الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محترفون برسم البيع

نشر بتاريخ: 23/01/2016 ( آخر تحديث: 23/01/2016 الساعة: 14:24 )
محترفون برسم البيع
بقلم : خالد القواسمي
سيناريو الاحتراف في انديتنا رغم خطوطه البارزة والعريضة الا أن التكرار والوقوع في نفس الاخطاء لازال مسيطرا على الجميع ويعاد المشهد في كل فترة انتقالات يسمح بها اتحاد كرة القدم تتهافت الاندية وتصل الليل بالنهار لجلب اللاعبين والحصول على تواقيعهم دون ادنى تفكير حقيقي بمستواهم الفني وجهوزيتهم ، ومع انتهاء اخذ بصمة اللاعب وتوقيعه ينتشر الخبر كالنار في الهشيم وتمتلىء صفحات التواصل الاجتماعي وتنشغل الاذاعات بالردح والتهليل والتطبيل والتزمير وكما قالها اجدادنا (هات يا رجال هات) وكان الموضوع انجاز كبير وعظيم وان بطولة الدوري قد تحققت بمجرد قدوم صاحب اللمسات المهولة عبقري زمانة والهداف صاحب الحذاء السحري الخاص بتسجيل الاهداف في مرمى الخصوم .

وفي اولى خطواته التدريبية مع فريقه الجديد وبعد عملية التلميع الاعلامي المصاحبة للهالة الكبيرة من الادارين وهمساتهم وكأن اللاعب المنقذ للفريق قد أتى لتحقيق حلم الحصول على البطولة نشاهد العجب العجاب من انتظار واستقبال جماهيري على المدرجات ليفتح اللاعب ثغره البسام مندهشا مما يشاهده من احتفاء يدخله في عالم الاحلام وعند بدء التدريب يتألق في استعراض بعض الحركات البهلاونية في تناقل الكره تصدح معها الحناجر وتجحظ العيون شاخصة وبعد عدة تمريرات يزداد التفاؤل وكان الامر قد انتهى وان درع بطولة الدوري قد اصبح في خزائن النادي.

ومع بدء المباريات الحقيقية والمعترك الميداني يبرز على السطح موسم التحليلات من خبراء التحليل ويدلي ابو العريف بدلوه وابو العريف اسم ينطبق على الكثيرين ومن يستمع لهم يخال نفسه امام خبراء قل نظرائهم ولم يتبق من خلال تحليلاتهم الا ان يضعوا نتيجة المباراة وتنتهي كما قالوا ويحظى اللاعب المحترف قبل موعد الصافره بهالة غير مسبوقة وتتحدث الصحف عن الموهبة والصفقة الكبرى اللاعب الفلته عبقري زمانه وتلاحقه كاميرات رجال الصحافة والاعلام ويتهافت الاداريين والمشجعين لالتقاط الصور وينتشر السلفي والعبقري خلفي وتمني الجماهير نفسها بانطلاق صافرة البداية لتشاهد نجمها وفارس احلامها لتتفاجأ بأن مستواه الحقيقي لا يرتقي لمستوى لاعبي النادي ممن ترعرعوا بين اروقته وتدرجوا في اللعب بفرق الاشبال والناشئين والشباب وصولا للفريق الاول ويرتكنوا على دكة الاحتياط ويحرم عليهم ممارسة النقد كونهم ابناء النادي ومن المعيب عليهم توجيه الانتقادات والحجة جاهزة هي الانتماء ومن ينتمي لناديه يحرم عليه الحديث وكانه قد فعل فعلة مشينه وبعد فشل اللاعب المحترف والاقتناع (بالخازوق ) بعد فوات الآوان بفشل المهمة يوضع تحت بند محترف برسم البيع في محاولة لعلها تصيب لاسترجاع جزءا مما تم صرفه.


وتبدأ الحكاية والتبريرات من اصحاب القرار ولجنة التعاقدات التي هي في الاصل دخيله على الرياضه انما هم ممن يمتلكون الرصيد المالي الذي أتى بهم للنادي واصبحوا بفضله لهم الباع الطولى في اتخاذ القرار وفي الحديث والافتاء في كرة القدم وشؤونها وللهروب من الموقف والجدال الذي بدأ يدور عن مستوى اللاعب المتوسط او ربما أقل يتحايلون على الجماهير الغاضبه بعد شربهم للمقلب وتبدأ عملية البحث عن بديل لعل وعسى وتقع نفس الاخطاء وتعود حليمة لعادتها القديمة ولا يتعظون من التجارب .

فيا انديتنا ويامن تتحكمون في مسيرتها نقول لكم اعطوا الخبز لخبازه ولا تنجروا ولا تقحموا انفسكم في صلب عمل الاجهزة الفنية ومن له اختصاص اتركوا ملفات الاحتراف لاصحاب الكفاءة واستجلبوا الخبراء ذوي المهنية للاشراف على الفئات السنية المختلفه للعمل على صقل مواهبهم ليكونوا الرافد الاساسي للفريق الاول والاستغناء عن التعاقدات البلهاء والارتكان على سياسة جلب اللاعب الجاهز كفاكم صرف اموال طائله يكفي القليل منها لغرس نبته تثمر ثمارا يانعة من اللاعبين يضاهون من تجلبون من هنا وهناك ولتعملوا لمستقبل انديتكم فهل يعقل بان محافظة على سبيل المثال لا الحصر كمحافظة خليل الرحمن يبلغ عدد سكانها (800) الف نسمة وتزخر بالطاقات الشبابية والرياضية لا تستطيع خلق فريق كروي وفي المقابل قرية كوادي النيص تعدادها لم يتجاوز الالف مواطن بين طفل وشاب وفتاة وشيخ وامرأة لديها شبه اكتفاء ذاتي وحصد فريقها بطولات ومثل فلسطين خارجيا اليس هذا بأمر مستغرب اين الخلل هل هو في ضعف الرياضة المدرسية ام في الاندية التي لا تعير اي انتباه وتهمل استكشاف اللاعبين المميزين فاين لجان الاستكشاف في الاندية اعرف الاجابه لا يوجد اصلا في قواميسكم ما يسمى بلجنة استكشاف اللاعبين في المدارس والحواري والتجمعات رحم الله مدرسينا واطال في اعمار ممن هم على قيد الحياة فقد كانوا على علم ودراية في العمل الرياضي اكثر مما هو الان وكان التنافس فيما بينهم لخلق فرق مدرسية ورفد المميزين من اللاعبين وابتعاثهم للاندية كما يدعوني ذلك لاستذكار بطولات الحواري التي كانت تقام بكثرة وينتج عنها اكتشاف لاعبين اصبحوا بعد اكتشافهم واستقطابهم من الاندية من افضل اللاعبين في الوطن وتغنت بهم الجماهير فاين نحن من ذلك ولكن يبدو انه لا حياة لمن تنادي فالمال اعمى الابصار.