غزة- تقرير معا - ازدادت في الآونة الأخيرة التكهنات حول الخليفة المحتمل للرئيس محمود عباس الذي تجاوز الـ 80 عاما في ظل تقارير تشير الى وجود صراعات مكتومة حول خلافته .
ويرى محللون سياسيون في حديث لمراسل "معا" هذا الملف الشائك ومصدر قلق وازعاج للشعب الفلسطيني في ظل انسداد الافق السياسي مع الاحتلال الاسرائيلي وحالة الانقسام المستمرة على الساحة الفلسطينية.
وقال المحلل السياسي طلال عوكل :"أنا كمواطن..هذا الملف مقلق ومزعج في ظل حالة الانقسام والحالة الفلسطينية بشكل عام".
وأضاف:"المفروض أن تكون الاوضاع مهيأة لطوارئ من هذا النوع ..ليس هناك انتخابات ولا توافق وطني ولا طوارئ لأن الرئيس متقدم في السن والأعمار بيد الله بالتالي تمضي كل الفترة بدون أن نحضر انفسنا لكي يكون هناك بديل او مرشح اخر".
وتابع عوكل :" تسأل أي مواطن .. من الشخصية المؤهلة بعد الرئيس عباس. لا أحد يعرف وهذا التيه يعكس نفسه بحالة من القلق على الوضع وبالنظر للخلافات الجارية فان التنافس شيء مؤسف ومزعج قد يقودنا الى مزيد من الفوضى والانقسام والصراعات الداخلية التي تأكل من اللحم الفلسطيني بدون نهاية".
واستبعد الكاتب والمحلل السياسي أن يقدم الرئيس عباس على الاستقالة او التنحي في ظل المخاطر التي تحيط بالقضية الفلسطينية ولتفويت الفرصة على الاحتلال بالانفراد بالشعب الفلسطيني.
وقال :" من الصعب أن يعلن الرئيس الاستقالة أو التنحي..هذا ليس الرئيس المصري الاسبق مبارك او الرئيس التونسي الاسبق زين العابدين بن علي..هذا رئيس منظمة التحرير وفتح اكبر فصيل فلسطيني ورئيس السلطة.
وأردف:أن يترك الرئيس الامور بهذه الطريقة ستفجر صراعات لا تتوقف بدون حلول وانقلابات .. والاحتلال موجود لاستغلال الظرف ، وهذا الاحتمال سواء الاستقالة أو التنحى غير وارد".
وقال عوكل :"ننتظر من الرئيس أبو مازن بنفسه باعتباره صاحب القرار في حركة فتح والسلطة والمنظمة أن يباشر بآليات مناسبة في هذا الملف اهمها التوافق الوطني حتى لا يؤدي الى تأبيد الانقسام".
واستبعد أن يقدم الرئيس على تعيين نائب له، قائلا:" هذا ليس واضح من اهتمام الرئيس حيث عين صائب عريقات امينا لسر منظمة التحرير بدلا من ياسر عبد ربه ، وهو ما فهم أن هذا هو مرشحه لان امين السر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو لجنة مركزية في حركة فتح يعد الرجل الثاني في المنظمة لكن اتضح ان الوضع لم يستقر في حركة فتح على التعيين الذي اجراه الرئيس".
بدوره، يأمل الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أحمد عوض ان تكون عملية اختيار الرئيس المقبل سلسة وديمقراطية.
ويرى عوض أن عملية اختيار رئيس للشعب الفلسطيني ليست سهلة ومعقدة ويتدخل فيها عدة امور وضغوط دولية واقليمية واسرائيلية ، بالاضافة إلى الأوضاع الفلسطينية الداخلية وهذا يجعل اختيار الرئيس مسألة ليست سهلة".
وفيما يتعلق بتعيين نائب للرئيس، يقول عوض:"هذا الأمر يحتاج لتغيير القانون الاساسي ..لأن تعيين نائب ليس موجودا في النظام الفلسطيني" .
ويضيف الكاتب والمحلل السياسي عوض :" عندما تغيب الديمقراطية تحضر التوافقية.. في الوقت نفسه عندما نفتقر الى الديمقراطية ستاتي التدخلات والتأثيرات وفرض الامر الواقع".
تقرير: أيمن أبو شنب