نشر بتاريخ: 26/01/2016 ( آخر تحديث: 28/01/2016 الساعة: 14:30 )
بيت لحم- معا- يعتقد الجيش الاسرائيلي بعد أربعة أشهر من اندلاع الهبة الجماهيرية الحالية بوجود امكانية كبيرة لحدوث تصعيد في الضفة الغربية ما لم تتخذ اجراءات تهدئة مرورا من تحسين الوضع الاقتصادي وصولا الى تعزيز التعاون الامني مع السلطة الفلسطينية، وفقا لما نشره اليوم الثلاثاء موقع "هآرتس" الالكتروني الناطق بالعبرية.
وأشار الجيش بايجابية عالية الى حقيقة عدم تنفيذ أي عامل فلسطيني ممن يحملون التصاريح لعمليات باستثناء عملية واحدة وقعت في منطقة "البانوراما" في تل أبيب التي كان منفذها يحمل تصريح "أقامة" في اسرائيل وآخر نفذ عملية في مستوطنة "موديعين" وكان يحمل تصريح عمل.
ورغم تراجع عدد العمليات بما في ذلك الصعبة منها وتراجع عدد المظاهرات والمتظاهرين، يصف الجيش الاسرائيلي العمليات التي شهدتها مستوطنات "عتنائيل، وتكواع، وبيت حورون" بالإشارات المقلقة التي تشير الى تغيير في الاتجاه.
ولا زال الجيش الاسرائيلي على اعتقاده ان الامر لا يتعلق بعمليات منظمة بل بشبان وفتية يعملون وحدهم بشكل غير منظم "عملية اثر اخرى وذات طابع مشترك"، لكن سلسلة العمليات الاخيرة التي وقعت داخل المستوطنات تثير مخاوف المؤسسة الامنية الاسرائيلية من امكانية ان تجر خلفها "مقلدون" يسعون الى محاكاتها وتنفيذ عمليات بذات النمط.
وأرجع الجيش الاسرائيلي انخفاض فرصة تنفيذ عملية اطلاق نار كبيرة كتلك التي شهدتها مستوطنة ايتمار على سبيل المثال الى متغيرين اثنين هما: عدم تدخل مسلحي تنظيم "فتح" في الاحداث الجارية حتى الان وعدم مشاركة غالبية الجمهور الفلسطيني الذي لم يخرج الى الشوارع.
واشار الجيش الاسرائيلي إلى حقيقة كون غالبية منفذي العمليات الاخيرة هم من مواليد "ما بعد اوسلو" فيما يعمل البالغون من خريجي الانتفاضات السابقة في قباطية وسعير على سبيل المثال على منع الفتيان من تنفيذ عمليات طعن، ومع ذلك تبقى امكانية استخدام السلاح واردة على ضوء تطورات الميدان.
واهتمت التقديرات العسكرية الاسرائيلية وبانتباه شديد بما يجري ايضا في قطاع غزة خاصة وان اوساط اسرائيلية اعلنت الاسبوع الماضي ان حماس تستثمر الكثير من الوقت والمال في اعادة ترميم منظومة الانفاق الهجومية التي تجتاز الحدود باتجاه اسرائيل اضافة لإعادة تعبئة مخازن الصواريخ.
ولا يستبعد الجيش الاسرائيلي في تقديراته الجديدة اندلاع مواجهة جديدة في غزة لكن مثل هذا التصعيد قد ينجم عن حسابات خاطئة تتعلق بدراسة خطوات او اجراءات او ردود اسرائيلية او لتغطية فشل حماس في احداث تغيير جذري على الوضع السائد في غزة.
وفيما يتعلق بالجبهة الشمالية قال الجيش الاسرائيلي ان هناك امكانية "متوسطة" لتصعيد مع حزب الله غير المعني حاليا بالمبادرة بتصعيد عسكري ضد اسرائيل، لكن يمكن لعمليات محددة ان تؤدي الى مثل هذا التصعيد.
ووفقا للتقديرات العسكرية الاسرائيلي فإن حزب الله جاهز لتحمل المخاطرة، لذلك يوظف استثمارات كثيرة في مجال تحسين قدراته القتالية ضد اسرائيل عبر امتلاك صواريخ ثقيلة وأكثر دقة أو من خلال التفكير في نقل القتال الى داخل اسرائيل، ومع ذلك فان حجم الخسائر الكبيرة التي مني بها في سوريا "حيث قتل اكثر من 1300 مقاتل تابع له وهو ما يعادل ضعفي الرقم الذي خسره في حرب لبنان الثانية اضافة الى سقوط عشرات آلاف الجرحى" تبقى عاملا رادعا بالنسبة له.
وأخيرا لاحظ التقدير العسكري الاسرائيلي أن تنظيم ولاية سيناء التابعة لداعش بدأ يهتم اكثر وأكثر بإسرائيل والحديث عن تنفيذ عمليات ضدها.
ورغم انشغال 1000 مقاتل تابعين لهذا التنظيم بقتال الجيش المصري يعتقد الجيش الاسرائيلي ان هذا التهديد بات اكثر واقعية ومعقولية.
وذهب الجيش الاسرائيلي الى القول ان عملية عسكرية واحدة وقعت في اسرائيل ونفذها "نشأت ملحم" كانت على الاقل بإيحاء داعش.