الثلاثاء: 05/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 17/02/2016 ( آخر تحديث: 17/02/2016 الساعة: 14:44 )
محطات من دورينا
بقلم :صادق الخضور

اليوم، تلاقي الجزائر فلسطين؛ عفوا تتوحد فلسطين والجزائر من جديد في مباراة على طريق تأكيد التلاحم الكبير بين شعبين لطالما كان الشهداء – ولا زالوا- علامة فارقة على جبين المشهد في كل منهما، فلسطين والجزائر تلتقيان ولا تتواجهان، فلا مجال للمواجهة ما دام الاثنان بمثابة الواحد.

لقاء بألف دلالة
اليوم، وحين تلاقي فلسطين الجزائر، وحين تزحف الجماهير، تتجدّد عرى العلاقة بين شعبين زادهما الحب، وكلما باعدت بينهما المسافات قربّت بينهما القلوب، فالجزائر وفلسطين توأمان لا ينفصلان.
بكل الحب يجري اللقاء، فاليوم لا نتحدث عن خطة لعب بل عن إرادة تواصل، ليس مهما من يلعب في الدفاع، فكلاهما كان دوما في خط الدفاع الأول عن قضايا الأمة، وليس مهما أسماء حرّاس المرمى لأن الجماهير الوفية تحرس العلاقة بين فلسطين والجزائر على طول المدى.
ما بين فلسطين والجزائر، مسافات شاسعة لكن التلاقي يلغي كل بعد، وخارطة التواصل باتت مرسومة في الوجدان، وكلما لاح طيف الجزائر في فلسطين كلما تداعى العاشقون للتعبير عن حبّهم لجزائر الأحرار، وكلما كان قبس تاريخها باعثا على مواصلة المشوار.
هي علاقة شعبين محكومة بالعفوية وبالنقاء، وبالاحترام المتبادل، وكل التقدير للواء جبريل الرجوب وللسيد وروارة رئيس الاتحادين الفلسطيني والجزائري اللذين جعلا من عقد اللقاء فرصة للتلاقي من جديد.
من القدس لوهران تحيّة مغلفة بطابع استثنائي من التقدير للمواقف ولدوام التعاطف، ولديمومة البقاء على عهد الوفاء لقيم شكلّت دوما باعثا لمزيد من اللحمة والتكامل بين فلسطين والجزائر.
لقاء بألف دلالة بل وأكثر، فعهد الوفاء في قلوب الجماهير باقٍ، والاستقبال الحافل في المطار يؤكد أن لاعبي فلسطين حطوّا الرحال في قلوب الجزائريين لا في أرض المطار، وأن الترحاب لا يعكس بالضرورة الترحيب بوافد جديد بقدر ما يعكس العثور على الذات، وهذا ما كان، فقد كانت عفوية المشهد، وجماهيريته، وحرارة الاستقبال شاهدا على لقاء استثنائي.
فلسطين في الجزائر، وقال البعض"أهلا بالجزائر في فلسطين"، وكأن مقولة "الأماكن... كلها لك" تصلح لأن تكون معزوفة ونشيدا يشدوه الحريصون على بقاء علاقة الشعبين متينة وقويّة، فاليوم، تتبدّى من جديد ملامح الإصرار على أن تكون اللقاءات الجماهيرية بين المنتخبين في كرة القدم وفي غيرها من فنون الرياضة فرصة لإعادة الاحتفاء بعلاقة تاريخية أكبر من مجرّد أن تكون مجرد سحابة عابرة.

إطلاق فلسطين الرياضة
تيمنا بلقاء كبير، وعلى هامش لقاء منتخبي فلسطين والجزائر، تنطلق على بركة الله قناة فلسطين الرياضية، وكل التقدير لهذا الإنجاز الذي طال انتظاره.
انطلاقة القناة خطوة على طريق مزيد من منح الإعلام الرياضي دوره المفترض، مواكبا، محللّا، ناقدا، راصدا الأنشطة والفعاليات، وكل التقدير للحريصين على أن يغدو الطموح حقيقة واقعة.
للأخ وائل رمانة ولطاقم العمل في القناة نبارك، ونؤكد أن القناة تؤسس لمزيد من إبداع كوكبة من العاملين في التلفزيون، فهم طاقم متكامل، يعمل بمهنية، ومن واكب تغطية الأنشطة التي تواصلت على مدار سنوات من حين لآخر يدرك أن هناك جهدا نوعيا يستحق أن تُفرَد له مساحة، وها هي القناة تأتي لتكون هذه المساحة.
كان يؤخذ على البث عدم الاهتمام بنقل بعض المباريات الكبرى أحيانا لتضارب مواعيدها مع أحداث أخرى، وكان السبب عدم وجود قناة متخصصة، ومع وجود القناة الآن بات من الضروري أن يكون الالتزام ببث اللقاءات المهمة خيارا ثابتا.
أطيب التمنيات بالنجاح.