الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروانة : السلطة الوطنية هي أول من أنشأ وزارة للأسرى على الصعيدين العربي والإسلامي

نشر بتاريخ: 26/10/2007 ( آخر تحديث: 26/10/2007 الساعة: 16:27 )
رام الله- معا- اصدر الأسير السابق والباحث المتخصص بقضايا الأسرى عبد الناصر فروانة اليوم ، تقريراً عن أبرز ما قامت وتقوم به وزارة الأسرى والمحررين من أنشطة وفعاليات وخدمات للأسرى وذويهم وللأسرى المحررين .

وبين فروانة أن عدد الفلسطينيين الذين ذاقوا مرارة الأسر منذ العام 1967 ولغاية اليوم ، يقدر بحوالي ( 700 ) ألف مواطن ، وبالتالي مهمة الإهتمام بهؤلاء جميعاً لم يكن بالأمر اليسير ، إلا أن قضيتهم احتلت ولازالت مكانة مميزة على أجندة القيادة السياسية الفلسطينية ، وجاء قرار الرئيس أبو عمار رحمه الله والسلطة الوطنية الفلسطينية ، ترجمة لذلك ، حينما قرر تشكيل وزارة تعنى بهم خلال جلسة مجلس الوزراء بتاريخ 7/8/1998، وفاءاً للأسرى وتضحياتهم الجسام .

واعتبر فروانة السلطة الوطنية الفلسطينية هي أول من أنشأ وزارة كهذه على الصعيدين العربي والإسلامي ، و ما هو قائم في الجزائر هي وزارة تعنى بالمجاهدين القدامى .

وذكر فروانة أن الأخ المناضل هشام عبد الرازق هو أول من تم تعيينه وزيراً للاسرى ، وهو أسير سابق أمضى في السجون الإسرائيلية ما يزيد عن عشرين عاماً ، فيما اليوم الأخ المناضل أشرف العجرمي و وزيراً لها وهو أيضاً أسير سابق أمضى أكثر من عشر سنوات في سجون الإحتلال .

واستعرض فروانة في تقريره أبرز ما تقوم به الوزارة ، وفي مقدمته سعيها للإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين جميعاً وبدون استثناء ، من خلال إدارة الملف التفاوضي الخاص بالأسرى حيث أن وزير الأسرى هو رئيس اللجنة الفلسطينية المكلفة بالتفاوض مع الجانب الإسرائيلي حول موضوع الأسرى ، وهذه مهمة معقدة لكنها ليست بالمستحيلة ، فخلال السنوات التي سبقت انتفاضة الأقصى استطاعت السلطة الوطنية الفلسطينية ووزارة الأسرى من اطلاق سراح الآلاف من الأسرى والمعتقلين من خلال المفاوضات ، وفي ذات السياق أوضح فروانة أنه وفي أكثر من مناسبة أكد وزير الأسرى أشرف العجرمي أن قضية الأسرى تقف على سلم أولويات الحكومة الفلسطينية .

وأكد فروانة أنه ولحين تحقيق ذلك تسعى الوزارة الى تحسين شروط حياتهم داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية سواء بالتباحث مع الجانب الإسرائيلي لضمان تطبيق القوانين والمعايير الدولية المتعلقة بالأسرى وخاصة اتفاقيات جنيف ، أو في تقديم كل اشكال الدعم والعون والمساندة لهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية ، من خلال تأمين مواصلة التعليم الأكاديمي للأسرى وذلك من خلال المساعدة في الإلتحاق بالجامعات وتغطية نفقاتها المادية ولكن السلطات الإسرائيلية لم تسمح سوى بالإلتحاق بالجامعة العبرية عبر المراسلة ، وهناك الكثير من الأسرى ممن أنهوا دراستهم وحصلوا على شهادات جامعية مختلفة ، وأيضاً من خلال صرف مبالغ " الكانتيا " الشهرية ، لكل الأسرى الفلسطينيين والعرب بدون إستثناء وذلك كي يتمكنوا من توفير إحتياجاتهم الأساسية وشرائها من مقصف السجن ، ويقدر ما تصرفه الوزارة شهرياً قرابة ( 2.5 مليون شيكل ) للكانيتا فقط .

ويضيف فروانة بان عم الوزارة لم يتوقف على خدمة الأسرى فحسب ، بل يمتد ليشمل ذويهم وأبنائهم ، وفي هذا الصدد أعلن فروانة أن الوزارة تقدم لهم الدعم المادي والمعنوي والخدماتي والمساعدات المختلفة لهم ولأبنائهم الطلبة في المدارس والجامعات وتنظيم أنشطة خاصة كالإحتفالات في المناسبات وتكريم ابناء الأسرى المتفوقين والإفطار الجماعي في رمضان وتوزيع هدايا عليهم في الأعياد ... إلخ كجزء أساسي من عملها وواجبها التي أنشئت من أجله .

وأوضح فروانة أن وزارة الأسرى تصرف ما يقارب من ( عشرة مليون شيكل ) شهرياً كرواتب لكافة الأسرى ، حيث يتقاضى كل أسير راتب شهري تتسلمه أسرته ، بإعتبارهم جنوداً في هذا الوطن ويصرف للأسير الأعزب ( 900 شيكل ) ، وإذا كان متزوجاً يصرف للزوجة ( 200 شيكل ) بالإضافة إلى ( 50 شيكل ) لكل ابن أقل من 18 عاماً ، ويصرف الراتب وفقاً لسلم رواتب خاص بالأسرى وحسب الفترة التي يمضيها الأسير .

ونظراً لإختلاف مستوى المعيشة في مناطق فلسطين فإنه يصرف زيادة مبلغ ( 300 شيكل ) للأسير من القدس ومن فلسطينيي الداخل ، و( 100 شيكل ) للزوجة ... كما ويتم توفير تأمين صحي لأسرة كل أسير .

وفي هذا الصدد اشاد فروانة بقرار حكومة السيد د. سلام فياض المتمثل بصرف مبلغ ( 5000 $ ) إضافية لكل اسرة أسير أمضى أكثر من عشرين عاماً ، كتكريم لهم وللتخفيف من معاناتهم .

كما وتطرق الباحث المتختصص بقضايا الأسرى إلى ما تقدمه الوزارة للاسرى المحررين من خلال برنامج تأهيل الأسرى المحررين الذي يقدم خدمات عديدة كالتعليم الجامعي ، والتأهيل المهني ، والتأمين الصحي والدورات المختلفة في الكمبيوتر والحاسوب ، دورات صيانة للأجهزة المكتبية والراديو والتلفزيون والستلايت ، دورات تصوير فوتوغرافي وتليفزيوني ، دورات صحافة واعلام...إلخ بالإضافة الى توفير الالاف من فرص العمل على بند البطالة للأسرى المحررين العاطلين عن العمل والذين أمضوا أقل من خمس سنوات .

وكشف فروانة أن أمضوا خمس سنوات فأكثر من الذكر ، وثلاث سنوات فأكثر من الإناث ، يتقاضون رواتب شهرية بحد أدنى ( 1400 شيكل) وسقف أعلى ( 2000 شيكل ) وأن ما يحدد ذلك هي الفترة التي أمضاها المحرر في الأسر ، وبين أيضاً أن الوزارة تقدم المساعدات المالية للأسرى فور تحررهم حسب الفترة التي أمضاها الأسير ، كما وتمنح الأسير المحرر إعفاءات من رسوم العلاج في فلسطين او في الخارج وبالتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية ، كما وأجرت عشرات عمليات المختلفة لأسرى محررين .

وعلى الجانب التوثيقي والإعلامي ذكر فروانة في تقريره أن الوزارة تعمل جاهدة من أجل توثيق تاريخ الحركة الأسيرة وتراثها وشهدائها وحمايته من الإندثار ، وأيضاً العمل على إعادة نشر إنتاجاتها الأدبية المتعددة من قصص وقصائد شعر .

وأكد فروانة أن الوزارة تعمل على كسب الدعم والإسناد المحلي والعربي والدولي لقضية الأسرى من خلال تسليط الضوء عليها عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومن خلال المؤتمرات المحلية والعربية والدولية والإلتقاء بالسفراء والممثلين العرب والأجانب واصدار التقارير الإحصائية الشاملة والصحفية المستمرة والنشرات والبوسترات التي تعكس حجم معاناتهم ، وإحياء المناسبات الخاصة بالأسرى كيوم الأسيرالفلسطيني والعربي ، واليوم العالمي لمناهضة التعذيب ..إلخ وباشراك المؤسسات ذات الصلة .

وحول المساعدة القانونية للمعتقلين بين فروانة أن الوزارة تقدم المساعدة والمتابعة للمعتقل منذ لحظة اعتقاله وتتابع قضيته من الألف الى عبر محاميي الوزارة ، وبالتنسيق والتعاون أيضاً مع المؤسسات المعنية الأخرى .

وتطرق الباحث فروانة الى تجربته الشخصية ، معتبراً أن هناك فرق شاسع في الإهتمام ما قبل قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية وما بعدها . وما قبل إنشاء وزارة الأسرى والمحررين وما بعدها ، مؤكداً في الوقت ذاته أن وزارة الأسرى والمحررين هي صرح شامخ وعطاء بلا حدود ، واصبحت وبدون مبالغة القلب النابض للأسرى والمحررين ، فهي القبلة التي تتجه اليها كل أنظار الأسرى والمعتقلون وذويهم .
ودعا فروانة السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة السيد د. سلام فياض ووزارة الأسرى والمحررين الى بذل مزيداً من الجهد والعطاء من أجل تحرير الأسرى وتكريم الأسرى المحررين ومساندتهم ، وتفعيل القانون الخاص بهم و والمقر من قبل المجلس التشريعي بجلسته المنعقدة بتاريخ 22/12/2004م ، ومن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بتاريخ 27/12/2004م ، وتم نشره في الوقائع الفلسطينية في العدد الرابع والخمسون بتاريخ 23/4/2005م .

كما ناشد الأمتين العربية والإسلامية بتقديم الدعم والمساندة لأسرى وذويهم ، مؤكداً أن هؤلاء ناضلوا وضحوا من أجل قضية عربية اسلامية ، وبالتالي دعمهم ومساندتهم والعمل على تحريرهم ، هو أيضاً واجب عربي واسلامي .