الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هيئة الاعمال الخيرية تقدم إعانات مالية لأسر فلسطينية

نشر بتاريخ: 27/01/2016 ( آخر تحديث: 27/01/2016 الساعة: 11:38 )
هيئة الاعمال الخيرية تقدم إعانات مالية لأسر فلسطينية
نابلس- معا- لم تحل الأحوال الجوية العاصفة والثلوج التي اكتست بها العديد من المدن الفلسطينية، دون تمكن طواقم هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية من الوصول إلى العديد من التجمعات السكانية في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، من أجل مد يد العون للمئات من العائلات التي تقطن في مناطق تفتقر للكثير من مقومات الحياة، وذلك في إطار حملة "بسمة شتاء في فلسطين"، والتي أطلقتها الهيئة عشية فصل الشتاء.

وقال مفوض عام الهيئة في الضفة الغربية، إبراهيم راشد، إن عددا كبير من العائلات التي تستهدفها هذه الحملة، تعيش في مساكن عبارة عن جدران مغطاة بالصفيح وخيام لا تقيها حر الصيف ولا تمنع عنها برد الشتاء، وتحديدا في التجمعات البدوية، حيث غياب خدمة الكهرباء ووسائل التدفئة.

وبحسب راشد، فإن هيئة الأعمال نفذت 4360 تدخلا إنسانيا في المحافظات الفلسطينية منذ انطلاق هذه الحملة، ووزعت إعانات مالية لأكثر من 9840 أسرة بإجمالي يصل لأكثر من خمسة ملايين درهم إماراتي.

وأضاف، أن هذه الحملة جاءت استجابة لحملة "تراحموا" الشتوية والتي أطلقتها دولة الإمارات العربية، لمساندة العائلات الفقيرة، في ظل تردي الأحوال الجوية حيث تزداد المسؤوليات وتتعاظم على كاهل المؤسسات الإنسانية حتى تنجد الفقير وتأخذ بيد الضعيف.

محاور الحملة

وبين، أن هذه الحملة تتوزع على ثلاثة محاور أساسية أولها من خلال التنفيذ المباشر مع المحافظات لصالح الأسر الفقيرة التي يتم تزويدها بالمواد العينية الشتوية، وثانيها من خلال استهداف مراكز الإيواء التي تشكل المسكن الوحيد للفئات الضعيفة من مسنين وذوي إعاقة وأيتام، بينما يتمثل الشكل الثالث بالتدخل المتعدد الأشكال والفاعل في التجمعات البدوية المحرومة من أبسط مقومات الحياة المدنية والإنسانية، ويقطنها نحو ربع مليون فلسطيني يعيشون في الخيام وبيوت من الصفيح.

وأشار راشد، إلى أن الهيئة كانت وزعت المساعدات الطارئة للأسر المتضررة من المنخفضات والأحوال الجوية الصعبة في كل المحافظات، وخصوصا فيما يتعلق بالأغطية والفراش والمدافئ والملابس والمواد الغذائية، إضافة إلى تقديم مساعدات نقدية لها.

وتابع: "نحرص من خلال حملة بسمة شتاء في فلسطين، إلى مد يد العون لكل محتاج بقدر ما نستطيع، مع التركيز على التجمعات البدوية التي يقطنها نحو ربع مليون نسمة بلا أية مقومات إنسانية يعيشون في بيوت من الصفيح وخيام، ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وليس لديهم المأوى البديل والمناسب، فكان لزاما على هيئة الأعمال التدخل الفوري والفاعل من خلال مدهم بكل أسباب التدفئة وتقديم المواد الغذائية والتموينية لهم".

معاناة يومية

وأضاف: "في ظل استمرار الاحتلال بمنع هؤلاء من البناء في أراضيهم بحجة أنها مصنفة (ج) كان لا بد من تحرك عاجل للإسهام في التخفيف من المعاناة التي يتجرعها هؤلاء يوميا، خاصة خلال فصل الشتاء، فكانت هيئة الأعمال حاضرة لتقدم لهم ما أمكن من مساعدات من فراش وأغطية ووسائل تدفئة وحطب وإنارة، ما يساعدهم على تحمل قسوة الأحوال الجوية السائدة".
وكانت مراكز الإيواء، واحدة من أهم العناوين التي كانت هدفا للتدخل الإنساني من قبل هيئة الأعمال ضمن حملة "شتاء دافئ في فلسطين".
وقال راشد، إن تلك المراكز فتحت أبوابها للاعتناء بأصحاب الأجساد ممن أثقلهم كبر السن وأخرى هزيلة أعيتها الإعاقة وفقد البصر، حيث يعيش هؤلاء العجزة والمكفوفون وذوي الإعاقة في عدة مراكز ومؤسسات تحرص على توفير احتياجاتهم.

استهداف مراكز الإيواء

وأردف: "إن تلك المراكز كانت وما زالت تحتاج إلى الدعم المتواصل حتى تتمكن من توفير حياة آمنة وصحية لهؤلاء، وفي ظل الأجواء الباردة وما يواكبها من ارتفاع أسعار الوقود وتحديدا السولار، وقفت تلك المراكز عاجزة عن توفير كميات السولار المطلوبة لإنجاز الأعمال اليومية، وتدفئة الشرائح المجتمعية التي تؤويها".

وأكد، أن الالتفات إلى هذه المراكز الإيوائية في ظل برودة الأجواء والتي لا تحتملها أجساد نزلائها، كان بمثابة أولوية بالنسبة لهيئة الأعمال من خلال تزويد تلك المراكز بالأغطية ووسائل التدفئة وكميات السولار اللازمة لأغراض التدفئة، لتكون هيئة الأعمال بمثابة خير سند ومعين لتلك الشرائح المجتمعية.

وذكر راشد، أن عدد من تلك المراكز الإيوائية توجهت إلى هيئة الأعمال بطلبات تمثلت بتزويدها بكميات من السولار لأغراض التدفئة، بالإضافة إلى الأغطية ووسائل التدفئة، وهي طلبات سارعت الهيئة إلى تبنيها على الفور، وذلك حرصا منها على دعم ومساندة تلك المراكز التي ترعى شرائح مجتمعية ضعيفة ليس لها من معيل سوى الله وأصحاب الأيادي البيضاء التي امتدت إليها بعطف وحنان لتمنحها بعضا من الدفء وتدثرها من برد حياة قست عليها.

واستعرض، أشكال التدخلات الإنسانية في إطار الحملة، فأشار راشد، إلى أن الهيئة بصدد توزيع 400 طرد غذائي، و700 غطاء شتوي، و500 فرشة أرضية، و2000 غطاء نايلون، و100 مدفأة حطب، وخمسة أطنان من الحطب، وعشرة آلاف لتر من السولار، و500 مدفأة كهربائية، وترميم 100 منزل.

وأوضح راشد، أن الحملة تستهدف كذلك توزيع إعانات مالية على أسر الأيتام موزعة على كل محافظات الضفة الغربية، وتتمثل ب537 أسرة في طولكرم، و976 أسرة في جنين، و732 أسرة في القدس، و1581 أسرة في نابلس، و2727 أسرة في الخليل، و1157 أسرة في بيت لحم، و538 أسرة في قلقيلية، و1185 أسرة في رام الله، و407 أسرة في أريحا بإجمالي 9840 أسرة يتيم.

تعاون مثمر

من جهته، أشاد مدير صندوق الزكاة المركزي في وزارة الأوقاف، الشيخ حسان طهبوب، بالتعاون المثمر الذي جسدته حملة "تراحموا" مع لجان الزكاة المركزية في إعانة أسر الأيتام بشكل دوري وبكافة الأشكال المادية والعينية.

أما مسؤولة العلاقات العامة في جمعية "الإحسان" الخيرية بمدينة الخليل، سلام أبو ميزر، فقالت، إن الجمعية توجهت إلى هيئة الأعمال الخيرية من أجل مساعدتها، فوافقت الهيئة على تزويد الجمعية ب1500لتر من السولار بما يساعدها على القيام بالمهام الملقاة على عاتقها في رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير حياة كريمة لهم.

بدورها، قالت رئيسة الاتحاد النسائي العربي في البيرة، منتهى جرار، إن التدفئة مهمة جدا بالنسبة لنزلاء هذا المكن البارد من كبار السن ممن سرعان ما يشعرون بالبرد، وهم بحاجة إلى الاستحمام يوميا، وهو أمر بحاجة إلى الماء الساخن، الأمر الذي دفع الاتحاد لطلب تزويده بالسولار من قبل هيئة الأعمال.
تجمعات مستهدفة.

من جانبه، قال جمال المبسلط، من المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فقال، إن التجمعات البدوية التي استهدفتها هيئة الأعمال الخيرية ضمن حملتها الشتوية، مستهدفة بشكل كامل من قبل الاحتلال الذي يمنعها من بناء مساكن لها من الإسمنت، في ظل وجود بعض محاولات البناء والتي عادة ما تقابل بالهدم من قبل الاحتلال.

وبحسب رئيس مجلس عرب الهذالين في مسافر يطا بمحافظة الخليل، الشيخ إبراهيم الهذالين، فإن معاناة الأهالي تزداد خلال فصل الشتاء نتيجة عدم وجود مساكن مناسبة للعيش فيها، حيث يعيش الأهالي في خيام وبيوت من الصفيح لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.

وقال الهذالين، إن المساعدات التي قدمتها هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، كانت كفيلة برسم البسمة على وجوه الأهالي، وأثبتت في كثير من المواقف أنها داعم رئيس لصمودهم وبقائهم في أراضيهم، وذلك رغم حاجتهم الماسة إلى المزيد من التدخلات وخاصة خلال فصل الشتاء.