رام الله - معا - أكدت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سوراج، اليوم الأحد، على موقف بلادها الثابت من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ورحبت بمقترح نظيرها الفلسطيني، د. رياض المالكي على تشكيل لجنة وزارية مشتركة، من أجل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
جاء ذلك خلال استقبال الوزير المالكي لنظيرته الهندية، في مقر وزارة الخارجية برام الله اليوم الأحد، بحضور وكيل وزارة الخارجية الهندي ومدير عام وزارة الخارجية والسفير الهندي لدى دولة فلسطين، ووكيل وزارة الخارجية الفلسطيني تيسير جرادات، ومساعد الوزير للشؤون الآسيوية والإفريقية مازن شامية.
وأشاد د. المالكي بالعلاقات الفلسطينية الهندية التاريخية والمميزة، التي تجمع الشعبين والقيادتين الهندية والفلسطينية، وعبر عن شكر وتقدير القيادة والحكومة الفلسطينية لجمهورية الهند حكومة وشعباً، على الدعم السياسي والاقتصادي والتنموي التي تقدمة للشعب الفلسطيني ومؤسساته الحكومية وغير الحكومية.
وأطلع د. المالكي الوزيرة سوراج، على آخر التطورات السياسية في الأرض الفلسطينية المحتلة، في ظل تدهور كبير للعملية السلمية والتفاوضية جراء الانتهاكات الخطيرة والمستمرة التي تقترفها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته الإسلامية والمسيحية، المتمثلة باستمرار الاحتلال والاستيطان وتهويد مدينة القدس، بالإضافة لمواصلة الاعتداءات والاقتحامات للمقدسات الإسلامية والمسيحية وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.
وأشار د. المالكي إلى ما أقدمت عليه العصابات اليهودية من المستوطنين اليوم، بالاعتداء على كنيسة "رقاد السيدة العذراء" في الجزء الجنوبي من أسوار البلدة القديمة في القدس، بالإضافة للاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين المتطرفين تحت حماية قوات الاحتلال، في ظل تنامي حملات التحريض الإسرائيلية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، ما يعكس السياسة الإسرائيلية الرامية لتحويل الصراع إلى صراع ديني لا يمكن السيطرة عليه.
وشدد د. المالكي على ضرورة تدخل المجتمع الدولي الفاعل في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفق مبدأ حل الدولتين، وتحديد سقف وجدول زمني لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وبحث الوزيران التعاون الثنائي المشترك بين البلدين، والمشاريع التنموية التي تقدمها الحكومة الهندية للشعب الفلسطيني في العديد من المجالات، خاصة تنفيذ مشروع بناء المعهد الدبلوماسي الفلسطيني، كما بحثا سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مجال الزراعة وتكنولوجيا المعلومات ومكافحة الإرهاب، واتفقا على تشكيل لجنة وزارية مشتركة برئاسة وزارتي خارجية البلدين.
وشدد المالكي على أهمية الهند على الصعيدين الإقليمي والدولي، متمنياً تكثيف جهودها ودورها الهام والمميز في إحراز تقدم في العملية السلمية، وتعزيز فرص الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.
من جانبها، أعربت الوزيرة سوراج عن موقف بلادها الثابت من القضية الفلسطينية، مؤكدة أن لا تغير في موقف وسياسة الهند الخارجية من القضية الفلسطينية، مستذكرة كافه المواقف والمحطات التاريخية للهند بالتصويت لصالح فلسطين في المحافل الدولية، خاصة في الأمم المتحدة ومنظماتها التابعة لها، كما أعربت عن رغبة بلادها في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى تأكيد استمرار تقديم الحكومة الهندية الدعم السياسي والدبلوماسي والتنموي لدولة فلسطين.
وفي الختام، تبادل الوزيران وجهات النظر والأفكار حول الأوضاع الامنية في منطقة الشرق الأوسط، حيث توافقا على أهمية توحيد كافة الجهود الدولية، من أجل تحقيق وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.