الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أنظار الفلسطينيين تتجه إلى الدوحة

نشر بتاريخ: 06/02/2016 ( آخر تحديث: 06/02/2016 الساعة: 11:48 )
أنظار الفلسطينيين تتجه إلى الدوحة
غزة – تقرير معا- يترقب المواطنون في قطاع غزة بمشاعر تجمع بين القلق والأمل اللقاء المزمع عقده بين حركتي فتح وحماس اليوم السبت في العاصمة القطرية الدوحة لإنهاء معاناتهم الناتجة عن الانقسام والتي فاقم منها الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عشر سنوات.

ويعاني المواطنون أوضاعا معيشية واقتصادية صعبة وارتفاعا في معدلات البطالة والفقر بالإضافة إلى ازمات الكهرباء والمياه وغاز الطهي وإغلاق معبر رفح منفذهم الوحيد الى العالم نتيجة استمرار حالة الانقسام.

ويرى الكاتب مصطفى إبراهيم أنه رغم العديد من التصريحات من الرئيس أبو مازن وقادة حماس حول المصالحة إلا أن المواطنين غير واثقين بأن هناك اتفاقا أو مصالحة، مشيرا إلى أن التصريحات التي تخرج عن اللقاء المرتقب تتناول نقطتين وهما تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء الانتخابات وهذا ربما استكمال لما تم الاتفاق عليه.

وقال إبراهيم في حديث لمراسل "معا" :"الأمور غير واضحة إذا كانت هناك نوايا حقيقية لاستكمال الحوار أو ما تم الاتفاق عليه في القاهرة أو الشاطئ وما وصلنا إليه من عدم توافق على حكومة التوافق والعقبات التي تمر بها المصالحة".

وأعرب عن أمله بأن تكون هناك إرادة وقدرة حقيقية لدى الطرفين لتغليب المصلحة الوطنية والتوصل إلى اتفاق حد أدنى وليس اتفاق لإدارة الانقسام والاتفاق على مجمل القضايا الفلسطينية وليست القضايا المختلف عليها كقضية الحكومة والانتخابات.

وقال إبراهيم :"الموضوع أكبر من أن يكون حكومة وانتخابات ويجب أن تكون هناك استراتيجية وطنية لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني برمته وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها على أسس صحيحة تعيد الاعتبار للمشروع الوطني".

وحول تشكيل حكومة وحدة وطنية، اعتبر الكاتب مصطفى إبراهيم أن التوافق بين حركتي فتح وحماس وليس الضغوط الإسرائيلية هو الضامن لتشكيل حكومة وحدة بمشاركة كافة الفصائل وتحديد مهامها وبرنامجها السياسي، مشيرا إلى أن إسرائيل عامل مخرب ولا تريد مصالحة فلسطينية لكن لو توفرت النوايا والإرادة الحقيقية للقيادة والفصائل سترى هذه الحكومة النور.

وذكر أن الخلاف بين حركتي فتح وحماس على البرنامج السياسي وليس على حكومة تدير أمور الناس الإدارية، وقال :"الحل يجب أن يشمل القضية برمتها وليس فقط التوافق على حكومة وإنهاء الأزمات القائمة بل في الاتفاق على استراتيجية وطنية تنهي حالة الانقسام وأن يكون هناك إعادة الاعتبار للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات".

بدورها، قالت الناشطة شيرين خليفة :"ليس هناك مؤشرات يمكن أن تبشر بأن اللقاء سيقود إلى مصالحة حقيقية.. لو أرادت الحركتان تطبيق المصالحة كان تم تنفيذ اتفاق القاهرة والشاطئ اللذين يتضمنان كل البنود لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام. ولكن لم يحدث شيء فعلي على الأرض يؤدي إلى مصالحة".

وترى الناشطة أن تنفيذ بنود المصالحة مرتبط بالإرادة السياسية وهي غير موجودة لدى حركتي فتح وحماس، غير أنها عبرت عن أملها "أن يتحلوا بالإرادة السياسية وبمسؤولية وطنية تقودنا إلى مصالحة حقيقية".

من جانبه، قال المحلل السياسي إبراهيم المدهون :"هذا لقاء طبيعي في ظل حالة الحراك المحتدم في القضية الفلسطينية خصوصا بعد انتفاضة القدس والحديث عن تصعيد إسرائيلي في غزة والضفة، والحديث الدائر حول ترتيب البيت الفلسطيني لما بعد مرحلة الرئيس أبو مازن".

ويضيف المدهون في حديث لمراسل "معا" أن اللقاء المرتقب بين فتح وحماس سيخرج منه خطوات ايجابية حول بعض الرؤى والأفكار البعيدة عن التطبيق التفصيلي. وأردف :"أعتقد انه من الصعب الخروج بخطوات عملية سريعة.. ولكن هناك احتمال أن تخفف من الاحتقان وتزيد من التنسيق وتحرك المياه الراكدة وتعالج بعض الإشكاليات لأن عوائق التطبيق ما زالت اكبر من قدرة الطرفين على تجاوزها".

وأضاف :"الاحتلال الإسرائيلي يفضل إبقاء كيانين فلسطينيين عن التعامل مع جهة فلسطينية واحدة، كما أن ضعف المؤسسات الفلسطينية يحول دون اخذ دور في التجميع وبناء برنامج يمكن تطبيقه كما أن إفرازات الانقسام وتفاصيله يحتاج لرؤية تقبل بالواقع الجديد ومزاوجته بالماضي وهناك تباعد كبير بين الأمرين مما يصعب المهمة".

ويعتقد المدهون أن مشاركة حركة حماس في حكومة الوحدة الوطنية سيقابله رفض إسرائيلي ودولي وسيمنع من رفع الحصار أو تخفيفه بل سيزيد حالة التوتر ، وهذا لا يمنع أن يكون هناك حكومة وحدة لا تشارك بها حماس لكي تتبنى رؤية متصالحة مع المجتمع الدولي وفي الوقت نفسه توافق عليها حماس.

المواطن أبو زهير المحتسب يقول :" اللقاء سيكون كالسابق .. ولكن من وجهه نظري أرى بان الوضع القادم مخيف على القطاع في ظل أوضاع الناس المأساوية"، مضيفا "لست متشائم ولكن أرى الأوضاع في الضفة وغزة لا تحتمل وعلينا كفلسطينيين التوحد".

وقال الحاج الستيني أبو عبدالله سلمان :"إن لقاء فتح وحماس في الدوحة لن يغير من الواقع المزري لغزة شيئا لان الشعب جرب هذه اللقاءات الفاشلة وتوقيع الاتفاقيات فقط لأخذ الصور التذكارية".

وأضاف أبو عبدالله في حديث لمراسل "معا" :"نريد من يلتفت إلى مشاكلنا وهمومنا التي لا تعد ولا تحصى في غزة .. الشعب مل من الفصائل... نريد العيش بحياة كريمة لا الرجوع إلى الوراء خمسين سنة".

وتابع:" ان الشعب الفلسطيني ليس لدية ثقة لا بفتح ولا بحماس بعد أحداث الانقسام".

تقرير: أيمن أبو شنب