الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نفحة: معسكر حوارة مقر لقيادة الاحتلال ومركز اعتقالي وموقع للإسقاط الأمني ومحطة إسناد رئيسية للمستوطنات

نشر بتاريخ: 27/10/2007 ( آخر تحديث: 27/10/2007 الساعة: 15:13 )
نابلس- معا- عندما يمرّ المواطن العادي قبالة معسكر حوارة من و إلى نابلس يظن أن المكان الذي تحيط به أشجار الصنوبر والسرو لا يعدو كونه معسكراً بسيطاً أو موقع استراحة تعطّل عملها مع الانتفاضة، إلا أن الحواجز العسكرية المنصوبة من حوله كفيلة بتبديد تلك التوقعات والظنون البعيدة عن القاعدة القائلة "من ذاق عرف" ، ولا يعرف معسكر حوارة إلا من دخله معتقلاً أو مراجعاً لتصريح أو صودرت سيارته, "ولا يعرف الشوق إلا من كابده".

وحسب جمعية نفحة للدفاع عن حقوق الاسرى والانسان فانه يحيط بالمعسكر أراض وقرى عدة منها عورتا وحوارة و بورين وكفر قليل و روجيب و أودلا و هي أراضي زراعية خصبة صار معظمها متروكاً للإهمال و عدم الزراعة مع اندلاع الانتفاضة الحالية، عدا عن الخوف من عدوان الجيش و المستوطنين.

تاريخ إنشائه

المعسكر الاسرائيلي المذكور كان الجيش الأردني أنشأه عندما كانت الضفة الغربية تتبع و تخضع للنظام الملكي الأردني منذ النكبة الأولى وما لبث إن صار مقراً للمحتلين وقواتهم العسكرية في منطقة نابلس في مرحلة لاحقة.

ويحيط بالمعسكر نقاط وأبراج عالية للحراسة وتستخدم أيضاً فيها الكلاب المدربّة والتي يكون بعضها متحرّكاً بحبال وسلاسل حديدية خاصة للسماح لها بالتحرّك إلا أن ذلك لم يمنع الفلسطينيين من دخول أطراف المعسكر عام 1997 والوصول إلى المخازن "الكهوف" والحصول على كميات متفرّقة من الذخائر وغيرها وعادوا بسلام، وقد تحدثت عن ذلك الصحف الاسرائيلية ومصادر اسرائيلية متطابقة.

المعسكر يضمّ في جهته الشرقية الجنوبية مقرّ الارتباط الفلسطيني الاسرائيلي بشقيه العسكري والمدني والذي تبسط فيه السيطرة الأمنية للمحتلين بالإضافة لما يسمّى بمقر الإدارة المدنيّة التي تتعلّق بالشؤون المدنية و مركزس لضباط الشاباك الاسرائيلي والذين لا يتوقّفون عن العمل بجهود فوق العادة في كافة الظروف.

المعسكر المذكور شغل دوراً فوق العادة أيضاً في الاجتياحات التي تعرّضت لها نابلس ومخيّماتها و قراها و صار منطلقاً للدبابات المجنزرة و دبابات الهمر و دوريات ما يسمّى حرس الحدود و وحدات جولاني و المظليين بالإضافة لوجود أكثر من مهبط للطائرات المروحية فيه و خاصة الجهة الشرقية و منتصف المعسكر والجهة الغربية حيث مهاجع الدبابات وساحة ملعب كرة القدم الواسعة جداً.

وبارتفاع الأشجار الحرجية التي تكسو التلال الصخرية لا يستطيع المشاهد كشف حقيقة ما يحدث داخل المعسكر من أية جهة كانت سوى من قرية عورتا أو أودلا بسبب إشرافها على الموقع و انكشافه من جهتها.

استغلال حاجة الناس من اجل الإسقاط

ويستخدم ضباط الشاباك صلاحياتهم ونفوذهم كما هو معروف للالتقاء بالمواطنين الفلسطينيين الذين يتقدّمون بطلبات للحصول على تصاريح للعلاج أو ما شابه بهدف العمل في المستوطنات والمصانع الاسرائيلية وورش البناء وقطاعي الزراعة والصناعة و يعرضون عليهم في معظم الأحيان خدمة مقابل خدمة وهو ما يعرف في العرف الأمني مقدّمات للإسقاط و الارتباط وبالتالي "الخيانة".

مصادرة أراض من اجل معسكرات التدريب

وفي الجهة الشرقية للمعسكر حيث يفصل شارع عورتا المعسكر عن موقع للتدريب الميداني للرماية الحية يجري المستوطنون عمليات التدريب تحت إشراف ضباط جيش الاحتلال فيما ذكرت مصادر مطلعة أن موقع التدريب كان يستخدم أيضاً من قبل العملاء في مرحلة ما قبل الانتفاضة بعد إخفاء معالم وجوههم أو ارتدائهم الزي العسكري الاسرائيلي.

وتمت لهذه الغاية مصادرة مساحات كبيرة من الأرض الزراعية والغنية وبعضها مزروع بالزيتون و خاصة أراضي من قرية عورتا - 8 كم جنوبي نابلس - حيث يقول بعض المواطنين إن الجنود الاسرائيليين يعمدون للتدرّب بين حقول وبساتين الزيتون والتين ويخرِبون الأشجار بعد استهدافها بإطلاق الرصاص و من ثمّ قطع الفروع والأغصان لاستخدامها كأدوات للتمويه و التخفّي.

وغنيّ عن التعريف مقدار الإزعاج و الخوف الذي يتعرّض له الفلسطينيون القريبون من المكان خاصة عائلة لاجئة سكنت قرب الموقع ومفترق عورتا قادمة من عجور القرية الفلسطينية المدمّرة.

حاجز الإذلال

وما يزيد الوجع الفلسطيني أسى ووجعاً جديداً هو أشكال المعاناة اليومية للمواطن الفلسطيني على الحواجز العسكرية المحيطة بالمعسكر الأول على الشارع الرئيس بين نابلس و رام الله و الآخر الموصل إلى عورتا و استخدمه كوسيلة بديلة عن الطريق الرئيسي المغلق.

المعسكر والجزء الهام منه هو معسكر الاعتقال الذي له ميزات من الألم و العذاب النفسي و الضغط و المرض و الإذلال حيث تمكّن محاموا التضامن الدولي لحقوق الإنسان و نادي الأسير من زيارته و التعرّف على أوضاعه المزرية.

ظروف اعتقال مأساوية لأسرى حوارة

يعاني المعتقلون الفلسطينيون في معسكر حوارة جنوب مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية) من ظروف اعتقالية قاسية، حيث يتعمد جنود المعسكر سحب منجزات الأسرى والتضييق على الحياة الاعتقالية وخاصة النواب والشخصيات الرمزية والرسمية.

وتفتقر ظروف المعتقل إلى متطلبات الأسرى الحياتية الاعتيادية من ملابس ومواد التنظيف الشخصية، والتقليل من وجبات الأكل للأسرى.

وفي بعض الاحيان يتم ارجاع وجبات من الطعام المقدم للاسرى بسبب وجود اوساخ وقاذورات داخل الطعام.

ويتم احتجاز الأسرى داخل غرف إسمنتية سيئة التهوية ولا تحتوي على المرافق الصحية المناسبة، حيث يضطر الأسرى إلى قضاء حاجتهم في الغرف سيئة التهوية مما يتسبب في أمراض عديدة.

ولا تسمح ادارة المعسكر للمعتقلين بإدخال الألبسة أو الأغطية أو حتى الأغذية من قبل عائلاتهم ومحاميهم مما يتسبب في ازدياد معاناتهم.

ولايكاد يدخل اسير الى معسكر حوارة الا وينال نصيبه من الضرب سواء عند الدخول او الخروج او عند الاقتحامات الليلية والتفتيش العاري او عند المعاقبة بالعزل لأتفه الأسباب.