نشر بتاريخ: 24/01/2016 ( آخر تحديث: 24/01/2016 الساعة: 12:14 )
بيت لحم- تقرير معا- تكتسب الأوضاع الداخلية التي يعيشها المواطن الفلسطيني أهمية خاصة، فمنذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر والهبة الشعبية متواصلة في مختلف بقاع فلسطين، وكثرت التحليلات بشأن مستقبل هذه الهبة ومدى استمراريتها.
وفي هذا السياق، توقع خبراء عسكريون استمرار الهبة الشعبية لاشهر طويلة، وإن تحولها لانتفاضة مسلحة يقف عند عملية "نوعية خارجة عن المألوف" لا يتحملها الطرف الآخر.
وقال الخبير العسكري واصف عريقات لوكالة معا: إن الهجمات الإسرائيلية وجرائم الحرب بحق الفلسطينيين ستدفع باتجاه تدخل مسلح فلسطيني وصفه بـ"الحرب الشعبية"، مؤكداً ان الباب مفتوح على جميع الاحتمالات.
وأوضح عريقات ان الرسم البياني للهبة الجماهيرية يظهر تنوعا وتطورا في الأداء الإسرائيلي يقابله صمود فلسطيني وتطور في العمليات.
وأضاف ان إسرائيل تدرك ان العمليات الفردية يمكن ان تؤدي إلى عمليات جماعية وخلايا منظمة تندمج فيها الفصائل والسلطة، لافتا ان إسرائيل تحاول ان تستبق الأمور بإعادة نشر جنودها في مناطق كانت مهجورة بالسابق.
وحمل عريقات مسؤولية تصاعد الأحداث للحكومة الإسرائيلية، مؤكدا ان رد الفعل الفلسطيني يعتمد بالأساس على "السلوك الإسرائيلي."
وقال "إن الغضب الجماهيري تفجر، ونحن أقرب الى حرب شعبية شاملة تأخذ المدى الطويل، لا يمكن التنبؤ في بدايتها ونهايتها"، مضيفا" ان معظم الفلسطينيين وصلهم العقاب الاسرائيلي، كل بيت قدم شهيدا أو جريحا أو اسيرا". حسب قوله.
واستشهد منذ بداية الهبة الجماهيرية مطلع تشرين الاول الماضي نحو 163 شخصا وأصيب أكثر من 17 الف شخص بالرصاص والمطاط والغاز والاعتداء.
من جانبه، قال الخبير الامني الدكتور محمد المصري: ان اسرائيل تبحث عن الذرائع من اجل نقل الفلسطينيين الى المربع المسلح، خاصة في ظل انشغال العرب بالثورات والحروب القائمة، وعدم وجود سند ودعم عربي لفلسطين.
واكد ان هناك تقديرات اسرائيلية بان الوضع لن يبقى بعيدا عن التسلح، وهناك امكانية للصدام، متوقعا تواصل الهبة الشعبية لمدى غير معلوم.
وقال ان أي عمل خارج عن المأولف "عملية نوعية" يسقط خلالها شهداء فلسطينيين أو قتلى اسرائيليين بشكل كبير ستؤدي الى انفجار الاوضاع وصدام حتمي". وهذا ما دفع الاسرائيليين لاعادة تموضعهم في اماكن انسحبوا منها خلال الفترة الماضي والدفع باربع فرق عسكرية بالضفة الغربية.
وأضاف ان اسرائيل تخشى المخيمات التي لم تنخرط بشكل كامل مع الهبة حتى اللحظة، لذلك بدأت تستعد لعمليات داخل المخيمات. وأشار الى ان الحراك الشعبي حقق هدفا مهما حتى اللحظة وهو قمع المستوطنين، وحد من تحركاتهم وتهديداتهم.
بدوره اتفق الدكتور نظام صلاحات المحاضر في قسم العلوم الامنية في جامعة الاستقلال مع سابقه بالرأي باستمرار الاحداث لمدة غير محددة.
لكنه رفض اطلاق مصطلح "هبة شعبية" على ما يجري واصفا اياه بـ الصدام غير المنظم يعتمد على عمليات فردية باستخدام اسلحة متوفرة للجميع كالسكاكين، قائلا ان تطور الاحداث الى انتفاضة مسلحة فرصته ضعيفة دون حاضنة تنظيمية وسياسية وفي ظل الانقسام الفلسطيني.
وقال ان الهبة تكون لفترة محدودة والحاضنة للاحداث الحالية هي اجتماعية.
تقرير وجدي الجعفري
.jpg?_mhk=780281a78ac88c1bd6f552fbf3a16d0d211367f3d3b019b9648e44620508943772d47aa5dc24543ad5e2dba8245f96c5' align='center' />