الدوري الفلسطيني وقضاة الملاعب
نشر بتاريخ: 28/01/2016 ( آخر تحديث: 28/01/2016 الساعة: 14:13 )
بقلم : خالد القواسمي
حيرة دائمة وغمز ولمز تعترض مسيرة التحكيم في مباريات كرة القدم في كافة أنحاء العالم وتسلط الاضواء على هفوات وأخطاء الحكام وتتخذ تلك الهفوات التحكيمية عادة ذريعة للفريق الخاسر وجماهيرة وتعلق شماعة الاخفاق في تحقيق نتيجة ايجابية للفرق وتستغلها الاجهزة الفنية لابعاد عنهم غضب الاداريين والجماهير ويعلق الامر على الحكام .
فالحيرة داخل الوسط الرياضي الذي لا يستسيغ الهزيمة دائمة ومن الملاحظ ان الاندية دائمة الشكوى من العملية التحكيمية على اعتبار ان اقرب شماعة واسهلها واكثرها شيوعا الطعن في المسار التحكيمي وهذا أمرغير صحيح في واقعنا ولا بد من معالجته والعمل على محو هذه الظاهرة غير المجدية وتصب في خانة الاتهام غير المبرر الهادف للتخريب والتنغيص وان كان هنالك اخطاء فالحكم الفلسطيني اصبح يمتلك الخبرة الكافية لقيادة المباريات ويتمتع بالنزاهة التي هي اصل العملية التحكيمية برمتها ولكن هنالك من يرمي بسهامه اتجاه الحكم ويستثير الجماهير قبل وبعد انتهاء المبارة ويضرب موعدا مع افتعال واختلاق المشاكل منذ اسناد المهمة لحكم يعتقد بانه يستهدف فريقه او باتهامه بالعمل لصالح فريق آخر .
والحكام في حقيقة الأمر هم اشخاص حملوا على عاتقهم تقديم خدمة وطنية كما الجندي يقف متمترسا للدفاع عن أمن وطنه وابناء شعبه فالحكم الفلسطيني حارس أمين على مسيرة الدوري وكرة القدم فلا يجوز باي حال من الاحوال نعته بصفات غير لائقه وغير رياضية ومحاولة النيل من كرامته والطعن في نزاهته وكأنه المسؤول عن الاخفاق وعدم فوز الفرق.
الحكام بشر يخطئون ولا اعتقد بان هناك حكم ياتي الى ميدان اللعب ولديه نوايا في هزيمة فريق ولماذا لا نقف عند تقاعس اللاعبين ومحدودية امكانياتهم واخطاء المدربين في اختيار اللاعب الجاهز لخوض المباراة دون الالتفات لتدخلات البعض اليس ذلك من مسببات الوقوع في الخسارة .
الحكم الفلسطيني مؤهل والاتحاد الفلسطيني ودائرة الحكام لم يبخلوا يوما في الرفع من كفاءة القطاع التحكيمي بعقد الدورات وفي الابتعاث الخارجي وكل ما يتطلبه الامر من آجل قيادتهم للدوري بكل اقتدار ناهيك عن عمليات التقييم المستمرة التي تقف عند كل حثيثيات ما يحدث في ملاعبنا وتعمل جاهدة مع قضاة الملاعب لتدارك اي خطأ قد حصل .
التحكيم ليس بالامر السهل كما يتصوره البعض وحديثي عن الحكام ليس دفاعا عنهم فهم الاقدر عن الدفاع عن انفسهم فهم يعانون من الاداريين والمدربين واللاعبين والجماهير والاعلام ايضا والكل ينصب نفسه لتوجيه اللوم والاهانات والكلمات الجارحة اليس من المعيب ذلك فالواجب يتطلب المحافظة على حكامنا ورفع معنوياتهم واحترامهم بدلا من اتهامهم واحباط عزائمهم فهم بشر وقادة كبار في الحقل الكروي الفلسطيني فلا تسيئون الظن بهم وكان الله في عونهم فالحمل ثقيل .