نشر بتاريخ: 27/01/2016 ( آخر تحديث: 28/01/2016 الساعة: 00:58 )
غزة- تقرير معا - رب ضارة نافعة فمع انحسار المنخفض الجوي الذي يضرب الأراضي الفلسطينية منذ السبت الماضي غزت كميات كبيرة من اسماك السردينة شواطئ قطاع غزة.
وعبر الصيادون في حديث لمراسل "معا" عن فرحتهم لاصطياد كميات لا بأس بها من أسماك "السردينة" التي تخرج بعد العواصف والرياح الشديدة.
وتعتبر السردينة من الأكلات الشعبية والمتوفرة بكميات كبيره بمواسم السردين وفى فصل الشتاء وتحتوي على الفيتامينات.
وقال الصياد مفلح أبو ريالة الذي يعيل ستة أفراد :"هناك فرحة تغمر الصيادين الذي يعانون الأمرين نتيجة أوضاعهم الاقتصادية الكارثية واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في البحر".
وأضاف في حديث لمراسل "معا" " الصيادون منذ أسابيع لا يجدون العمل وينتظرون المواسم لكي يخرجوا للعمل في البحر لكسب رزقهم".
وعدد الصياد أبو ريالة مواسم صيد السردينة وهي من 15/4 إلى 15/6 والتي يكون فيها صيد السردينة بعد الستة ميل والتي يمنع دخول المنطقة من قبل الزوارق الحربية الإسرائيلية.
وتابع أبو ريالة :" ومن 15/9 إلى 15 /10 أيضا موسم صيد السردينة، وفي فصل الشتاء من 15/12 إلى 15/2 مع كل عاصفة أو منخفض جوي يتم اصطياد السردينة".
وأوضح الصياد أبو ريالة أن كميات السردينة التي اصطادها منذ الأمس قرابة 350 كيلو من أسماك السردينة".
ويأمل الصيادون أن يكون هذا الموسم أفضل من المواسم التي سبقها.
وقال زكريا بكر مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي بعد كل عاصفة ورياح يذهب الصيادين للبحر لاصطياد السردينة بالملاطش التي تخرج على مسافة من 500 متر إلى 3 ميل بحري".
وأضاف بكر في حديث لمراسل "معا" السردينة تملئ الأسواق و أسعارها في متناول الجميع"، موضحا أن سعر كيلو السردينة يصل ل 15 شيقلا في الأسواق.
وأشار مسؤول لجان الصيادين إلى معاناة الصيادين نتيجة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بشكل يومي في عرض البحر.
وقال :"على الرغم من السعادة التي تغمر الصيادين يأبى الاحتلال التنغيص على حياتهم من خلال قيام الزوارق الإسرائيلية اليوم اعتقال 4 صيادين ومصادرة قاربهم ولم تكترث قوات النازية لبرودة الطقس بحيث أجبرتهم على خلع ملابسهم والنزول والسباحة في البحر".
وأضاف " ومنعت عدد من الصيادين من سحب شباكهم والعودة إلى الميناء دون شباك وسط إطلاق نار كثيف عليهم ".
وتمنع إسرائيل الصيادين من الوصول إلى مسافة 20 ميلا بحريا وهي المنطقة المتاحة لهم بالصيد فيها وفقا لاتفاقات أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال عام 1993 وتراجعت تلك المسافة إلى 12 ميلا بحريا ثمّ إلى ستة أميال بحرية ووصلت في كثير من الأوقات إلى ثلاثة أميال بحرية فقط.
وبالرغم من ذلك تستهدف الزوارق الإسرائيلية الصيادين ومراكبهم ومعداتهم وتمنعهم من العمل في مسافات لم تتعدى المسافة التي تسمح لهم بالعمل فيها وتحظر عمل الصيادين في مناطق تقدر نسبتها بحوالي 85% من المساحة التي تقرّها اتفاقية أوسلو وملاحقها بحسب تقرير لمركز اليمزان.
وتتعدى الزوارق الإسرائيلية على الصيادين بإطلاق النار المتكرر عليهم وإيقاع القتلى والجرحى في صفوف الصيادين واعتقالهم وتستخدم أساليب من شأنها أن تحط من كرامتهم الإنسانية كإجبارهم على خلع ملابسهم والسباحة في عرض البحر أثناء اعتقالهم وتوجيه الشتائم لهم بالإضافة إلى تخريب معدات الصيد وممتلكاتهم والاستيلاء على قواربهم، وفي بعض الأحيان تفتح الزوارق الإسرائيلية خراطيم المياه بشكل كثيف تجاه مراكب الصيد التي يتركها الصيادون في عرض البحر مؤقتا ويضعوا على جوانبها كشافات إنارة وينصبون شباكهم في محيطها بهدف تجميع وصيد الأسماك مما يؤدي إلى إتلاف الكشافات ومولدات الكهرباء وأحياناً إغراق المراكب بشكل جزئي وفي كثير من الأحيان ترتكب هذه الانتهاكات داخل الثلاثة أو الستة أميال المسموحة.
وجدد مركز الميزان لحقوق الإنسان استنكاره الشديد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في عرض البحر، مؤكدا على أن حق الصيادين في ممارسة أعمالهم بحرية في بحر غزة هو حق أصيل من حقوق الإنسان.
وأضح مركز الميزان أن قوات الاحتلال ترتكب انتهاكات منظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان باستهدافها المتكرر للصيادين الذين يحرمون من مصادر رزقهم، كما يتعرضون للقتل والإصابة والاعتقال التعسفي على نحو يمس بكرامتهم الإنسانية، وأن فرض مساحات مسموحة وأخرى ممنوعة هو أمر يخالف قواعد القانون الدولي ويهدف إلى إفقاد مئات الصيادين لمصادر دخلهم.