نشر بتاريخ: 31/01/2016 ( آخر تحديث: 31/01/2016 الساعة: 13:46 )
بيروت- معا- بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نظمت الجبهة الشعبية في منطقة صيدا ندوة تحت عنوان "دروس هامة في التجربة النضالية للقائد المؤسس"، قدّمها عضو المجلس الوطني الفلسطيني ومسؤول منظمة المعلمين الفلسطينيين القيادي في الجبهة الشعبية الدكتور عبد رجا سرحان "أبونزار"، وذلك في قاعة مركز معروف سعد الثقافي بصيدا، بحضور ممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، والأحزاب اللبنانية، وفعاليات سياسية واجتماعية، وحشد من أعضاء وأصدقاء الجبهة.
وافتتحت الندوة بالنشيدين اللبناني والفلسطيني ونشيد الجبهة، ثم تحدثت مسؤولة إعلام الجبهة في صيدا د.انتصار الدنان، مرحبةً بالحضور وموجهة التحية للشهداء والأسرى، وقالت: "من رحم القضية الفلسطينية وُلد، ليكون ابناً بارّاً لها ولشعبها، فكان ضمير الثورة الفلسطينية وما زال إلى أن توفى، وظل قابضاً على جمرة النضال الثوري على الرغم من كل الظروف التي لحقت به وبالثورة الفلسطينية، وقضيتها، فهمّه الوحيد كان التحرر والانعتاق من سطوة المحتل".
وأضافت، كان مؤمناً بحتمية الانتصار على المشروع الصهيوني وحلفائه، وبدور الجماهير الشعبية العربية الحاسم في تحقيق الانتصار، لقد كانت له رؤيته الواضحة منذ بداية الثورة الفلسطينية، وكان مدركاً لما تؤول إليه الأمة العربية في هذه المرحلة العصيبة، فهذه المرحلة لا تحتاج إلا إلى أمثاله، فبرحيله افتقدنا لواحد من رجال الثورة الذين يؤمنون بالمبادئ والتمتع بالوضوح السياسي والتسلح بالمناعة الثورية.
وافتتح أبونزار الندوة بالتكلم على سيرة حياة الدكتور جورج حبش ودورهفي تأسيس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعن أهم مشروع قومي عربي أسسه حبش كأول ردّ فعلي على نكبة فلسطين، وقال: استطاع القائد والمؤسس بصفاته الشخصيّة المميزة والوطنية الصادقة، ومشروعه القومي العظيم، أن يعيد الأمل والحياة بكل معانيها إلى ملايين العرب، بعد أن لفّهم اليأس والاحباط، وخذلتهم الأنظمة القائمة آنذاك لبضع سنوات بعد النكبة وهزيمة حزيران عام 1967.
وعدّد أبونزار الدروس والعبر التي جسّدتها التجربة النضالية الثورية للقائد المؤسس وأهمية تمثّلها في اللحظات السياسية الراهنة وهي: حتمية الانتصار ومركزية دور الجماهير الشعبية في تحقيقه، وتمتع الحكيم بالمبادئ والوضوح السياسي والمناعة الثورية، وربطه الوثيق بين النضال الوطنني التحرري ضد الاحتلال من أجل الحرية والعودة والاستقلال، مع النضال الاجتماعي الديمقراطي من أجل مواجهة كل أشكال الفقر والحرمان والقهر والاستغلال، كذلك قناعته الراسخة بضرورة الوحدة الوطنية في إطار التعددية الفكرية والتنظيمية القائمة في صفوف الشعب الفلسطيني.
وختم أبونزار بالقول: ستبقى القامة التاريخية السامقة للحكيم، وان رحلت، حيّةً بما قدّمت وخالدة بما زرعت، امتحان العروبة عنده أن تكون فلسطينية، عنده التخاذل مستحيل، ففلسطين جسد واحد، مدى واحد، وأرض واحدة، ووفاؤنا الكبير للقائد المؤسس أن نذكر أنه لما يغادرنا إلا بعد أن ترك إرثاً وطنياً كبيراً هو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لا تزال حتى اليوم أمينة وفيّة صادقة لكل ما يتعلق بفلسطين ومستقبلها.
وفي ختام الندوة كانت هناك مداخلات ونقاش من قبل الحضور.