القدس - معا - شهدت العاصمة البيلاروسية مينسك، أمسية بعنوان "فلسطين مدنها وشعبها"، نظمها بيت الصداقة بين الشعوب، كأول فعالية له لفلسطين.
وشارك في الفعالية: رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية البيلاروسية، رئيس جامعة الثقافة البيلاروسية، يوري بافلفتش بوندر، وأعضاء جمعية الصداقة البيلاروس، وعدد كبير من طلبة الجامعات البيلاروسية ولا سيما جامعة الثقافة، وكلية العلاقات الدولية واللغات الأجنبية، وممثلون عن المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، كما شارك سفير دولة فلسطين لدى بيلاروسيا خالد عريقات وكادر السفارة وأبناء الجالية الفلسطينية.
وبدأت الحفل الذي جاء بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر على تأسيس جمعية الصداقة الفلسطينية- البيلاروسية، بكلمة رئيسة بيت الصداقة نينا سيميونفنا، والتي تحدثت فيها عن ثراء وعراقة فلسطين ثقافيا وتاريخيا وأهميتها الجغرافية، ما جعلها مطمعا لكل أجنبي عبر العصور.
وأشارت إلى فترة الفتوحات الإسلامية في القرن السابع وما تركه المسلمون من مبانٍ وآثار وما زالت حتى يومنا هذا، والى فترة الدولة العثمانية حتى انتقالها الى الانتداب البريطاني الذي استمر حتى 1948، وما نتج عن ذلك من قرارات دولية بتقسيم أرض فلسطين لإنشاء دولتين عليها، ونزوح مئات الآلاف من مواطني فلسطين عن أرضهم، حيث يعيش أكثر من نصف سكان فلسطين خارج أرضهم.
كما استعرضت سيميونفنا أهم محطات القضية الفلسطينية في 1967 وما تمخض عنها من احتلال لباقي الأرض الفلسطينية، مرورا بتشكيل منظمة التحرير الفلسطينية 1964، وانتفاضة الحجارة في 1987، وإعلان دولة فلسطين في 1988، وإقامة السلطة الوطنية الفلسطينية تحت قيادة الرمز ياسر عرفات في 1994.
كما ركزت على المعاناة الكبيرة للشعب الفلسطيني ونضاله الطويل للعيش على أرضه بحرية وسلام، منوهة إلى أن ذلك انعكس في الأدب الفلسطيني عبر شعرائه وأدبائه، آخذة بقراءة مقتطفات من قصيدة "إلى أمي" للشاعر الراحل محمود درويش، قائلة ولذا اسمينا هذه الأمسية "فلسطين مدنها وناسها".
أما رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية البيلاروسية فتحدث عن أهمية هذه الفعالية التي تهدف لتعريف الجيل الناشئ من الشباب البيلاروسي بفلسطين أكثر، مذكرا أن الهدف من تأسيس جمعية الصداقة الفلسطينية البيلاروسية هو تعزيز التعاون والتواصل بين شعبينا، ومن خلالنا تعزيز التعاون بين فلسطين وبيلاروسيا .
فيما عرض كادر بيت الصداقة فيلما من إعداده، تناول ثلاث مدن فلسطينية، القدس، وبيت لحم، وأريحا، حيث يروي الفيلم تاريخ وأهم المعالم لتلك المدن، كما يحكي الفيلم عن نشأة وأعمال أربعة شعراء فلسطينيين، والتي ترجمت للغات الأجنبية، هم: محمود درويش، وسميح القاسم، ومعين بسيسو، وأبو سلمى.
بدوره أعرب الشاعر البيلاروسي نيكولاي مخنيتسكي عن عزمه على ترجمة ما قرأه من شعر فلسطيني باللغة الروسية إلى اللغة البيلاروسية .
وفي نهاية الحفل أعرب السفير عريقات عن إعجابه الكبير بالتنظيم الرائع للفعالية، وشكر كادر بيت الصداقة على الجهد الكبير الذي بذله في البحث والإعداد لنتاج هذا العمل المميز، وتمنى أن يأتي اليوم الذي تقام فيه ايام الثقافة البيلاروسية في فلسطين، لتعريف الشعب الفلسطيني بالأدباء والشعراء البيلاروس، كما أعرب عن استعداد السفارة لتقديم كل ما هو مطلوب لترجمة الشعر الفلسطيني إلى اللغة البيلاروسية .
وتخلل الأمسية فقرات فنية مقدمة من فرقة شفران للفنون الشرقية بقيادة فيكا شاهين، نالت إعجاب الحضور، وفي النهاية تم توزيع كتاب تاريخ مدينة نابلس وبعدها تذوق الحضور "الكنافة النابلسية" .