السبت: 02/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاحتراف الاداري مطلوب ايضا

نشر بتاريخ: 25/01/2016 ( آخر تحديث: 27/01/2016 الساعة: 22:01 )
الاحتراف الاداري مطلوب ايضا

بقلم : عمر الجعفري
المحرر الرياضي

اظهرت العديد من الاراء واستطلاعات الرأي ان حركة انتقال اللاعبين الشتوية التي تمت قبل انطلاق مرحلة اياب دوري المحترفين ، ان هذه الحركة لم تكن وفق احتياجات الفرق الرياضية ،ولم تأت بناء على دراسة واعية ،سواء في طريقة التعاقد ، او فيما يتعلق باختبارات اللاعبين للتأكد من مستواهم الفني وكفاءتهم ، ولا باجراء الفحص الطبي للتأكد من مدى لياقتهم من الناحية الصحية ، ويسوق اصحاب هذا الرأي امثلة عديدة لتأكيد وجهة نظرهم ومنها :تعاقد العديد من الاندية باكثر من خمسة لاعبين وبعضها عزز فريقه بعشرة لاعبين ، حيث ان تعاقد الاندية مع هذا العدد الكبير من اللاعبين يؤكد حتى ان تعاقدات الصيف لم تكن مبنية على اساس حاجات الفريق ، ومن هنا تفاجأت ادارات الاندية والجماهير بتواضع مستوى هؤلاء اللاعبين واصبحت عملية التخلص منهم او ركنهم على مقاعد الاحتياط ضرورة ملحة ، اضافة الى الضخب الاعلامي الذي يرافق عملية الانتقال وكأن الهدف هو ارضاء الجماهير والتظاهر بأن ادارة النادي تعمل ،كما حملت القضية في طياتها نوعا من التباهي .


وقد اظهرت الانتقالات عدم دراية بطريقة انتقال اللاعبين وشروط انتقالهم ، ومن هنا اضطر اتحاد كرة القدم الى اصدار بيان بهذا الخصوص ، و لكن الامور بقيت على ما هي علية ، ولم تحقق الاندية الشروط المطلوبة لتسجيل لاعبيها  ، وحرصا من الاتحاد على مصلحة الاندية وخاصة ان بعضا منها دفع لهؤلاء مبالغ طائلة ، اضطر الاتحاد الى تأجيل انطلاق الدوري على امل ان تغلق الاندية هذا الملف وتنقل لاعبيها الذين تعاقدت معهم وفق الاسس المتعارف عليها والتي اقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم خاصة في موضوع اللاعبين المسجلين في اتحادات اخرى .

شيء اخر لفت نظري ان هذا الموسم شهد حركة نشطة في انتقال المدربين ، فما ان يخسر النادي مباراة حتى يقفز الى ذهن الادارة ضرورة الاستغناء عن المدرب ، المشكلة ان المدرب المسكين عندما يحقق الفوز تعتبره الادارة " سوبر مان "زمانه لكن عندما يخفق الفريق ويخسر تلصق به كل تهم العالم ،ويصبح هو سبب الخسارة علما بأن بعض المدربين كانوا سببا في تعاقد الاندية مع عدد من اللاعبين بالرغم من تدني مستواهم هدفهم من وراء ذلك الكسب المادي .

ان انتقال دوري كرة القدم من دوري للهواة الى دوري للمحترفين يتطلب من ادارات الاندية تأكيد احترافها الاداري وهذا لا يثبت الا من خلال الممارسة والعمل الناجح ويتطلب ذلك تغيرا في العقلية الادارية التي تدير الاندية كما يتطلب من اتحاد كرة القدم عقد العديد من الدورات لصقل مهارات الهيئات الادارية ووضع شروط للترشح من الانتخابات من اجل وصول اشخاص ذو كفاءة وقدرة عاليتين.

صحيح ان الاوضاع الاقتصادية والاوضاع المالية للاندية من اكبر العقبات التي تواجه العمل الاداري الا ان العديد من الاندية استطاعت بحنكة القائمين عليها تسيير امورها واثبات ذاتها على الساحة الرياضية الفلسطينية .