رام الله- معا- عقد مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي في مدينة رام الله في مقره، اليوم الخميس، لقاء موسعا ضم بالاضافة الى المركز مجموعة من المؤسسات النسوية القاعدية، بهدف بحث وتوقيع مذكرات شراكة وتفاهم، مع ثلاث مؤسسات قاعدية نسوية في ثلاث محافظات في الضفة الغربية.
وحضر اللقاء كل من: المديرة العامة للمركز، وعدد من طاقم العمل في مركز المرأة للارشاد، ومديرات وطواقم العمل في مؤسسة النجدة للعمل الاجتماعي، وجمعية طوباس الخيرية وجمعية سيدات اريحا.
وجرى خلال اللقاء، استعراض تجربة العمل والشراكة والنجاحات التي تحققت خلال السنوات الماضية، وسبل وجوانب تعزيز هذه التجربة وتطويرها وتوسيعها خلال السنوات المقبلة. وجرى في نهاية اللقاء توقيع مذكرات شراكة وتفاهم بين المؤسسات الاربع.
وهدفت مذكرات التفاهم التي تستمر لمدة 4 سنوات الى تمكين وتطوير قدرات هذه المؤسسات في تقديم الدعم والاسناد القانوني للنساء المعنفات والمنتهكة حقوقهن، بالاستفادة من تجربة عمل والخبرات المتراكمة لدى مركز المرأة في هذا المجال منذ اكثر من 20 عاما.
ووقعت المذكرات، كل من:المديرة العامة لمركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي رندا سنيورة، ومسؤولة جمعية النجدة الاجتماعية لتنمية المرأة في محافظة طولكرم ندى طوير، ورئيسة جمعية طوباس الخيرية مها دراغمة، ورئيسة جمعية سيدات اريحا حياة الدجاني.
واشارت سنيورة خلال حفل التوقيع، الى ان المركز يعمل في برنامج تطوير قدرات المؤسسات القاعدية النسوية منذ العام 2005، وجاء البرنامج ثمرة لخبرة وتجربة المركز في مجال تقديم خدمات الارشاد القانوني والاجتماعي للنساء المعنفات.
واكدت ان المركز سيواصل بالشراكة مع كل الهيئات والمؤسسات النسوية والحقوقية والمجتمع المدني عموما، النضال لمحاربة كل اشكال العنف والتمييز ضد المرأة، وتحقيق المساواة التامة لها في مختف مجالات الحياة.
واعتبرت سنيورة ان اهمية هذه الشراكة تأتي بشكل خاص على ضوء انضمام دولة فلسطين الى سلسلة من المعاهدات الدولية ومنها اتفاقية "سيداو" التي تتطلب العمل الحثيث والمستمر من اجل متابعة كل الاستحقاقات المترتبة على ذلك، وضمان القيام بكل الخطوات والاجراءات التي تكفل التطبيق الفعال لبنود ونصوص الاتفاقية وبما يضمن المساواة والعدالة للنساء، ونبذ كل اشكال التمييز والعنف ضدهن.
وعبرت عن سرورها توقيع هذه المذكرات التي تعزز الشراكات وجوانب العمل المختلفة مع المؤسسات القاعدية في ثلاث محافظات، وبما يساهم في التعزيز والجهد الوطني في محاربة التمييز والعنف ضد المرأة.
واضافت سنيورة ان مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي جسد خطوة نوعية ومميزة في مجال العمل المؤسساتي، وتوجت بنقل التجربة الخاصة بالمركز في مجال تقديم الخدمات القانونية والاجتماعية لمؤسسات قاعدية في المناطق النائية والمهشمة.
واهتم المركز بتحسين القدرات المهنية لتلك المؤسسات التي تعمل على حقوق النساء ضحايا العنف، وعمل المركز على تطوير منهجيات العمل التخصصي مع المؤسسات ليتم تمكينهن مهنيا لتقديم خدماتها بجودة.
وقالت سنيورة إن المركز استثمر كل طاقاته وتجربته الطويلة في تقديم الخدمات القانونية والاجتماعية للنساء المعنفات والمنتهكة حقوقهن في تطوير الهياكل التنظيمية وأدوات العمل البرامجية للمؤسسات القاعدية الشريكة، لتسهيل مهامها في التعامل بجودة برامجية عالية مع احتياجات وتطلعات النساء في مناطقهن.
وافادت فاتن نبهان رئيسة وحدة بناء القدرات في مركز المرأة، ان المركز يسعى من خلال بناء قدرات المؤسسات الشريكة الى توسيع نطاق الخدمات المقدمة للنساء ضحايا العنف خاصة في المناطق المهمشة وتسهيل وصول النساء لهذه الخدمات.
واوضحت ان المركز ينطلق في البرنامج من الايمان بأن جهود حماية النساء لا يمكن أن تتم الا من خلال شراكات مستمرة مع كافة الفاعلين من المؤسسات والنشطاء والمتطوعين، وانها جاءت لنقل خبرة المركز الطويلة في حماية النساء ضحايا العنف من خلال تمكين المؤسسات القاعدية ودعمها برامجيا واداريا وفنيا.
واشادت ندى طوير مسؤولة جمعية النجدة الاجتماعية لتنمية المرأة في محافظة طولكرم، بعلاقة الشراكة والعمل المتواصلة مع مركز المرأة منذ العام 2007، مشيرة الى ان هذه العلاقة تأسست على اسس صلبة من الشراكة والتفاعل القائم على الاحترام وتبادل الخبرات والتجارب والاسناد الحقيقي.
وشرحت طوير مجالات العمل التي تطورت لدى الجمعية على ضوء الشراكة مع المركز، مؤكدة انها شملت الجوانب الادارية والمالية والفنية وتجنيد الاموال والتشبيك وبناء العلاقات.
وقالت ان هناك تطور واضح في قدرات جمعية النجدة وامكانياتها في مجال تقديم خدمة الدعم والارشاد القانوني والاجتماعي للنساء المعنفات، والدفاع عن حقوقهن المختلفة، حيث اصبح لدى الجمعية الآن قسم قادر على استقبال النساء والفتيات وتقديم الدعم لهن، ومتابعة ومعالجة القضايا والاشكالات التي يعانينها ومن خلال طاقم عمل متميز تم على مدار السنوات الماضية تعزيز خبراته ومهاراته في التعامل مع مثل هذه القضايا.
وتطرقت طوير الى عدد النساء والفتيات المتوجهات الى الجمعية للبحث عن هذه الخدمات مشيرة الى انها في ارتفاع مستمر، حيث استقبلت العام الماضي ما يزيد عن 70 من النساء والفتيات طالبات الخدمة، وهذا يعود بشكل رئيسي الى المعرفة المتزايدة للنساء عن هذه الخدمة، وزيادة خبرات الطاقم وتطوير جودة ونوعية الخدمة التي تقدمها الجمعية.
واضافت طوير بأن جمعية النجدة اصبحت احدى المؤسسات الفاعلة في محافظة طولكرم وهي تمارس نشاطها على الصعيد الوطني والاجتماعي، وتشارك في التشبيك مع مؤسسات مختلفة لتنظيم فعاليات التوعية والتثقيف للمجتمع المحلي، وتدريب مجموعات المتطوعين وطلبة الجامعات، وتربطها علاقات متينة مع وحدات حماية الاسرة من العنف والمحاكم والجامعات والمؤسسات التعليمية، وتساهم في تسليط مزيد من الضوء على قضايا المرأة والعنف ضدها سواء كان من الاحتلال او بفعل الثقافة التقليدية.
واشارت مها دراغمة رئيسة جمعية طوباس الخيرية إلى ان توقيع مذكرة التفاهم اليوم يعني الكثير بالنسبة للجمعية، وهو امتداد لمرحلة شراكة مع مركز المرأة امتدت على طول السنوات الخمس الماضية.
واضاف "أن ذلك ساهم بشكل كبير في توسيع انشطة الجمعية وزيادة فعاليتها في تقديم الخدمات للمجتمع المحلي عموما والنساء خصوصا في محافظتي طوباس وجنين".
واكدت دراغمة ان الجمعية لمست خلال السنوات الماضية مدى الحاجة المجتمعية لتقديم مثل هذه الخدمات للنساء والفتيات، حيث الاقبال المتزايد من النساء الى الجمعية وطلب الدعم والارشاد الاجتماعي والقانوني، وهي خدمة لم تكن متوفرة في المنطقة سابقا. اما على صعيد القدرات الذاتية للجمعية فاشارت دراغمة الى انها تطورت بنسبة كبيرة سواء من الناحية الادارية او المالية والفنية وتوسيع خبرات الطاقم العامل، وكذلك في زيادة القدرة على بناء علاقات الشراكة والتعاون مع مؤسسات المجتمع المختلفة، وكذلك البنى التحتية.
وتحولت الجمعية من جمعية خيرية الى جمعية تنموية تساهم في تنمية وتطوير المجتمع المحلي. وتمنت دراغمة ان تحمل السنوات الاربع القادمة مزيدا من التطوير ومراكمة الخبرات في مختلف جوانب عمل الجمعية وتوسيع افاق العمل وتمكينها من التوسع في الخدمات المقدمة للنساء في المنطقة التي تفتقر الى الكثير من الخدمات وتعاني من التهميش في مجالات مختلفة.
حياة الدجاني رئيسة جمعية سيدات اريحا اعتبرت ان توقيع المذكرة مع مركز المرأة سيساهم في احداث نقلة نوعية على نشاط وفعالية الجمعية في منطقة اريحا والاغوار، التي رغم تأسيسها منذ ستينات القرن الماضي الا انها لم تتمكن طوال تلك الفترة من تقديم خدمات الارشاد القانوني والاجتماعي للنساء والفتيات المعنفات، بسبب عدم توفر الامكانيات والخبرات لدى طاقم الجمعية في هذا المجال.
واشارت الدجاني الى ان الجمعية كانت على الدوام تتلمس احتياجات النساء لمثل هذه الخدمات، وانها كانت تقوم بتحويل المتوجهات الى مؤسسات وهيئات مختلفة تعمل في هذا المجال، وهذا ما كان يزيد الصعوبات امام النساء في البحث عن مقدمي الخدمات.
واختتمت الدجاني بالثقة ان هذه الخطوة ستساهم في توفير وتسهيل الفرص امام النساء في الوصول الى الخدمات عبر تطوير قدرات الجمعية على استقبال ومتابعة المتوجهات لطلبة هذه الخدمة.
وجاء توقيع مذكرات التفاهم مع المؤسسات الشريكة الثلاث بهدف بناء وتطوير برامج خدمة اجتماعية قانونية للنساء وتطوير قدرات طواقم العمل في المؤسسات لتقديم خدمات ذات جودة وتراعي الاخلاقيات المهنية، واستحداث وتطوير برنامج العيادة المتنقلة للخدمات القانونية والاجتماعية لتقدم الخدمات للنساء في المناطق المهمشة خاصة في الاغوار، وبناء شبكة حماية محلية في المحافظات الثلاث للتشبيك بين المؤسسات القاعدية والمؤسسات الأخرى التي تقدم خدمات في القطاعات الإجتماعية والصحية والقانونية للمساهمة في حماية النساء في محافظة أريحا وتقديم هذه الخدمات لهن.
وهدفت الجمعية الى دعمهم في تطوير خطة استراتيجية وتطوير النظم الادارية والمالية للمؤسسات الثلاث والخروج بوثائق مكتوبة تنظم عمل المؤسسات في اطار السياسات والاجراءات الناظمة لعمل المؤسسات الاهلية، والى المساهمة في توظيف واستيعاب طاقم للعمل في المشروع يتضمن محاميات واخصائيات اجتماعية اضافة الى موظفات مالية وعلاقات عامة للمؤسسات، وتقديم دعم وإشراف مهني للطواقم الاجتماعية والقانونية العاملة والطاقم العامل لدى المؤسسات.
وتشمل الاهداف المتفرعة عن مذكرة التفاهم تدريب طواقم عمل الجمعية في المجالات الإدارية والخدماتية وبمشاركة المؤسسات القاعدية الأخرى من اجل تعميق الوعي وزيادة القدرة على تحليل الثقافة المجتمعية المرافقة للعنف ضد المرأة والممارسات والعادات والتقاليد الداعمة له، وبناء المهارات الحياتية والتواصل للطاقم العامل في تقديم الخدمات القانونية والاجتماعية للنساء المعنفات،
بما في ذلك الأدوات البديلة للوساطة، وتقديم الإشراف والدعم المهني، وكذلك رفع مهارات الطاقم في مجال تخطيط وعقد لقاءات التوعية لمجموعات من المجتمع المحلي، وتحضير ونشر كتيبات تعالج مواضيع حقوق المرأة في مختلف المجالات.
يذكر ان مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي استحدث برنامج بناء قدرات المؤسسات القاعدية النسوية منذ عام 2005 بهدف توسيع وتحسين الخدمات للنساء اللواتي يعانين من التمييز أو العنف وبناء شراكات وتطوير خبرات وتجارب عمل المؤسسات القاعدية النسوية في المناطق النائية، التي تفتقر فيها النساء للخدمات المرتبطة بالحماية من العنف، واستطاع المركز بناء شراكة متواصلة مع جمعية نساء من أجل الحياة في محافظة سلفيت، تلتها شراكة مع جمعية النجدة الاجتماعية في محافظة طولكرم في عام 2007، وجمعية طوباس الخيرية في محافظة طوباس في العام 2011 ثم في نهاية العام 2015 البدء بشراكة جديدة مع جمعية سيدات اريحا في محافظة اريحا والاغوار.
واوضحت الجمعية أن البرنامج ممول من المنظمة السويسرية "Drosos" ويستمر حتى نهاية العام 2019.