بئر السبع - معا - أكد رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، في مؤتمر "القرى غير المعترف بها، صمود من أجل الاعتراف" على "ضرورة تصعيد النضال الشعبي"، كاشفا النقاب عن نيته الخروج بمسيرة أخرى من إحدى القرى غير المعترف بها باتجاه الكنيست خلال الشهرين القادمين.
وأضاف في الجلسة التي عقدت يوم الخميس : "في خطابي الأول في الكنيست تحدثت عن ضرورة الاعتراف وذكرت في اكثر من مناسبة قضية القرى غير المعترف بها وأتيت على ذكر أسماء القرى وتحدثت عنها بالتفصيل". وتابع قائلا: "لقد طرحت الموضوع في لقاءات جمعتني مع رئيس الحكومة ورئيس الدولة وفي جولات في الولايات المتحدة".
اما عضو الكنيست عن حزب ميرتس تمار زاندبيرغ فأعربت عن تضامنها الكامل مع مسعى الاعتراف وقالت "يجب علينا العمل على إيقاف مسلسل هدم البيوت". كما وجهت النقد لسياسات التخطيط في النقب "كعضو في لجنة الداخلية لم اشهد يوما امرا مماثلا لإجراءات التخطيط مع البدو من تعدي على حقوق الملكية ومصادرة أراضي ومن دون مناقشة الجمهور".
هذا وافتتح سلطان أبو عبيد، مدير فرع "شتيل" بئر السبع جلسات المؤتمر مرحبا بالحضور ومشددا على اهمية طرح الموضوع للنقاش بعد انقطاع، معربا عن سعادته بالحضور "تواجدكم الكبير اليوم هو رسالة باننا لن نكل ولن نيأس ولن نصاب بالإحباط ونستمر بالعمل على انتزاع الاعتراف بقرانا".
بدوره عبر عطية الاعسم، رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها عن قناعته " بتصميم سكان القرى غير المعترف بها على الصمود والثبات في ظل السياسات والممارسات الهمجية للسلطات الاسرائيلية " على حد وصفه. كما تحدث محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا عن مركزية قضية القرى غير المعترف بها في عمل لجنة المتابعة "قضية القرى غير المعترف بها حظيت وستحظى باهتمام كبير من لجنة المتابعة وتمثل الشاهد الاكبر على سياسات التمييز والتهميش التي تنتهجها حكومات اسرائيل المتعاقبة ضد المواطنين العرب".
وافتتح رئيس اللجنة المحلية في قرية وادي النعم لباد ابو عفاش الجلسة التي ناقشت واقع القرى غير المعترف بها، سرد فيها قصة صمود قرية وادي النعم التي توجت بالاعتراف الضمني في المجلس القطري للتخطيط والبناء قبل اكثر من اسبوعين.
وشدد على ان "الصمود يتطلب منا النفس الطويل وهي معركة عض اصابع فقد تعرضنا في السابق لكافة انواع الضغوطات والممارسات لدفعنا على الاذعان وقبول مخططات السلطة وقابلنا ذلك بالإصرار والتصميم من خلال الاضرابات والمظاهرات ولجئنا ايضا الى الاستعانة بالمرافقة المهنية من جهات مختصة بالتخطيط والقضاء لتقوية حجتنا ودحض اقاويل السلطة عن استحالة تطبيق الاعتراف لضرورات تخطيطية " واضاف "وما هي الا حجج واهية".
وتحدثت الصحفية والناشطة صابرين أبو كف عن أهمية توثيق واقع القرى وسرد رواية مغايرة لا تحصر وتختزل واقع القرى بالصور النمطية من البئس وصور الضحية بل تؤكد على حيوية مجتمعها النابض بالحياة. عملية التصوير والتوثيق تبعث على التفكير وتترجم معاني الصمود من دون اللجوء للخطابة والشعارات".
وأضافت: "ان قرية ام بطين التي انتزعت الاعتراف قبل عقد من الزمن ما زالت تعاني من عمليات الهدم التى تطال البيوت"، وحذرت صابرين من "تفاقم الاوضاع الصحية جراء مرور وادي الخليل ومياه الصرف الصحي من المستوطنات المجاورة المتدفقة فيه".
خليل دهابشة من اللجنة المحلية في قرية الفرعة تحدث عن الخطر الداهم الذي يواجهه سكان قرية الفرعة بعد المصادقة على المخطط لانشاء منجم الفوسفات "برير" على اراضي القرية. وذكر في معرض حديثه انه "تم توسيع المسطح التخطيطي للمنجم ليطال كامل اراضي قريتي الفرعة والزعرورة بعد اقتصار المخطط الاصلي على الاراضي الى الجنوب الشرقي من القريتين".
وتجدر الاشارة الى ان قرية الفرعة حصلت على قرار الاعتراف عام 2006 وتم تجميد الاجراءات الخاصة بالاعتراف من صياغة مخطط هيكلي بعد الكشف عن مناجم الفوسفات. وتابع دهابشة حديثه قائلا "الناس ليس دمى كي ينقلوا من مكان لمكان فلهم ماضي وحاضر ومستقبل يربطهم بارضهم ويتعطرون بعبقها على مر الاجيال" . وأكد "ان هذه المخططات ستبوء بالفشل على صخرة صمود اهل الفرعة "اود ان اطمئنكم ان اهلنا في الفرعة صامدين وسيفشلون هذا المخطط كما فعلوا في السابق".
ودعا رائد ابو القيعان ممثل اللجنة المحلية في قرية ام الحيران الى "تضافر الجهود للتصدي للمخطط لاقتلاع قرية ام الحيران"، وقال "ام الحيران اصبحت رمزا لتفشي سياسة الفصل العنصري التي تتمثل باقتلاع قرية عربية قائمة والزج بمستوطنين مكانهم".
المخططة نيلي باروخ استعرضت المخططات القائمة وتحدثت عن اكثر من 23 مستوطنة مزمع اقامتها في النقب وذلك ضمن سياسة واضحة بتهويد الحيز. احد الامثلة الصارخة على عنصرية هذه النهج هو المخطط لإقامة مستوطنة جديدة باسم "نافيه غوريون" على اراضي قرية بير هداج المعترف بها الامر الذي يتعارض مع مبادئ التخطيط الاسرائيلية ذاتها.
وتحدث البروفيسور ارون يفتاحيئل المحاضر في جامعة بن غوريون واحد القائمين على "المخطط التوجيهي البديل للاعتراف بالقرى غير المعترف بها" عن "ضرورة المبادرة وطرح الحلول الممكنة وعدم النزوع لردود الفعل فقط". وقال: "لقد سحبنا البساط من تحت ادعاء الحكومة القائل بعدم توفر بديل وان العرب البدو يرفضون اي حل".
واضاف "هذا المخطط يفي بكل المعاير المهنية التي يتم العمل بها ويستند على ارضية معرفية راسخة". وتابع قائلا "التخطيط يجب ان يخدم احتياجات السكان ويأخذ نمط حياتهم بالحساب فالتوزيع الجغرافي في الحيز هو تعبيرا عن العلاقات الاجتماعية وهوية المجتمع".
واختتم المؤتمر بجلسة سياسية - وجهها مراسل معا الصحفي ياسر العقبي - حضرها كل من أيمن عودة، المرشح الاول في القائمة المشتركة وعضو الكنيست عن حزب ميرتس تمار زاندبيرج وجمعة الزبارقة عضو المكتب السياسي عن التجمع الديمقراطي وعطية الاعسم رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها.
وأكد المشاركون في الجلسة على "ضرورة مواكبة العمل البرلماني واستغلال هامش العمل المتاح والمناورة في باب تحقيق الاعتراف". جمعة الزبارقة اكد على "هيمنة الخطاب التحريضي على جدول عمل الكنيست الاسرائيلي"، وشدد على "العمل الشعبي كرافعة لاي جهد برلماني يبذل".
اما ايمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، فتحدث عن مواصلة عمله من اجل الاعتراف بالقرى وقال: "لقد ذكرت في اول خطاب لي قضية القرى غير المعترف بها وانطلقت في مسيرة الاعتراف التي وضعت قضية القرى غير المعترف بها محل اهتمام محلي ودولي وما الاعتراف الاخير بوادي النعم التي انطلقت منها بمسيرة الاعتراف الا جنيا لثمار عمل دؤوب ومتواصل".
عضو الكنيست تمار زاندبيرغ اكدت التزام حزبها بقضية القرى غير المعترف بها قائلة "نحن عملنا في السابق وسنعمل لتغير هذا الوضع".
هذا وتقرر الدعوة لورشات لمناقشة اليات النضال في موعد لاحق وتعتزم الجهات المنظمة بإجراء هذه الورشات في القرى غير المعترف بها لتسهيل وتيسير المشاركة.