نشر بتاريخ: 30/01/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
بيت لحم- معا- أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم السبت، الذكرى الثامنة لرحيل حكيم الثورة د. جورج حبش، في مدينة بيت ساحور شرق بيت لحم.
وأقيم مهرجان جماهيري حاشد أمام صرح الشهيد جورج حبش وسط مدينة بيت ساحور، وشارك فيه كل من:
رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، و
رئيس بلدية بيت ساحور هاني الحايك، وبسام ابو شريف، وعدد كبير من قادة وكوادر الجبهة، وممثلي القوى والمؤسسات الوطنية في المحافظة، ومئات المواطنين من مختلف مدن ومخيمات وبلدات المحافظة.
وانطلقت المسيرة من دوار "ارارات" مرورا بسوق الشعب وصولا الى صرح الشهيد، ورفع فيها المشاركون الأعلام الفلسطينية، وصور الراحل جورج حبش، ورايات الجبهة، والشعارات التي تندد بالاحتلال وجرائمه، وتدعو لرحيله عن الأرض الفلسطينية.
وألقى قراقع كلمة باسم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، قال فيها: "ان أتحدث عن الشهيد القائد جورج حبش، يعني ان ابدأ بالبعث والولادة والنشور والمعجزات والبدايات التي صنعت الفكرة والإنسان، وأعطتنا الاسم والكينونة والهوية واليقين في الحياة والممات، فهو الناطق باسم الثورات الغاضبات في وجه الظلم والاستعمار و الاحتلال، وهو الناطق باسم الوعي الفلسطيني المسلح بالنصر".
واضاف ان الراحل حبش صاحب المقولة المشهورة "على جماجم و عظام شهدائنا نبني جسر الحرية" امتد الجسر الذي تحدث عنه فكرا وعملا وتضحيات في مسيرته الجماعية من مخيمات الفقر واللجوء، وأصابت رصاصاته عين العدو في خرافاته وجبروته وعنصريته، ليصاب هذا العدو بعقدة جورج حبش، وعقدة القضية الفلسطينية".
وتابع قراقع: "لقد كرس الشهيد القائد جورج حبش حياته بالنضال من اجل فلسطين، ودافع عن الثورات الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها القدس ومقدساتها وحق العودة، و كان موقفه مميز "لن أعود لأرض فلسطين إلا مع أخر لاجئ فلسطيني" ولعب الحكيم دورا في النضال الفلسطيني والتحرري الاممي والعربي، ولما تمتع به من شخصية ثورية قيادية اهلته لان يقود مسيرة كفاح طويلة فامتزجت نضالاته مع نضالات الشعوب الباحثة عن حق تقرير المصير".
وافاد: "في هذه الأيام نرى أهمية التمسك بمواقف ورسالة حكيم الثورة ورفقائه الشهداء: الشهيد المؤسس الراحل ياسر عرفات، وابو جهاد، وابو علي مصطفى، وأحمد ياسين، وعمر القاسم، وبشير البرغوثي، وفتح الشقاقي، ما يؤكد بان الشعب الفلسطيني شعب التضحيات مؤمن بثورته ونضاله وانتفاضاته، ما يستدعي من الجميع إعادة مسار النضال الوطني الى مكانته الحقيقية".
ورحب الحايك في كلمة بالحضور، مشيدا بدور حكيم الثورة جورج حبش، ومشيرا إلى نضالاته.
وقال "يسعدني ان تقيم الجبهة الشعبية هذا المهرجان بجانب جدارية الحكيم، التي كان لبلدية بيت ساحور شرف المساهمة في أقامتها، والتي أصبحت معلما وطنيا بارزا نعتز به".
واضاف الحايك: ارجو ان تسمحوا لي ان ابعث باسمكم جميعا تحية حب وتقدير الى الرفيق المناضل الأسير احمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، و إلى جميع الأسرى في السجون و المعتقلات، والأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية، وخاصة الصحفي الأسير محمد القيق.
وشدد على ان الشعب الفلسطيني سيستمر في نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي رغم كل الصعاب، الى ان تتحقق الحرية والاستقلال، واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
و قرأ جلال قمصية رسالة باسم هيلدا حبش زوجة الراحل الحكيم جورج، قالت فيها: "تحل الذكرى الثامنة على رحيل الحكيم، فقيدنا الغالي وفقيد الأمة العربية، ورفيق الدرب النضالي الشاق، ونحن في خضم أحداث جسيمة وخطيرة تهدد كياننا ووجودنا برمته كأمة عربية وشعب عريق بحضارته وتاريخه المجيد ومكانته بين الأمة".
و قالت حبش "ان هذه الذكرى الأليمة تتزامن مع اندلاع الانتفاضة في شتى أرجاء الوطن المحتل، غليان شعبي و ورة على الظلم والقهر وانسداد الأفق في وجه شبابنا وشاباتنا الذين يفجرون غضبهم و يطلقون صرخة مدوية في وجه المجتمع الدولي المنحاز لإسرائيل واستقرارها وأمنها وسلامتها على حساب مستقبل شعوبنا".
واعتبرت أن ما تمارسه إسرائيل من قمع وانتهاكات هو الإرهاب بذاته، إرهاب دولة تدعي الديمقراطية أمام العالم الذي يقف موقف المتفرج على المجازر اليومية في فلسطين.
وتابعت حبش "وهذا ما يجعل خيرة شبابنا ونسائنا وأطفالنا وهم في عمر الورود يزهدون الحياة ويندفعون بكل إيمان وثبات، يفجرون غضبهم كالبركان في وجه جنود الاحتلال المدججين بالسلاح، ويجعل من دماء أهلنا التي سالت في الأرض المحتلة ان نفكر بمسؤولية وجدية، وان نستنفر كل طاقاتنا وإمكانياتنا".
و القى احد كوادر الجبهة الشعبية كلمة باسم الملثمين قال فيها: "نحن الجبهاويون نحب العمل الخلاق، ونحب البناء الذي يشكل مستقبل الوطن، لذلك فإننا لا نتردد لحظة واحدة في إزالة كل العقبات التي تعترض طريق القوى الوطنية الخلاقة من اجل فلسطين، ومن اجل مجتمع ديمقراطي قادر على بناء مستقبل وحرية هذا الشعب المناضل، ولذلك لن نتردد مطلقا في التضحية بمصالحنا الشخصية لكي نفوز بمكان لائق تحت الشمس".
وفي كلمة ألقاها القيادي الفلسطيني بسام ابو شريف، أشار إلى ان حكيم الثورة كان قوميا عربيا، جعل من التراث القومي هوية وبعدا لفلسطين وعروبتها، ومتمسكا بالمقاومة في مواجهة الاحتلال حتى الانتصار، وندد بالاحتلال وجرائمه، داعيا الى وضع حد لحالة الانقسام في الساحة الفلسطينية.
وفي ختام المهرجان، ألقى القيادي في الجبهة الشعبية محمود فنون كلمة الجبهة، مشيدا بدور الحكيم في قيادة مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، وبدوره في حركة التحرر العربية العالمية، وفي دعوته لبناء مجتمعات عربية ديمقراطية مناهضة للاستعمار بكل أشكاله السياسية والاقتصادية والثقافية، وقادرة على مواجهة الاحتلال.
و قال فنون "ان الفكر الثوري الذي جاء به الحكيم ما زال حيا فينا، وان هذا الفكر قادر على مواجهة واختراق كل العقبات وتذليلها في المواجهة مع الاحتلال، وفي التصدي لكل المؤامرات ضد الشعب الفلسطيني".
و حيّا فنون أهالي بيت ساحور على تنظيمهم لهذا المهرجان في الذكرى الثامنة لرحيل الحكيم، ناقلا التحيات للأمين العام للجبهة احمد سعدات، والى هيلدا زوجة الحكيم وجميع أفراد عائلته، مؤكدا ان جورج حبش سيبقى في وعي الشعب الفلسطيني، وحاضرا في نضاله الوطني.
