نشر بتاريخ: 15/02/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
القدس- معا - 124 يوما مرت على احتجاز جثمان الشهيد المقدسي أحمد أبو شعبان... ولعل الساعات الأخيرة من مساء الأحد كانت الأصعب لدى عائلته فقرار تسليم جثمانه المفاجئ وتغيير شروط التسليم بوجود 14 شخصا فقط، والتواجد الإسرائيلي المكثف داخل المقبرة، اضافة الى مرافقة أفراد من الوحدات الخاصة بأسلحتهم للجنازة وتشييع الجثمان.. كان الأكثر ألما والأشد وجعا على عائلة الشهيد التي كانت تعد الأيام لالقاء نظرة الوداع عليه.
عند حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل كان موعد اللقاء بين الشهيد وعائلته.. حيث اسرع افرادها الذين سمح لهم بالدخول لحمله والقاء نظرة الوداع
عليه وسط هتافات رددتها حناجر شقيقاته.. ساعة ونصف فقط حددت للعائلة لتجهيز الجثمان وتكفينه والصلاة عليه ودفنه في القبر، وانشغلت عائلته بتفقد ملابسه المبللة بالدماء، والرصاص الذي اصيب به في العملية... وبعد 4 أشهر من ارتقاء الشهيد احمد واحتجاز جثمانه في الثلاجات الا ان دمائه كانت تنزف عندما استلام عائلته.
تشديدات في القدسوحول الاحتلال مقبرة باب الاسباط ومحيطها الى ثكنة عسكرية مغلقة، وفرض حصاره المشدد عليها وعلى الشوارع المحيط بها، ومنع الطواقم الصحفية والاسعاف من الوصول اليها، واغلاق العديد من الطرقات من جهة بلدة سلوان والصوانة ووادي الجوز وباب الساهرة المؤدية الى المقبرة، وانتشرت فرق الخيالة والقوات الخاصة وافراد من الشرطة والمخابرات في المنطقة.
كما قامت قوات الاحتلال بتمشيط المقبرة عدة مرات قبل تسليم جثمات الشهيد ابو شعبان.
20 رصاصة اخترق جسد الشهيد ابو شعبانوأوضح محمد أبو شعبان - شقيق الشهيد- لمراسلة معا التي تواجدت في الجنازة ان حوالي 20 رصاصة اخترقت جسد شقيقه ، أحدها ادت الى تفجير رأسه من الجهة الخلفية، والرصاص تركز في الرأس والصدر والظهر والذقن .
والد الشهيد: أحمد ليس اغلى من تراب الوطنوالدا الشهيد قالا :"اليوم قمنا بزّف العريس أحمد وقمنا بدفنه بروضة من رياض الجنة، بعد احتجازه لمدة 4 أشهر في ثلاجات الاحتلال، آملين أن يسترد كافة عائلات الشهداء جثامين ابنائهم وأن يتمكنوا من تشيعهم ودفنهم في مقابرهم".
وقال والد الشهيد ابو شعبان "لقد فوجئنا بقرار احتلالي في اللحظات الأخيرة من موعد التسليم بتقليل عدد المشيعين، والحمد لله اننا تسلمنا الجثمان في النهاية .. وقمنا بزف شهيدنا الذي ارتقى في سبيل الله والأقصى وفلسطين... وأحمد ليس اغلى من الوطن ... الوطن ترابه غالي ويستحق التضحية."
والدة الشهيد: دفن أحمد بجوار الأقصى كما كان يتمنىأما والدة الشهيد فقالت :" منذ استشهاد أحمد كنت آتي الى قبرة وارش عليه ماء زمزم من مكة المكرمة وأدعو الله بأن استرد ابني وادفنه هنا في جوار الاقصى وفي تراب القدس كما كان يريد أحمد، الحمد الله الذي استجاب دعائي."
وأضافت:" أن الشهداء يرفعون رؤوسنا عاليا..وعلينا كأهالي شهداء بالصبر والصلاة وقيام الليل والصوم والدعاء الدائم حتى استرداد كافة الجثامين المحتجزة في ثلاجات الاحتلال."
المحامي محمد محمود: تغيير شروط التسليم بصورة مفاجئةمحامي مؤسسة الضمير محمد محمود الذي رافق تسليم الجثمان والدفن قال:" لقد غيرت مخابرات الاحتلال شروط التسليم في اللحظات الاخيرة من الموعد، فكان من المقرر ان يشارك 50 شخصا في الجنازة الا ان الاحتلال اشترط وجود 10 اشخاص فقط، وبعد مشادات كلامية ورفضي والعائلة سمح فقط بدخول 14 فردا بعد ادراج اسمائهم في قائمة سلمت لأحد أفراد الشرطة الذي قام بادخالها عبر احد الحواجز المنصوبة حول محيط المقبرة".
وأضاف المحامي محمود :"أن تغيير شروط التسليم لم تكن متوقعة ابدا، والحجة الإسرائيلية هي تنفيذ عملية في القدس مساء الأحد"، لافتا ان المخابرات هددت بمواصلة احتجاز الجثمان وعدم تسليمه لعائلته في حال رفض الشرط الجديد".
وقال المحامي محمود ان العائلة كانت أمام معادلة صعبة بأن تستلم الجثمان لدفنه بعد 4 أشهر من الاحتجاز (124 يوما)، أو عدم تسلمه وبالنهاية تم التسليم بحضور العدد القليل.
وكانت مخابرات الاحتلال قد اشترطت على عائلة الشهيد أبو شعبان مشاركة 50 فردا فقط في الجنازة، وأن يكون الدفن فور الاستلام، ودفع كفالة 20 الف شيكل لضمان شروط التسليم، وقامت محافظة القدس بدفع الكفالة المالية.
عدنان غيث: مؤسساتنا الوطنية تلتف حول أبناء شعبها
والى ذلك قال أمين سر حركة فتح في القدس عدنان غيث لمراسلة معا :" ان المؤسسات الوطنية تقوم بواجبها في هذا الوقت، ومن واجب المؤسسات الوطنية أن تلتف حول أبناء شعبها، وكل أموالنا وأنفسنا وما نملك لن يكون أغلى من قطرة دم من الشهداء."
وأضاف غيث أن الاحتلال الاسرائيلي متوقع منه كل شيء، فهو يمارس اعتداءات يومية بحق الشعب الفلسطيني، ويعدم الفتية والشبان من الذكور والاناث، ويسجن موتى وسط صمت عالمي مريب لما يجري في الأراضي الفلسطينية.
احتجاز 9 جثامين لشهداء مقدسيينويواصل الاحتلال احتجاز 9 جثامين لشهداء مقدسيين، أولهم الشهيد ثائر أبو غزالة منذ الثامن من شهر تشرين اول الماضي، وآخرهم الشهيد مصعب الغزالي منذ السادس والعشرين من شهر كانون أول الماضي.
متابعة ميسا ابو غزالة
.jpg?_mhk=0e6e0dd4d09c333fbef91320e94b45a26d772b13c53548e800592658ae1aaaf53e2222eb95b7d0bc13697860584bac4e' align='center' />