القدس- معا- رفضت القائمة المشتركة القرار الاسرائيلي القاضي بابعاد ثلاثة نواب عن الكنسيت بسبب زيارتهم لعائلات شهداء في القدس.
وقررت لجنة "السلوكيات البرلمانية"، إبعاد نواب القائمة المشتركة، جمال زحالقة وحنين زعبي وباسل غطاس عن جلسات الكنيست لعدة أشهر، على خلفية متابعتهم قضية استعادة جثامين الشباب المقدسيين المحتجزة لدى إسرائيل، أكدت القائمة المشتركة أنها ترفض القرار التعسفي، الذي يمس عمل النواب وحقوق منتخبيهم.
وأدانت القائمة المشتركة حملة التحريض الدموي، التي يقودها رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والتي جرّت الساحة السياسية بيمينها ويسارها للانضمام لحملة التأليب والتشويه ضد القيادة العربية، وكانت نتيجتها إصدار قرار انتقامي وتعسفي وعنصري من قبل لجنة السلوكيات البرلمانية. وأكد نواب المشتركة أنهم ورغم القرار الجائر، سيواصلون العمل للإفراج عن الجثامين المحتجزة منذ أربعة أشهر في ثلاجات الاحتلال الإسرائيلي للقدس.
وأشارت القائمة المشتركة إلى أن النواب المبعدين دفعوا ثمنًا سياسيًا جراء موقف أخلاقي وإنساني ووطني وسياسي، وإلى أن العقاب الانتقامي لن يردعنا عن مواصلة نضالنا ضد السياسة العنصرية والفاشية، ومن أجل المساواة والديمقراطية الحقيقية، والتي يحاول نتنياهو تدميرها بكل قوته وتحويلها الى مسرحية عبثية هزيلة.
وكانت القائمة المشتركة أكدت، في مستهل جلستها الأسبوعية ظهر يوم الأثنين، إن الاجتماع بعائلات تطالب بالإفراج عن جثامين أبنائها هو عمل إنساني وسياسي وأخلاقي ووطني، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بإعادة الجثامين فورًا ليتسنى للعائلات دفنها. وافتتحت القائمة المشتركة جلستها بمؤتمر صحفي شارك فيه رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة.
وقال رئيس لجنة المتابعة إن "نواب التجمع أدوا واجبهم كممثلين في الكنيست وأكثر من ذلك، التقوا وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان وطالبوه إرجاع الجثامين، وهذا من منطلق مكانتهم وعملهم وإن لم يفعلوا ذلك فمن سيفعل؟".
وانتقد بركة الهجمة الشرسة من قبل رئيس الحكومة ونواب أحزاب المعارضة والائتلاف، وقال: "حتى لو كان هنالك 119 عضو كنيست ضد شخص واحد، فليس من حقهم إخراج هذا الشخص من الكنيست لأنه دخلها بفضل منتخبيه وهو يمثلهم". وأكد بركة أن هذه الحكومة التي عدّلت قانون الانتخابات تسعى الان لإخراج تمثيل الأقلية العربية من الكنيست، ليتشكل الكنيست بالتالي على أساس عرقي".
وأوضح رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة إن "الزيارة عمل أنساني وأخلاقي وسياسي، وقضية إرجاع الجثث هي قيمة إنسانية عليا، ولكن هنالك من يريدنا دواجن، مقطوعين عن إقليمنا الفلسطيني ويريد عزلنا عن قضيتنا. سنواصل التأكيد على دعم النضال العادل للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال ومن أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة،" وأضاف أن القائمة المشتركة ترفض بشدة محاولة رئيس الحكومة نتنياهو سن قانون غير ديمقراطي وغير دستوري يهدف لإخراج النواب العرب من الكنيست.
وقال النائب جمال زحالقة إن نواب القائمة المشتركة يعملون من أجل استعادة الجثامين لعائلاتها المقدسية، حيث ترفض حكومة اسرائيل الحديث مع السلطة الفلسطينية بهذا الشأن، وفي حين استعادت العائلات في الضفة جثامين أبناءها، بقيت هناك عشرة عائلات مقدسية محرومة من دفن أبنائها المحتجزة جثامينهم منذ أربعة اشهر. وأضاف زحالقة أن احتجاز الجثامين بهذا الشكل جريمة وأمر فظيع، واتهم نتنياهو بانه يحرض ليحظى بشعبية رخيصة في الشارع الإسرائيلي، وحمّله مسؤولية نتائج تحريضه على نواب التجمع.