الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركزية فتح: أبواب الحوار مفتوحة أمام حماس اذا تتخلص من الانقلابيين ومؤتمر الانقلابيين بدمشق أداة في يد المحاور الإقليمية

نشر بتاريخ: 27/10/2007 ( آخر تحديث: 27/10/2007 الساعة: 23:51 )
رام الله- معا- البيان الختامي لاجتماع اللجنة المركزية لحركة فتحر - ترأس السيد الرئيس محمود عباس، مساء السبت، اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح، في مدينة رام الله بالضفة الغربية.

واستمعت اللجنة المركزية إلى عرض شامل من السيد الرئيس للوضع السياسي، ومبادرة الرئيس الأميركي جورج بوش بدعوة المؤتمر الدولي للسلام وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وكذلك اللقاءات الفلسطينية - الإسرائيلية تمهيداً لعقد هذا المؤتمر خلال الشهرين القادمين.

وقدم السيد أحمد قريع "أبو علاء" رئيس الوفد الفلسطيني للمفاوضات، تقريراً شاملاً حول هذه اللقاءات والقضايا التي يجري الحوار حولها. كما حضر د. صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير، جانباً من الجلسة واستعرض بدوره الدعوة للمؤتمر الدولي للسلام واللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية.

وأصدرت اللجنة المركزية في نهاية الاجتماع، بياناً ختامياً، وفيما يلي نصه الرسمي :
أولا: الوضع الوطني:
إن اللجنة المركزية لحركة فتح والمجتمعة في مدينة رام الله برئاسة الأخ الرئيس أبو مازن تتوجه بالتحية لجماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن والمخيمات والشتات في هذا الظرف الدقيق الذي تشتد فيه المؤامرات الداخلية والخارجية لإسقاط هدفنا الوطني في استعادة أرضنا المحتلة وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ولتوظيف قضيتنا العادلة وكفاح شعبنا المديد ورقة ضغط ومساومة في الصراعات الإقليمية والدولية التي تعصف بالشرق الأوسط بعيداً عن ساحتنا الأساسية ومعركتنا الوطنية لإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي وتخليص شعبنا من الاحتلال والاضطهاد الذي يتعرض له على يد المحتلين الإسرائيليين، وفي مواجهة هذه المؤامرات والمتآمرين تقف حركتكم الرائدة حركة فتح، حركة الحرية والاستقلال، في وجه الاحتلال والمحتلين وفي وجه المؤامرات والمتآمرين بفضل وحدة شعبنا الراسخة وتلاحم فصائله وقواه الوطنية التي أثبتت على الدوام أنها وحدة راسخة ولا تقبل القسمة والتشرذم والانفصال، ولن يكون مصير زمرة الانقلابين الانفصاليين في قطاع غزة إلا ذات المصير الأسود الذي لحق من سبقهم من منشقين ومتآمرين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة طيعة في التآمر على شعبهم وقضيتهم.

وفي هذا المجال تؤكد اللجنة المركزية رفضها المطلق لمؤامرة الانقلاب والانفصال في قطاع غزة، وتدعو اللجنة المركزية حركة حماس إلى التخلص من هذه الزمرة الفاسدة التي تشكل اليوم بانقلابها وانفصالها معول هدم في مشروعنا الوطني وورقة ضغط على يد إسرائيل بعد أن أسقطت المقاومة التي طالما تشدقت بها، وتحولت إلى قوة قمع وتنكيل وإرهاب لجماهيرنا وفصائلنا المناضلة في قطاع غزة.

إن اللجنة المركزية لحركة فتح تؤكد مجدداً أن أبواب الحوار مفتوحة أمام حركة حماس في اللحظة التي تتخلص فيها من زمرة الانقلابيين وما حولوه من خراب ودمار في مشروعنا الوطني. وإن اللجنة المركزية لحركة فتح تتوجه بالشكر إلى كافة الأشقاء العرب الذين يعبرون عن حرصهم على قضيتنا ووحدتنا الوطنية وتؤكد لهم استعدادها الكامل للحوار وعودة الوئام في اللحظة التي تستعيد فيها حماس قرارها من يد الانقلابيين.

ثانيا: المؤتمر الدولي للسلام
تؤكد اللجنة المركزية أن المؤتمر الدولي للسلام والذي دعا إليه الرئيس بوش، إنما يعكس المكانة الدولية لقضيتنا واعتبارها أساساً للاستقرار من عدمه في الشرق الأوسط، إن هذا الاهتمام الدولي بقضيتنا إنما جاء نتيجة صمود وكفاح شعبنا المديد على مدى عقود، وفشل الاحتلال الإسرائيلي في ترويض شعبنا وكسر إرادة صموده الوطني وإصراره على استعادة أرضه ونيل حريته واستقلاله الوطني، وعلى هذا الأساس فالمؤتمر الدولي الذي ستحضره أكثر من ست وثلاثين دولة وبينها كل الدول الكبرى والعديد من دول العالم في مجلس الأمن وخارجه وعدد من الدول العربية الشقيقة في إطار لجنة المتابعة العربية، إن هذا المؤتمر لن يكون منبراً لغير فلسطين ولقضيتها العادلة، ولا مجال فيه لإملاء الشروط على شعبنا وقيادته الوطنية، ولا تنازل عن أي هدف من أهدافنا وحقوقنا الوطنية، بل سنؤكد على حقوقنا كاملة غير منقوصة، ومعنا كل أشقائنا العرب والأسرة الدولية بل العالم كله يقف معنا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وانتزاع أرضنا وحقوقنا الوطنية كما نصت عليها الشرعية الدولية والعربية وقرارات مجالسنا الوطنية، ولهذا كله فالمتآمرون على قضيتنا وشعبنا الآن وفي الماضي لا يريدون لشعبنا نيل حريته واستقلاله وإقامة دولته، ويتآمرون لتبقى قضيتنا ورقة مساومة في أيديهم ولمصالحهم، وفي المقابل يبقى الاحتلال الإسرائيلي جاثما على أرضنا يسرق الأرض ويبني المستوطنات وهم هناك في البعيد يرددون الشعارات الكاذبة والطنانة ودون أن يقدموا لشعبنا سوى المؤامرات الرخيصة على وحدته الوطنية.

إن اللجنة المركزية لحركة فتح تعتبر انعقاد المؤتمر الدولي بهذا الحضور العربي والدولي فرصة ثمينة لشعبنا لفرض قضيتيه وحقوقه على إسرائيل التي لا تريد السلام بل ينصب همها الأساسي على مواصلة الاحتلال والاستيطان وقهر شعبنا واستعباده. إن قائد شعبنا الرئيس محمود عباس "أبو مازن" يذهب إلى هذا المؤتمر وهو على يقين كامل من دعم شعبنا وأمتنا العربية والأسرة الدولية لحقوقنا الوطنية وفي سبيل تخليص شعبنا من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ثالثا: المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية
إن اللجنة المركزية وقد اطلعت على مجريات المفاوضات واللقاءات الفلسطينية - الإسرائيلية تؤكد دعمها الكامل للرئيس أبو مازن وللوفد المفاوض، وفي نفس الوقت تؤكد اللجنة المركزية على حقوقنا وثوابتنا الوطنية التي تحظى بالإجماع الوطني ولا مجال لأي تنازل عن أي حق من حقوق شعبنا، فالاحتلال يجب أن يزول والاستيطان يجب أن يقتلع من أرضنا ودولتنا المستقلة يجب أن تقوم في أرضنا المحتلة عام 1967 وفي حدود الرابع من حزيران وتضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشريف عاصمتها.

وعلى الرغم من المناورات والمؤامرات والمماطلة الإسرائيلية المعروفة فإن موقف الرئيس أبو مازن والوفد المفاوض هو موقف ثابت ومعروض للجميع، وليس أمام إسرائيل غير الانسحاب الكامل من أرضنا وقدسنا الشريف، وكذلك من جميع الأراضي العربية المحتلة في سوريا ولبنان، ولا بد في هذا المجال من التأكيد على دعوة سوريا ولبنان لحضور المؤتمر وإدراج قضية الجولان ومزارع شبعا على جدول أعمال المؤتمر.

إن وفدنا المفاوض يتحرك في لقاءاته مع الجانب الإسرائيلي من واقع التمسك بالثواب الوطنية المعروفة للجميع، وإن كل ما يردده الجاني الإسرائيلي والمتآمرون على شعبنا، سواء حول الأرض والحدود والقدس الشريف وقضية اللاجئين، لا أساس لها في موقفنا وقراراتنا الوطنية، وليس لدينا ما نتنازل عنه، بل نصر على استعادة حقوقنا كاملة غير منقوصة إن أرادت إسرائيل الأمن والسلام بديلاً للاحتلال والاستيطان وجدار الفصل العنصري الذي لا بد أن يزول طال الزمن أم قصر.

رابعاً: تحية إلى أهلنا في مخيم نهر البارد
تتوجه اللجنة المركزية بالتحية لأهلنا اللاجئين في مخيم نهر البارد وهم يعودون إلى مخيمهم المدمر بسبب المؤامرات الخارجية التي أرادت من ورائه عصابة العبسي تدمير وجودنا في لبنان وتعريض لبنان لخطر الحرب الداخلية.

إن اللجنة المركزية تحيي التفاف جماهيرنا الفلسطينية حول قيادتها الشرعية منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الرئيس أبو مازن، وتؤكد لأهلنا أنها لن تدخر جهداُ لإعادة إعمار المخيم وبأقصى سرعة وضرورة العمل الحثيث لقطع دابر الفتنة ووأدها حتى لا تمتد إلى لبنان والمخيمات. كما تحيي اللجنة المركزية أشقاءنا اللبنانيين الذين يبذلون أقضى الجهود للتخفيف عن أهلنا في مخيم نهر البارد.

خامساً: إحياء الذكرى الثالثة لرحيل قائدنا ياسر عرفات
تتوجه اللجنة المركزية لجماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن والمخيمات والشتات لإحياء الذكرى الثالثة لرحيل قائدنا الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وفي هذا المجال فإن اللجنة المركزية قررت إحياء الذكرى في مهرجانات ونشاطات عامة في كل المدن والمخيمات في الوطن والشتات، كما سيتم إزاحة الستار عن ضريح قائدنا الخالد ياسر عرفات في مقر المقاطعة، مركز صمود واستشهاد زعيمنا الخالد ياسر عرفات، وتتوجه اللجنة المركزية إلى كل جماهيرنا للمشاركة الواسعة لإحياء هذه الذكرى تعبيراً عن الوفاء لقائدنا وتأكيداً على الهداف والمبادئ التي ناضل في سبيلها ومن أجل حرية شعبنا واستقلاله الوطني.

سادسا: مؤتمر الانقلابيين في دمشق
إن الانقلابيين في قيادة حماس والذين مزقوا وحدة الوطن يعملون الآن على عقد مؤتمر غير شرعي في دمشق بهدف التغطية على انقلابهم وجريمتهم ضد شعبنا تحت ذريعة حماية حقوقنا الوطنية من خطر التصفية على يد إسرائيل المحتلة والمغتصبة، وفي الواقع فإن انقلابيي حماس ومن يلف لفهم ليسوا إلا أداة رخيصة في يد الاحتلال لتمزيق وحدة شعبنا وحجر وشطرنج في الصراع الإقليمي والدولي على حساب قضيتنا وشعبنا، إن اللجنة المركزية تعتبر هذا المؤتمر إمعاناً في الانقلاب والانشقاق والانفصال ولن يكتب له النجاح، لأنه مجر أداة في يد المحاور الإقليمية لخدمة مصلحتها وليس لخدمة شعبنا وحقوقه، وهم الذين طعنوا في الماضي ويطعنون اليوم وحدة شعبنا وتلاحم صفوفه.

إن اللجنة المركزية تدين هذا المؤتمر وتدعو أبناء شعبنا إلى مقاطعته وعدم حضوره تحت أي هدف أو ذريعة لأنه ليس إلا استمراراً للانقلاب والانفصال في قطاع غزة والذي لا يخدم إلا إسرائيل واحتلالها. وإن أي مؤتمر لا يمكن أن يحظى بالشرعية وأن يخدم قضيتنا الوطنية إلا إذا دعت إليه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والرئيس أبو مازن، وهذا المؤتمر لن يخدم أهدافنا الوطنية بل سيخدم الاحتلال والقوى المتآمرة على شعبنا في الداخل والخارج.