الشعب للشعب والقضية".

وأضاف أبــو شــهلا" أن فتح لم تقــم بالانقــلاب وللجــوء للسلاح وانما أرادت التأسيس لدولة ديمقراطية والشراكة الوطنيــة مما يتطلــب اعادة الاعتبــار لوثيقــة الوفــاق الوطني".

واوضح ابو شهلا أن القرار الفلسطيني المستقل كان هدف للقيادة الفلسطينية منذ بدء النضال الوطنــي وطالــب بتشــكيل حكومــة وطنيــة فصائليــة للتأســيس لحــل كافــة المشــاكل العالقــة واجــراء الانتخابات لمواجهة التأثيرات والضغوط الدولية والاقليمية التي تســتفيد من الخلافات الفلسطينية.

من جهته ، اكد جميل المجدلاوي النائب في المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية على ان الشعب الفلسطيني يستحق الاعتذار ليس فقط من طرفي الانقسام ومن موقعي كنائب في المجلس التشريعي وفي حينه كمسئول للجبهة الشعبية اقدم اعتذاري للشعب الفلسطيني وذلك لاننا تركنا الناس فريسة للافكار الخاطئة لطرفي الانقسام ولم نواجه الانقسام بالشكل المطلوب على حد قوله.

وقال :"بانــه لا يوجد في الاتفاقيات الســابقة للمصالحة ما يلزم بعدم تكرار العنف وهذا يشير الى عدم وجود نوايا حقيقية للمصالحــة كما أنــه لم يتم إدراج موضــوع الاعتــذار في تلك الاتفاقيــات مما يتطلب اتبــاع مجموعة مــن النقاط منها اعتــراف الجميع بالخطأ والاعتــذار عنــه، وأن الجميع مطالــب بذلــك لأن خطــأ الفصائــل الأخرى يكمن في انهــا لم تصــل للنــاس كما ينبغي منذ اللحظات الاولى للانقسام السياسي حيث كــرة النــار التي بــدأت تتدحرج فــور الانتهاء مــن الانتخابات التشــريعية لاســيما وأنه وقــع الانقلاب العســكري في حزيران عام 2007، وبالتالــي يتطلــب الاعتــذار من الــكل الوطني واعتبــار كل المتضرريــن هــم ضحايــا بغــض النظر عــن انتماءاتهم السياســية و تعويضهــم ورد كرامتهم وحقوقهم المدنية".

وأكــد مجــدلاوي أنــه لكــي لا يتكــرر الانقســام ينبغي الإعلان عن الاعتذار للشعب الفلسطيني والتعهد بعدم العودة لمربع العنف على أن يكــون القضــاء والجمهور الضامن لذلك وأن الجميع متساوون في الحقوق لرصد الأبواب التي تستدرج نيران الانقسام.

هذا ونوه المجدلاوي لاهمية انجاز مصالحة حقيقية رزمة واحدة وفق المراحل التي تحدث عنها الباحث في الدراسة ، وبذلك سيكون من السهل الانطلاق معالجة مظاهر الانقسام ابتداءا بموضوع موظفي غزة مرورا بالازمات المتتالية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.

وشدد المجدلاوي على ان حركة حماس غادرت الحكومة ولم تغادر الحكم في غزة مستشهدا بتصريحات اسماعيل هنية عضو المكتب السياسي لحركة حماس " غادرنا الحكومة ولكن لم نغادر الحكم في غزة "، وان أي حكومة حالية او قادمة لن تكون قادرة على معالجة الملفات ومظاهر الانقسام طالما ارتبطت برضى طرفي الانقسام .

ودعا لحالة شعبية وجماهيرية للضغط على اطراف الانقسام.

من جهة اخرى اكد وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني على ان كافة جولات الحوار بين طرفي الصراع والاطراف الفلسطينية جرت بروح احقاد الماضي وليس تسامح المستقبل .

وقال:" ان مشكلة وخطأ الفصائل الفلسطينية تكمن أنهــا ذهبت للمصالحة بنفــس القواعد التي فرضها طرفي الانقسام ولم تبادر الفصائل بأن تكون لها رؤيتها المســتقلة ولهــذا وصلت الجهــود إلى الطريق المسدود وأخطأت الفصائل فــي طريقــة التعامــل مــع حوارات المصالحة والدوران فــي نفــس ملفــات طرفي الانقسام و الاطراف الاقليمية , ولهذا فــان الفصائل أخطأت ويجب عليها الاعتذار من أجل تحقيق المصالحة".

وطالب العوض الفصائل الفلسطينية باعادة التفكير بمفاهيمها لكيفية تحديد دورها في عملية المصالحة،معتبرا أنه قــد تكون مبــادرة الفصائل لفتــح معبر رفــح هي احدى الطــرق لإنهــاء الانقســام واستعادة الوحدة الوطنية.

من جهته الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي وفــي مداخلة تتعلق بعــدم نســيان المتضررين مما عانوه خلال فتيرة الانقسام على سبيبل المثال الاعتقــال والتعذيــب فــي الســجون والظلم والانتهاكات ومعاناة العائــلات جــراء ذلــك ؟؟ومــن المســؤول ؟؟وهــل يصلــح الذهــاب للمصالحــة دون تحقيق العدالة ؟؟ والتراجع عن الأخطاء والتعهد بعدم تكرارها ؟؟ فأجاب "بأنه رغم تأثير الانقســام على الحالة الفلســطينية واجراء المزيد من المبادرات إلا أن القيادات تحاول تكــرار نفس الأزمــات جراء نقص الارادة وتأثير العوامل الاقليميــة والدولية"،موضحا أن تجربــة العدالة الانتقالية ليســت من التجارب الحديثة وثبــت نجاحهــا ،مؤكدا على تعمد اطراف الانقسام ورغبتهم في تجاوز الخطوات الاساسية من الاعتراف بالاخطاء للاعتذار عنها والتعهد بعدم تكرارها ورد المظالم للناس التي بينها الدراسة .

واشار الى أن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان تتواصل جراء غياب مؤسســات النظام السياسي القادرة على وقف الانتهاكات ومراعــاة حاجــات المواطــن والدليــل على ذلــك التركيز على البعد السياسي والابتعاد عــن النواحــي الاجتماعيــة وبالتالي يتطلب في الأساس الاعتــذار والاعتــراف بالخطأ لاســيما فــي ظل ممارســة أطراف المصالحة للانتهاكات ولا يمكن وقفهــا جراء غياب مؤسســات النظام السياسي والقضائي محذرا من ثوران الذاكرة لدى المكلومين والموتورين والذين لم ولن ينسوا الاذى الذي لحق بهم او باقاربهم وفق قوله.

هذا وقد اثارت الدراسة العديد من التساؤلات حول عملية المصالحة الفلسطينية كما قال محمد صالح منسق شبيبة حزب الشعب ، وانها كشفت بان عملية المصالحة الفلسطينية تجاهلت العديد من المراحل والخطوات الاساسية لاي عملية مصالحة وقفزت عنها ,ومن اهمها الاعتراف من طرفي الانقسام حركتي فتح وحماس بالاخطاء والانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان التي مارسها طرفي الانقسام ، والاعتذار للشعب الفلسطيني عن ما سبباه في حقه وحق قضيته الوطنية ، ومن ثم التعهد بعدم تكرار اعمال العنف ومبدأ الاحتكام للقوة ، ورد المظالم للناس، التي من شأنها التأسيس لمصالحة وطنية حقيقة قائمة على التسامح وجبر جراح الماضي، وتؤسس لمرحلة بناء الثقة .

ودعا الشباب والجماهير الفلسطينية لفعاليات 10شباط لانهاء الانقسام التي تنظمها شبيبة حزب الشعب الفلسطيني.