نشر بتاريخ: 30/01/2016 ( آخر تحديث: 30/01/2016 الساعة: 15:56 )
ستوكهولم - معا - في حفل جمع ما يزيد عن 350 شخصية سياسية سويدية ورئيس الوزراء السابق ستين أندرسون والعديد من الوزراء والسفراء تم عصر الامس في قاعة البرلمان في العاصمة السويدية ستوكهولم تسليم جائزة اولاف بالمة الدولية لكل من القس الفلسطيني الدكتور متري الراهب والصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، حيث تعتبر جائزة اولاف بالمة من أهم الجوائز التي تمنح في السويد.
وفي بداية الاحتفال قام وزير الخارجية السويدي الأسبق بيير شوري بقراءة قرار لجنة التحكيم والقاضي بإعطاء جائزة اولاف بالمة لعام 2015 لكل من القس د.متري الراهب والصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي بسبب الشجاعة التي يتحليان بها في مواجهة الاحتلال والعنف، ومن أجل عملهما الدوؤب لسلام شرق أوسطي قائم على المساواة والمواطنة والتعددية.
وثمنت اللجنة دور القس الدكتور متري الراهب في المناداه بثقافة الحياة والذي ما زال يناشد الشباب الفلسطيني:" أريدكم أن تحيوا من أجل فلسطين، لا ان تقضوا من أجلها، فعل هذه الأرض ما يستحق الحياة".
كما وثمنت اللجنة دور القس الراهب في تأسيس مساحات للإبداع من خلال كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة حيث تكشف المواهب الفلسطينية الفتية وتصقل من خلال برامج مميزة في الفنون التشكيلية والمعاصرة وانتاج الأفلام الوثائقية، والموسيقى والمسرح والتصميم الجرافيكي. كما وثمنت اللجنة لاهوت المقاومة المبدعة التي ثبت القس الراهب دعائمها في مواجهة الاحتلال ونحو بناء لبنات الدولة الفلسطينية المستقلة.
ومن ثم قامت ارملة رئيس الوزراء الأسبق ليزبيث بالمة بإلقاء كلمة قصيرة باسم العائلة معلنة عن سرورها باختيار اللجنة الموفق لهذا العام كما وقامت بتسليم الشهادات على الفائزين، ومن ثم اعتلى القس الراهب منصة البرلمان والقى كلمة شكر فيها دولة السويد لحترامها للقانون الدولي والمواثيق الدولية كما وقدم شكره للحكومة السويدية لاعترافها بدولة فلسطين، كما وقدر اختيار اللجنة له لهذه الجائزة.
وأضاف القس الراهب: "ان هناك ثمة تحديان أساسيان يواجهان الشعب الفلسطيني يتمثل الاول في الاحتلال الاسرائيلي والذي ما زال ينهب في الارض والموارد الطبيعية الفلسطينية ويخنق المدن في معازل من الفصل العنصري والذي يقضي على اي فرص للاستقلال او التنمية او الحياة الكريمة. اما التحدي الثاني بحسب الدكتور الراهب فيتمثل بالافكار التكفيرية التي راحت تنمو في المنطقة برمتها ابتداء من داعش والنصرة في بعض الدول العربية الى مجموعات دفع الثمن اليهودية والتي راحت الحاء للارهاب وترويع السكان الفلسطينين وتدنيس الكنائس المسيحية والاعتداء عليها بالاضافة الى خطر المسيحية الصهيونية والتي تزعم ان الارض الفلسطينية هي ارض يهودية بحجة الهية".
ونوه القس الراهب في معرض كلمته :"انه لا يجوز ان تنتهك حقوق الانسان تحت أية ذرائع دينية وان الشرع الالهي والبشري يهدفان الى نصرة المظلوم والضعيف ولا يجوز ان تستخدم الأديان للاعتداء على البشر. وامام هذه التحديات الجسيمة قال الدكتور الراهب: "ان لا ارهاب دولة الاحتلال ولا ارهاب الحركات التكفيرية سيستطيع ان يسكت صوت الحق وان سنبقى متجذرين في الارض الفلسطينية كشجر الزيتون رافضين الهجرة شاهدين للعدالة وعاملين كي يبقى على هذه الارض ما يستحق الحياة".
واختتم القس د. متري الراهب كلمته بالقول "ان الاحتلال الى زوال، وان بشائر العدل قادمة لا محالة وان السلام ممكن بالارادة واعمل الدوؤب".
وبعد ان ألقى الصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي كلمته والتي أكد فيها: "ان الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة هو نظام فصل عنصري يجب على المجتمع الدولي محاربته"، قامت جوقة سويدية باداء بعض القطع الموسيقية الجميلة ليختم الاحتفال على شرف الضيفين الفلسطيني والاسرائيلي.
وكانت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم قد أقامت مأدبة غذاء على شرف الضيفي في مقر وزارة الخارجية السويدية تم التطرق خلالها الى الوضع في الاراضي المحتلة ودور المجتمع الدولي في إنهاء الاحتلال الاسرائيلي، كما وأقامت عائلة رئيس الوزراء الراحل بالمة مأدبة عشاء عَلى شرف الفائزين بالجائزة.
وتعطي جائزة أولاف بالمة سنوياً لشخصيات عالمية مرموقة، فقد حصل عليها الرئيس التشيكي فاكلاف هافل، والأمين العام السابق للأمم المتحدة السيد كوفي عنان، والمناضلة البورمية اونغ سان سوكي، وأمنستي انترناشول، والمناضلة الفلسطينية حنان عشراوي، والمحامي الأمريكي من أصول أفريقية بريان سيثنفنسون.
وتحمل الجائزة اسم رئيس الوزراء السويدي السابق أولاف بالمه ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي والتي اغتيل عام 1986 بدم بارد. حيث كان أولاف بالمه من ألمع السياسيين على مستوى العالم، كما وكان من أشد المناضلين ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وضد سياسة المقاطعة ضد كوبا، وأيضاً كان من المناصرين لقضايا التحرر في العالم حيث كان من أوائل الذي اعترفوا بمنظمة التحرير الفلسطينية، بالإضافة الى دوره في دعم حركة عدم الانحياز.
يذكر أن القس الدكتور متري الراهب كان قد حصل على عدة جوائز عالمية ومرموقة كان أخرها جائزة الاعلام الألماني والتي تمنح عادة لرؤساء الدول، حيث اعطيت هذه الجائزة للرئيس الامريكي بيل كلينتون، والرئيس نيلسون مانديلا، والملك الأردني الحسين بن طلال، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.