الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة- اعلاميون واكاديميون يناقشون دراسة "مدى" حول الاعلام الجديد

نشر بتاريخ: 24/01/2016 ( آخر تحديث: 24/01/2016 الساعة: 19:18 )
غزة- اعلاميون واكاديميون يناقشون دراسة "مدى" حول الاعلام الجديد
غزة- معا- أوصى إعلاميون وأكاديميون، اليوم الاحد، خلال جلسة نقاش نظمها المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" في غزة حول دراسة "المواطن وحرية التعبير في فلسطين- غزة نموذجا" التي أصدرها مؤخراً، بضرورة العمل لإيجاد بيئة إعلامية وقانونية داعمة لحرية الإعلام، والاهتمام بالإعلام الجديد.

وشدد المشاركون في الجلسة التي شارك فيها عشرات الاعلاميين والاكاديميين والمدونين وممثلون عن العديد من المؤسسات الأهلية التي تعمل في حقل الإعلام على العمل لبناء استراتيجية للخطاب الإعلامي الفلسطيني، وإبراز متطلبات تعزيز حرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان، والتوعية بالأبعاد الأخلاقية والقانونية لصحافة المواطن في فلسطين.

وقدم منسق مركز مدى في قطاع غزة د. أحمد حماد نبذة عن نشاطات المركز الهادفة الارتقاء بواقع الحريات الإعلامية في الضفة والقطاع عبر سلسلة من البرامج والأنشطة.

وأشار حماد إلى ان الدراسة جاءت ضمن مساعيه الهادفة بالإسهام في معالجة وتسليط الضوء على بعض القضايا، بما يسهم في تطوير وتنمية الإعلام في فلسطين وتعزيز حرية التعبير وإصلاح البيئة القانونية للإعلام.

ولفت إلى مساهمة صحافة المواطن في تعزيز حرية التعبير ودورها في إثارة وتسليط الضوء على القضايا المجتمعية المختلفة، انطلاقا مما أتاحته لجميع المواطنين من فرص للمشاركة في تقديم وصناعة المحتوى الإعلامي عبر ما توفره من أدوات ومنصات سهلة ومجانية للوصول إلى الجمهور ولإبداء الرأي في مختلف القضايا.

وقدمت الباحثة ميرفت أبو عوف التي أنجزت هذه الدراسة عرضا عن ابرز ما خلصت اليه فضلا عن الادوات البحثية التي استخدمتها موضحة انها استخدمت 3 أدوات بحثية هي الاستبيان والمقابلات المعمقة التي اجرتها مع مجموعة من الاعلاميين والمواطنين الصحافيين فضلا عن متابعتها صفحات مجموعة من المواطنين الصحافيين كأداة مكملة للتعرف على انماط السلوك وما يقومون بنشره عبر المنصات التي يستخدمونها.

وتناولت الدراسة جملة من العناوين المتصلة بصحافة المواطن من بينها علاقة صحافة المواطن بوسائل الاعلام الاخرى، وما اصبحت تشكله كمصدر مبادر في اثارة العديد من القضايا ويزداد اللجوء اليها من قبل وسائل الإعلام التقليدية، والمعيقات التي تواجهها صحافة المواطن والثغرات التي تعانيها ودورها في تعزيز حرية التعبير والدور النقدي للمواطن في فلسطين.

وتخلل الجلسة حوار ونقاش مستفيض حول الدراسة، وما خلصت له الباحثة من نتائج ودعا المشاركون الى اجراء دراسات مستقبلية حول وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على حرية التعبير.

وأشارت الباحثة ابو عوف الى أن 88% من المبحوثين يرون ان صحافة المواطن ساهمت في تعزيز حرية الرأي والتعبير، وأظهرت أن دوافع وأهداف المواطنين الصحافيين من وراء نشاطهم هذا متباينة حيث قال 64% ان الهدف من ممارستهم العمل كصحافيين مواطنين هو التعبير عن آرائهم بينما عزا 42% منهم ذلك إلى "إطلاع الرأي العام العالمي على حقيقة ما يجري في قطاع غزة" وقال 40% بأن السبب يعود إلى خدمة المجتمع الفلسطيني، في حين قال 30% أنهم يهدفون من نشاطهم هذا "إيصال رسالة معينة" وقال 26% أن ذلك يأتي بدافع رغبتهم في المشاركة المجتمعية و 20% قالوا أن هدفهم هو "التعبير عن توجهات سياسية وتنظيمية" ومثلهم 20% قالوا ان ذلك نتاج حبهم وهوايتهم لممارسة العمل الصحفي، في حين قال 8% أنهم يهدفون من وراء ممارستهم صحافة المواطن "تحقيق الشهرة والمال" و 4% قالوا ان هدفهم او دافعهم لذلك هو "التسلية والترفيه".

وأظهرت الدراسة أن السبب الاول لاستخدام وسائل صحافة المواطن هو "سهولة العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانتشارها الكبير" حيث قال بذلك 74% من المبحوثين في حين قال 42% ان السبب الأول عندهم هو شعورهم بـ"عدم استقلالية الاعلام في فلسطين" ومثلهم قالوا بان السبب يعود لـ "عدم وجود رقابة على وسائل التواصل الاجتماعي وفتحها لحرية التعبير في شتى القضايا".

واوضحت ابو عوف ان الدراسة كشفت بأن 74% من المبحوثين استطاعوا (أحيانا) تزويد وسائل الإعلام بأخبار ومعلومات حول الاوضاع في قطاع غزة بينما قال 26% ان المواطن الصحفي زود دائما وسائل الإعلام بأخبار ومعلومات عن قطاع غزة، وقال 56% انهم ساهموا في كشف قضايا فساد.

وحسب المبحوثين فان ابرز التحديات التي يواجهها المواطن الصحفي تتمثل بالتهديد بالاعتقال، او المساس بهم حيث قال بذلك 56% منهم تليه "الرقابة وتسلط الجهات الرسمية" بنسبة 50%.

وأوصت الدراسة بضرورة انجاز ميثاق شرف متفق عليه يسترشد ويستعين به المواطن الصحفي الناشط في فلسطين بحيث يشتمل على مجموعة من مبادئ ومعايير اخلاقيات المهنة وحقوق النشر والخصوصية والتوعية بمبادئ وأخلاقيات حرية التعبير للمواطن الصحفي وفقا للمعايير والمبادئ الدولية، وتشكيل تجمع للمواطنين الصحافيين والناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي يعمل كجهة داعمة لنشاطهم والعمل على تأهيل ابرز الناشطين من المواطنين الصحفيين وتعزيز خبراتهم ومهاراتهم ومعارفهم.

واكد المستشار القانوني لمركز "مدى" في قطاع غزة المحامي كارم نشوان، ان مستوى تراجع أو تقدم الحريات الإعلامية في فلسطين مرتبط بصورة وثيقة بالوضع السياسي القائم سواء كان على صعيد الاحتلال الإسرائيلي، أو على الصعيد السياسي الداخلي المتمثل باستمرار الانقسام، مشيرا الى ان الحريات الاعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بقيت تعاني نتيجة قمع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه واعتداءاتهم المتواصلة على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وبسبب انتهاكات الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وذكر نشوان ان مسألة صون الحريات الإعلامية تحتاج إلى نفس طويل وجهد مستمر على مدى سنوات طويلة، كما انه بدون زوال الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق المصالحة الفلسطينية، يصعب الحديث عن تحسن حقيقي في حالة الحريات الإعلامية.

وثمن استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر د. رياض العيلة جهود "مدى" على مساهمته في تعزيز المعرفة لدى فئات واسعة ومهمة في المجتمع الفلسطيني بما يخص حرية الرأي والتعبير وقوانين الإعلام المشرعة والنافذة في فلسطين.