نشر بتاريخ: 19/01/2016 ( آخر تحديث: 19/01/2016 الساعة: 11:14 )
رام الله- معا- قالت وزارة الخارجية انها تجد نفسها مضطرة وللمرة الأولى في ادانة التدخل الإسرائيلي عبر بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي، والتي وبناء على مطالبة إسرائيلية مباشرة تبنت موقف الاحتلال ودافعت عن ارهاب المستوطنين ووفرت الغطاء والحماية لجرائم الاحتلال من خلال اعاقتها إصدار بيان متجانس يعكس حقيقة الوضع على الارض، وفرضها للغة مخففة تعفي إسرائيل من الادانة وتضع دولة الاحتلال والشعب تحت الاحتلال في نفس الخانة وبنفس المستوى. وتابعت الوزارة أن هذا جاء في الوقت الذي ترحب فيه وزارة الخارجية الفلسطينية بالبيان الصادر عن المجلس الوزاري للاتحاد الاوروبي في اجتماعه اليوم والمتعلق بالقضية الفلسطينية، والذي صدر بعد طول مخاض نتيجة للتدخل السافر من قبل دولة إسرائيل في مجريات المفاوضات الداخلية الأوروبية التي استمرت لايام عديدة بين مكونات دول الاتحاد الاوروبي بهدف الوصول الى مواقف موحدة من الموضوع الفلسطيني وخاصة ما له علاقة بالاحتلال الإسرائيلي والنشاط الاستيطاني المسعور والموقف من المستوطنات بشكل عام ومنتجاتها بشكل خاص.
وقالت: انها وهي تعلم تماما حقيقة ما جرى من مناقشات وطبيعة مواقف تلك الدول، وخاصة الدول الخمس من مجموع الثماني والعشرون التي لم تكتف بعدم اظهار اي اهتمام بالحق الفلسطيني والوجود الفلسطيني، وانما انبرت بكل شراسة دفاعا عن ارهاب المستوطنين في محاولة منها لابعاد اية تهمة عن دولة الاحتلال وحمايتها من اية ادانة اوروبية حتمية. ان وزارة الخارجية ليس فقط تعرف من هي تلك الدول التي رفضت الاعتراف بما يتعرض له الفلسطينيين من معاناة وجرائم، وانما ذهبت بعيدا حين تطوعت للدفاع عن الاحتلال والاستيطان وارهابه من قتل وحرق لعائلات فلسطينية وهدم المنازل وتخريب المحصولات، مستغلة حالة الإجماع المطلوبة داخل الاتحاد الأوروبي لفرض رغبتها التي هي رغبة الاحتلال الإسرائيلي، لدرجة ان وزير خارجية احدى دول الاتحاد وجه كلامه الى الوزير المنبري دفاعا عن إسرائيل بقوله: اخجل ان ارى وعبركم كيف ان دولة غير عضو في الاتحاد تفرض على الاتحاد رأيها وتتدخل في قراراته.
واعلنت جاهزيتها لمتابعة هذا الموضوع عبر مطالبة الدول العربية باعادة النظر في استثماراتها في تلك الدول وفي التعبير القوي عن رفضها لمواقف تلك الدول بطرق شتى، وكذلك عبر العمل مع الغالبية العظمى من الدول الاوروبية التي اصرت على الموقف المبدئي الذي يمثله الاتحاد ورفضت الخنوع للابتزاز من الاقلية من الدول التي ادارت ظهرها لتلك المبادئ.
وشكرت مسؤولة العلاقات الخارجية والامن في الاتحاد السيدة فيديريكا موغيريني على موقفها المبدئي والشجاع واصرارها على استصدار ذلك البيان رغم حالة الابتزاز القائمة، كما تشكر الوزارة الغالبية العظمى من الدول التي اظهرت ايضا مسؤولية عالية دفاعا عن مبادئ الاتحاد واخلاقياته، واستمرت بحزم في مواجهة تعنت دول الابتزاز، حتى تمكنت من استصدار هذا البيان الذي نرحب به لهذا السبب تحديدا، وتقديرا لجهودها خلال الايام الماضية من اجل موقف اوروبي مبدئي واخلاقي وقوي ومسؤول.