أهلاً معالي الوزيرة بقلم عبد المطلب الشريف
نشر بتاريخ: 27/10/2007 ( آخر تحديث: 27/10/2007 الساعة: 17:25 )
بيت لحم - معا - صبيحة هذا اليوم الأحد ، واستكمالاً لجولتها الإستطلاعية الهادفة الى الإطّلاع عن كثب على الأوضاع الرياضية في المحافظات الفلسطينية ، تغادر معالي وزيرة الشباب والرياضة الأخت تهاني ابو دقة مدينة رام الله صاعدة الى محافظة الخليل ، وأقول صاعدة على إعتبار أن هذه المحافظة هي الأكثر علواً وارتفاعاً بين اخواتها في المحافظات الشمالية والجنوبية ، إذ يزيد إرتفاع بعض قممها عن ألف متر فوق سطح البحر ، إضافة الى أنها الأكبر مساحة والأكثر تعداداً للسكان ، إذ يتحرك فوق جبالها وسهولها وأوديتها المتراميةالأطراف ما يقارب ستماية الف نسمه ، ويقول بعض الإقتصاديون أنها تعتبر أحد أهم الركائز الأساسية للإقتصاد الفلسطيني ، بزراعتها وتجارتها وصناعتها .
ورغم ذلك فلم تشفع لها هذه الميزات الجغرافية والديموغرافية والإقتصادية ، لأن تحظى ببعض إهتمام المسؤولين عن القطاع الرياضي ، فأضحت الأقل حظوظاً والأكثر تهميشاً بين أخواتها - رغم أنها ليست ابنة الأم المهجورة - فغاب عنها المسؤولون ، وغُيّب عنها المانحون ، ونام مسؤولوها السياسيون والرياضيون وقصّروا عن المطالبة بحقوقهم وحصصهم من الغنائم وهي كثيرة ، فباتت بنيتها التحتية الشبابية والرياضية في حالة مزرية كمأً ونوعاً وكيفاً ، مما انعكس سلباً على أهلها وأنديتها وفرقها الرياضية بجميع اشكالها وألوانها وفئاتها .
ولما لم يكن من المنطق ان نحمّل معالي الوزيرة وزر هذه المأساة لا بل الجريمة التي ارتكبت ولا زالت ترتكب بحق هذه المحافظة ، لحداثة وجودها في هذا المنصب ، فلا بد لنا من أطلاعها على هذا الواقع المرير أولاً ، ومن ثم إعطائها الفرصة الكافية للعمل على تصويب الوضع من خلال مسؤوليتها ، رغم معرفتنا وتقديرنا لصعوبة الظروف التي تعمل خلالها ، وكثرة العقبات التي تعترض طريقها .
ولما كان من الصعب بمكان تعداد جوانب النقص في المرافق الرياضية والشبابية في المحافظة من خلال هذه السطور ، وكمثال على ذلك ، أكتفي بالتذكير أن مدينة الخليل التي يربو عدد سكانها على مئتي الف نسمة ،كانت تضم بين جناحيها في بداية عهد الإحتلال خمسة ملاعب رئيسية وقانونية الأبعاد لكرة القدم ، هي ملعب المتنبي ، وملعب الإبراهيمية ، وملعب الأمير محمد ، وملعب أبن رشد ، وملعب الحسين ، إضافة الى العديد من الملاعب الصغيرة لباقي الألعاب الأخرى ، وها هي وبعد أربعين عاما لا تمتلك الاّ ملعباً ترابياً واحداً بلا أسوار ولا مرافق صحية أو غرف لللاعبين ، يتدرب ويلعب عليه اربعة أندية رئيسية وما يزيد على عشر فرق للمساجد والفرق الشعبية ، إضافة لفريق البلدية وجميع فرق الأجهزة الأمنية ، وهذا ليس تهويلاً بل هي الحقيقة يا معالي الوزيرة ، وعلى ذلك لك أن تقيسي باقي مدن وقرى ومخيمات المحافظة ، التي تفتقر الى الحد الأدنى من المقومات الرياضية باستثناء البشرية منها ، والتي لم تتح لها الفرصة للأسباب المذكورة لإثبات ذاتها على الساحة الرياضية والشبابية .
وفي الختام نقول لك أهلاً وسهلاً ،
متمنين لك النجاح والتوفيق في مهمتك ونأمل أن تكون تصحيحية