منصور يبعث رسائل حول جرائم الاحتلال بحق المدنيين
نشر بتاريخ: 19/02/2016 ( آخر تحديث: 19/02/2016 الساعة: 11:56 )
القدس - معا - بعث السفير الدكتور رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، بثلاث رسائل متطابقة الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (فنزويلا) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الانتهاكات الجسيمة والجرائم الوحشية التي لا تزال ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضد السكان المدنيين الفلسطينيين العزل في دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ذكر فيها ان دعواتنا لتوفير الحماية الدولية لشعبنا ولاتخاذ التدابير اللازمة لمحاسبة إسرائيل على جرائمها، بما في ذلك جرائم الحرب، لاتزال تقع على آذان صماء.
وتطرق السفير منصور إلى وضع الصحفي الفلسطيني محمد القيق، المضرب عن الطعام لمدة 86 يوماً احتجاجا على اعتقاله الإداري من قبل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، من دون تهمة.
وذكر أن حالته الصحية آخذة في التدهور بشكل كبير ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لإرغام السلطة القائمة بالاحتلال لاطلاق سراحه ووضع حد لاستخدامها غير القانوني للاعتقال الإداري، مشيراً في هذا الصدد إلى أن اسرائيل تحتجز أكثر من 530 فلسطيني من دون تهمة أو محاكمة لفترات تصل إلى ستة أشهر قابلة للتجديد إلى أجل غير مسمى، وهم من بين أكثر من 6000 مدني فلسطيني تحتجزهم اسرائيل بشكل غير مشروع في سجونها. كما أن المداهمات اليومية المستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية تزيد من عدد الأسرى والمعتفلين الفلسطينيين الابرياء، بما في ذلك الأطفال والشباب، في السجون ومراكز الاعتقال الاسرائيلية.
وتطرق السفير منصور في رسائله الى التصريحات التحريضية من قبل المسؤولين الإسرائيليين التي تغذي التعصب والكراهية في أوساط المجتمع الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطينيي مشيرا إلى تصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال اجتماع الكنيست الإسرائيلي يوم 16 فبراير أن ماأسماه "الإرهاب" الفلسطيني يأتي من "ثقافة الموت" في المجتمع الفلسطيني.
وذكر السفير منصور أن هذه التصريحات المدانة من جانب السلطة القائمة بالاحتلال تسمح لقوات الاحتلال بأن تطلق نيرانها وتقتل المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، بما في ذلك الاعدام الميداني في وضح النهار دون أي قلق من المساءلة وبلا ضمير. ومن أحدث الأمثلة المأساوية لهذا التجاهل الاسرائيلي للحياة الفلسطينية هو اطلاق قوات الاحتلال النار على ياسمين رشاد التميمي، بالقرب من الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل يوم 14 فبراير. وهذه الجريمة وقعت بعد ساعات من قتل قوات الاحتلال نعيم أحمد يوسف صافي، 17 عاما، عند نقطة تفتيش إسرائيلية شمالي مدينة بيت لحم،ونهاد رائد واكد، 15 عاماً، وفؤاد مروان واكد، 15 عاما ،بالقرب من قرية العرقة، غربي مدينة جنين.
وأضاف السفير منصور ان قتل هؤلاء الشباب والأطفال الفلسطينيين، الذين عاشوا حياتهم كلها في ظل هذا الاحتلال الغاشم، هو دليل آخر على تجاهل السلطة القائمة بالاحتلال لقدسية الحياة الفلسطينية.
ومن الواضح أنه طالما يمكن للسلطة القائمة بالاحتلال أن تتهم الفلسطينيين زورا بمحاولة إحداث "الضرر" لأي جندي إسرائيلي مزود بأحدث الأسلحة العسكرية واكثرها فتكاً فأنه لا يمكن أبدا محاسبة او معاقبة قوات الاحتلال على جرائمها وقد أدى تقاعس المجتمع الدولي الى تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب.
وذكر السفير منصور ان القائمة الطويلة للجرائم الاسرائيلية تؤكد على أن الفشل في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانوني الدولي لحقوق الإنسان، قد أدى بشكل واضح الى إزهاق المزيد من أرواح المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال. وبالتالي فإننا نكرر النداء العاجل لمجلس الأمن للعمل فورا بموجب واجباته المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتجدة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الحماية للسكان المدنيين الفلسطينيين ووضع حد للعدوان والاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، وذلك تمشيا مع مبادئ وأحكام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي لا حصر لها، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن.
واختتم السفير منصور رسائله بالتأكيد على انه لايمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في غض الطرف عن هذا الظلم ولا يمكن تبرير استمرار التقاعس من جانب مجلس الأمن بشأن هذه المسألة التي هي بشكل واضح ضمن اختصاصاته، وهي على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ إنشائها، وتشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين. إن وقت العمل بمسؤولية وضمير قد طال انتظاره وهو امر ضروري وعاجل إذا أردنا تجنب المزيد من زعزعة استقرار الوضع وتقويض ماتبقى من فرص لتحقيق السلام وإذا أردنا أن نعطي الأمل للشعب الفلسطيني في أن نضاله الطويل من أجل إعمال حقوقه وتطلعاته الوطنية المشروعة، بما في ذلك تحقيق الاستقلال، سوف يؤتي ثماره ويسود السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين.